أحمد سعد الدين انضمت الفنانة نهى العمروسى إلى القائمة السوداء من نجوم المخدرات، وذلك بعد القبض عليها داخل معرض بحى الزمالك بصحبة المخرج عمرو فاروق و9 آخرين، خلال تعاطيهم المخدرات، حيث أمرت النيابة بحبسهم 15 يوما على ذمة التحقيقات، خصوصا بعد ضبط كمية من المواد المخدرة فى حيازتهم، فيما نفت نهى العمروسى علاقتها بذلك، بل طالبت بإجراء تحليل دم لإثبات عدم تعاطيها المخدرات. قضية نهى العمروسى لم تكن الأولى فى هذه الفترة، لكنها فتحت ملف نجوم الكيف، فبعد الخامس والعشرين من يناير بعدة شهور ألقت مباحث المخدرات القبض على الفنانة نيفين مندور التى لعبت دور البطولة أمام محمد سعد فى فيلم "اللى بالى بالك" وبحوزتها كمية من الهيروين، عندما تم ضبطها بصحبة آخرين داخل سيارة فارهة بمنطقة التجمع الخامس لكنها خرجت بكفالة من القضية، وفى نفس التوقيت تقريباً تم ضبط النجمة الشابة "دينا الشربينى" وصديقتها خلال تعاطيها المخدرات داخل شقة تاجر مخدرات بمنطقة الزمالك، وقضت المحكمة بمعاقبتهم لمدة عام فيما كانت عقوبة التاجر خمس سنوات مع الشغل والنفاذ . وفى الأثنين الماضى ألقت قوات الأمن بمحافظة جنوبسيناء القبض على الممثل الشاب أحمد عزمى، للمرة الثانية خلال حملة تفتيش فى أحد الكمائن المرورية، وبحوزته أقراص لعقار «الترامادول» المخدر. والذى أمرت النيابة بحبسه4 أيام على ذمة التحقيق. الجدير بالذكر إنه تم القبض على الفنان أحمد عزمى فى أكتوبر الماضى فى مدينة شرم الشيخ أيضاً وبحوزته كمية من المواد المخدرة، وتم إيداعه الحبس، لكنه خرج بكفالة من القضية التى لا تزال مستمرة حتى الآن. بداية قضايا إدمان الفنانين تعود لأوائل الثمانينيات عندما استيقظ الوسط الفنى على خبر القبض على الفنانة ماجدة الخطيب التى كانت تقود سيارتها، وهى فى حالة سكر تام وتسببت بطريق الخطأ فى مقتل شاب وقدمت للمحاكمة التى قضت بحبسها سنة مع الشغل، قضت منها 8 أشهر حبساً احتياطياً قبل أن تخرج بكفالة ولكنها وللمرة الثانية يتم القبض عليها فى عام 1986 بصحبة اثنين من أصدقائها بعد تفتيش منزلها والعثور به على مخدر الهيروين وبرغم نفيها فى التحقيقات وادعائها بأن هذه "بودرة" إكسسوار خاصة بدورها فى فيلم "ابن تحية عزوز " فإن المعمل الجنائى أثبت أنه هيروين وعاقبتهم محكمة جنايات القاهرة فى حكمها الذى أصدرته فى منتصف عام 1987 بحبس ماجدة الخطيب لمدة عام بتهمة تعاطى المخدرات، وقد أخلت المحكمة سبيلها عقب صدور الحكم لأنها كانت قد مكثت فى الحبس الاحتياطى 16 شهراً على ذمة التحقيقات .. بينما عاقبت المحكمة صديقيها بالحبس لمدة عامين لكل منهما خرجت بعدها ماجدة لتتنقل بين لبنان والأردن وباريس إلى أن عادة مرة أخرى إلى مصر مطلع التسعينيات . وكان الفنان فاروق الفيشاوى أكثر هؤلاء شجاعة عندما أعلن للكاتب الكبير صلاح منتصر فى حوار معه لمجلة أكتوبر عام 87، بأنه أدمن شم الهيروين لفترة طويلة ثم عولج منه، وفى عام 1988 استيقظ المصريون على قضية مثارة فى الجرائد عن ضبط بعض الشباب فى نادى الجزيرة يتعاطون الهيروين وتتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاماً والذى أعطى القضية اهتماما إعلاميا أكبر كان بسبب وجود "رشا" ابنة الفنان سامى العدل بين المتهمين، وخلال عام 1992 نشرت الصحف القومية خبر العثور على الفنان الراحل أنور إسماعيل متوفى فى أحد الشقق المفروشة وبجواره زجاجة خمر. أما الفنان سعيد صالح فكان يقدم مسرحية بعنوان "حلو الكلام" وعقب انتهاء العرض تم القبض عليه فى أحد الأوكار المشبوهة والمعروفة بتعاطى المخدرات فى منطقة السيدة زينب بصحبة الفنان صبرى عبدالمنعم وشخص آخر. وتم ترحيله إلى السجن إلا أن محاميه دفع ببطلان الإجراءات وأخلى سبيله وهو ومن معه وبرأتهم المحكمة بعد ذلك، لكنه بعد 4 سنوات ألقت مباحث الإسكندرية القبض عليه بينما كان يتعاطى المخدرات فى إحدى الشقق بحى مصطفى كامل عقب تناوله وزملائه " أكلة فسيخ " حيث كانوا يستعدون لعرض مسرحية " تعال نلعبها " وتم حبسه وزملاؤه السبعة الذين كانوا يشاركونه فى تعاطى المخدرات بالوكر وأحيلوا إلى محكمة الجنايات التى قضت فى نوفمبر 1995 بحبس سعيد صالح بالسجن لمدة عام مع الشغل وغرامة 10 آلاف جنية، وتم ترحيله إلى سجن الحضرة ليقضى ثلاثة أرباع المدة ويخرج بعدها ليجد صديقه عادل إمام منتظره ليشاركه البطولة فى فيلم "بخيت وعديلة 2 ". أما الفنان حاتم ذو الفقار، الذى ظهر نجمه مع بداية الثمانينيات، خصوصا بعد ارتباطه بالفنانة "نورا" التى كانت تمثل عنصر الجمال فى الوسط الفنى، فسرعان ما انتهى الارتباط الذى كان حديث الصحافة كلها، وبعد ذلك بفترة قصيرة ألقت مباحث مكافحة المخدرات القبض عليه فى شقة أحد أصدقائه فى نهاية عام 1987 بعد أن أكدت التحريات تردده على هذا الوكر وضبط بحوزة صديقه تاجر المخدرات 113 جراماً من الكوكايين كما ضبطت 6 جرامات من الهيروين مع حاتم ذو الفقار وتمت مصادرة جميع المضبوطات، وإحالته للنيابة العامة عقب ذلك إلى المحاكمة محبوساً فأصدرت المحكمة حكمها بحبسه لمدة عام وغرامة 500 جنيه ومعاقبة صديقه الذى ضبط فى الوكر بالأشغال الشاقة لمدة 5 سنوات بتهمة إدارة مسكنه لتعاطى المخدرات، وفى مايو 1994 عثر بمسكنه بالعباسية على 5 تذاكر هيروين داخل ملابسه ولفافة أفيون ومبلغ 185 جنيهاً لكنه حصل على حكم ببراءته من تهمة الاتجار فى المخدرات فى جلسة علنية عقدتها محكمة جنايات القاهرة فى نفس السنة. ثم كانت واقعة الضبط الثالثة فى فبراير 1995 عندما ضبطته مباحث الإسكندرية مع تاجر المخدرات آخر تعرف عليه فى أثناء سجنه فى المرة الأولى، وقد قضت المحكمة ببراءته أيضا من تهمة التعاطى للمخدرات لأسباب شكلية فى إجراءات القبض والتفتيش وخلال نهاية الثمانينيات ألقت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات القبض على الفنان "مجدى وهبة "وبحوزته قطعة من المخدرات داخل جيب الجاكت الذى كان يرتديه داخل سيارته وهو فى طريقه إلى منزله بعد الانتهاء من عرض مسرحية "طب وبعدين " كما عثر معه حسب محضر التحريات على 5 جرامات من الأفيون و15 جراما من البودرة، واعترف مجدى وهبة بحيازته للمواد المخدرة، وبرر ذلك بأنه لزوم التسخين للبروفات التى كان يقوم بها وقد وجهت له النيابة تهمة الاتجار وحيازة مخدرات وتم إيداعه فى الحبس الاحتياطى 70 يوماً حتى أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها ببراءة مجدى وهبة من تهمة الاتجار وتعاطى المخدرات بسبب خطأ أيضا فى الإجراءات، وكان قد سبق القبض على مجدى وهبة مع الفنان المسرحى سيد زيان وأحمد الكحلاوى وممثلة ناشئة بمنزل الكحلاوى وأضيف إليهم الفنانة سهير المرشدى التى كانت تتحدث معهم فى التليفون فى قضية أخرى عرفت باسم قضية الفنانين، وحصلوا فيها على البراءة وذلك لبطلان إجراءات الضبط والتفتيش والتسجيل، وكذلك عدم مشروعية دليل الاتهام وعقب حكم البراءة ذهب مجدى وهبة لقضاء بعض الوقت فى إحدى القرى السياحية بمدينة الغردقة إلا أنه توفى فى اليوم الثانى لوصوله . وفى أحد أيام صيف عام 1995 فوجىء الوسط الفنى بخبر وفاة المطرب الشاب "عماد عبدالحليم " أمام باب بيته بمنطقة البحر الأعظم نتيجة جرعة زائدة من المخدرات وعثر بجواره على حقنة هيروين، وكانت أنباء قد ترددت عن إدمانه شم الهيروين عن طريق إحدى الراقصات برغم أن المطرب الشاب لم يكمل عامه السادس والثلاثين بعد، وقد كان حديث الناس فى مصر، نظراً لأنه الوحيد الذى تبناه العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وأعطاه اسمه وقدمه للجمهور على أنه خليفته . ويبقى السؤال لماذا الفنانون بالذات ؟ والذى طرحته على الدكتور عادل مدنى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر الذى قال: يحاول البعض الربط بين تعاطى المخدرات والخمور والإبداع، وهذا غير صحيح، فكثير من المبدعين لا يتعاطون المخدرات فهل معنى ذلك أنهم لا يفكرون ؟ بالتأكيد لا وإنما لديهم الثبات النفسى الذى يجعلهم يسلكون الطريق الصحيح، وفى رأيى أن كل ما فى الأمر أن جلسة المخدرات يكون الإنسان فيها متحررا من التفكير لأنه ذاهب إلى هذه الجلسة، وهو مستعد نفسياً لأن يترك همومه فى الخارج وهذا ما يفسر حالة الإنبساط التى يشعر بها، وبالنسبة لبعض النجوم الذين يمارسون شرب الخمر أو المخدرات فتكمن المشكلة فى أنهم شخصيات عامة يمتلكون جزءاً من الشهرة التى تجعلهم فريسة سهلة لتجار الكيف الذين يقدمون لهم السم مغلفا بطريقة جيدة تحت مسمى حالة الصفاء النفسى، لكن فى النهاية يقعون بسهولة لأن تحركاتهم مرصودة من الرأى العام قبل الشرطة، وتكون النهاية عنيفة لأنها تقلب حياتهم بمقدار 180 درجة . الفنان سامح الصريطى، وكيل نقابة المهن التمثيلية قال: النقابة تقف مع أبنائها طالما لديهم مشاكل تتعلق بالعمل وتوكل لهم محامين للدفاع عنهم، أما فى الأمور الشخصية فنحن لا نتدخل إلا إذا طلب منا ذلك، لأنه فى بعض الأحيان تحدث مشكلات لبعض النجوم بسبب عملهم بالتمثيل مثلما حدث مع عادل إمام على سبيل المثال عندما رفع عليه قضية بسبب أعماله الفنية، أما الفنانين الذين يتهمون فى قضايا مخلة بالشرف، فإذا استعان الفنان بالنقابة نقدم له العون ونقف بجواره إلى أن يتم الحكم فى القضية، فإذا كان مدانا بتهمة ثابتة وأخذ حكما نهائيا غير قابل للطعن فنحن نقدمه لمجلس تأديب، ومن الممكن أن يتم رفته من النقابة بالكامل لأننا نقابة محترمة لا تسمح بالخروج على الآداب العامة وبالنسبة لبعض الفنانين الذين جاءت أسماؤهم فى قضايا مثل الراحلة ماجدة الخطيب وحاتم ذوالفقار، فهؤلاء بعد أن تم حبسهم احتياطياً برأتهم المحكمة لسبب أو لآخر، بمعنى أنه لم تصدر عليهم أحكام نهائية بالإدانة وهذا ما يفسر أنهم استمروا فى النقابة ويمارسون أعمالهم إلى أن توفاهم الله.