شعر »حسن» بالضياع منذ القبض عليه.. هو يعلم في قرارة نفسه أنه برئ.. ولكن من يصدقه.. وفجأة جلس ينظر لشعاع الضوء المنبثق خلال فتحات شباك ضيق يعلوالغرفة تنفس بعمق بعدما أحس بالأمل يملأ صدره.. استرجع ماحدث .. كانت دقات الساعة تشير إلي العاشرة ليلا.. بينما هو واقف يحاول فتح باب معرض السيارات الخاص به.. فوجئ برجال المباحث يقبضون عليه متهمين إياه باحراز الهيروين.. ألجمته الصدمة حاول الدفاع عن نفسه ولكنه لم يستطع وكتب احد افراد المباحث في محضر الضبط أن المتهم كان يقف ينتظر أحد عملائه وأنه كان يحمل كيسا أسود به مائة لفافة من مخدر الهيروين.. وأحيل إلي النيابة والتي أمرت بحبسه علي ذمة التحقيقات. انتبه فجأة لصوت العسكري ينادي عليه ليخبره بأنه سيتم ترحيله إلي محكمة الجنايات بدمنهور.. وهناك فجر دفاعه مفاجأة وهي فلاشة مثبت بها تصوير الواقعة أهداه إياها صاحب حضانة الأطفال المجاورة لمعرض السيارات .. تم ارفاقها بمستندات القضية وعند عرضها فوجئت المحكمة بمخالفة ماحدث لما كتب بمحضر الضبط فقضت المحكمة ببراءة المتهم مما نسب إليه.. صدر الحكم برئاسة المستشار سامح عبدالله وعضوية المستشارين حاتم محمود وعاصم نعيم .. وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن ما طالعته المحكمة لا يحمل فقط براءة المتهم مما نُسب إليه وإنما يمثل أيضًا عدوانًا صارخًا علي الحقيقة ماكان يجب وتحت أي ظرف أن تلجأ إليه يد رجل الضبط وهي اليد الحريصة دومًا علي حماية الأفراد وطمأنتهم لا ترويعهم والزج بهم إلي آتون اتهام ليس له نصيب من الحق والعدل وهو الأمر الذي لم يكن للمحكمة أن تغض الطرف عنه من دون أن تقف وقفة محذرة من العبث بإجراءات اشترطها القانون. إن المحكمة بقضائها هذا إنما تقيم عدلاً لا سبيل إلي رفعه إلا بانتهاج سبله وتقيم حدًا بين الزَبد الذي يذهب جُفاء وبين ما ينفع الناس فيبقي في الأرض.