عايز النهاردة أكتب »حكايات صحفية« عن واحد مش بس بحبه، لكنه كان جزء مهم في حياتي.. بس مش عارف أبتدي منين ولا منين.. لأن أصعب حاجة انك تكتب عن استاذك .. عموماً هحاول. استاذي هو كاتب صحفي من نوع خاص كان الوحيد في جيله الذي يخرج من بوتقة سكرتارية التحرير وعملها الروتيني ليشارك وينافس الصحفيين والكتاب الكبار. ومن أسرار صنعتنا ان سكرتير التحرير المتوسط الموهبة يكون دائماً في طليعة الكتاب الكبار وقد جمع أستاذنا سعيد اسماعيل الموهبتين. وسط جيل العمالقة مصطفي وعلي أمين وجلال الحمامصي وموسي صبري عاش استاذنا سعيد اسماعيل ورافق العملاقين الراحل حسين فريد واستاذنا الكبير عثمان لطفي اطال الله في عمره. افني سعيد اسماعيل حياته كلها حباً وعشقاً في أخبار اليوم التي تربعت علي عرش الصحافة المصرية والعربية وبلا منازع حتي اليوم. في بداية حياتي الصحفية عندما كنت أصافح استاذي سعيد اسماعيل أو ينادي عليّ باسمي كنت أحس أنني بلغت قمة المجد الصحفي والشهرة وطبعاً ده كله وأنا لسه فرفور صغير في »الأخبار«.. حلوة فرفور دي رغم ان المفروض أقول إنني كنت لسه قطقوط صغنطوط. المهم عمنا سعيد اسماعيل هو أحد الجنود المجهولين الذين شيدوا مجد »أخبار اليوم« وكان وراء النقلة العملاقة التي شهدتها صحف المؤسسة وطريقة إخراجها والاهتمام بالصورة والبنط الصحفي المتميز وطريقة ترتيب الأخبار والموضوعات وكان أستاذي في مادة الاخراج الصحفي بكلية الاعلام جامعة القاهرة وعلي يديه وبالقرب منه تخرج عشرات من النجوم الذين تتلألأ بهم صحافة مصر والعالم العربي. وعمنا سعيد اسماعيل اشتهر بأنه دنجوان المؤسسة ومفيش داعي أقول يعني إيه!! وعشان محدش مخه يروح لبعيد كان أستاذا يقدر »الجمال« وكان ينصحنا دائما بأن أي واحدة صورتها حلوة لازم تكون في أعلي الصفحة. ولو تفرغ أستاذنا سعيد اسماعيل لكي يجمع »النكت التي يحفظها أو يؤلفها« لأعطاه الصعايدة وساماً لأنهم كأنوا سيأخذون هذا المرجع ويرمونه في البحر. عمنا سعيد اسماعيل هو أول كاتب يدلع فنجان القهوة ويصفه بألفاظ وعبارات يخجل وش القهوة منها.. في مشواره الصحفي الطويل التقي عمنا الكبير سعيد اسماعيل مع كل رؤساء مصر وحضر عديدا من الاجتماعات معهم، كما شارك في تغطية بعض أهم الأحداث السياسية التي شهدتها مصر. أقول ذلك وعمنا وأستاذنا يجتاز هذه الأيام محنة هو أدها وقدود.. شرايين القلب وصماماته محتاجة تغيير لتذكره واحنا معاه ان مائة سيجارة في اليوم كانت كتيرة حبتين!! ألف مليون سلامة يا عمنا الكبير وإن شاء الله تسافر وترجع لنا بألف ألف سلامة.