تمثل امارة قطر واحدة من المعضلات العربية التي تضيف لازمات المنطقة كل يوم ازمة جديدة، فهي الطرف الذي يتحالف مع القوي الاقليمية التي دأبت علي تهديد المصالح العربية فهي الدولة العربية الوحيدة التي تتعاون مع تركياوايران رغم علمها التام بمشاريعهم التوسعية في المنطقة وما يمثلانه من خطر علي الامن القومي العربي. حاولت الدول العربية تحذير قطر اكثر من مرة خلال السنوات الماضية، من تدخلاتها في الشئون العربية وتعاونها مع الجماعات الارهابية كتنظيم الاخوان الارهابي وادوارها المشبوهة في مشروعات تركياوايران بالمنطقة ولكن قطر صمت اذنها عن النداءات العربية التي كانت تحاول الحفاظ علي التماسك العربي. المليشيات المسلحة حادت قطر عن مقتضيات الامن القومي العربي، وتسببت في اذي كثير من الدول العربية بانحيازها لتهديد ايران للسعودية والامارات، ثم تأييد الميليشيات المسلحة في ليبيا وسوريا واليمن ودعمهم بالسلاح والاموال وتوفير الغطاء الاعلامي للإرهاب عبر قناتها الجزيرة وتحاول القيام بنفس العبث في السودان والجزائر.. رهان قطر علي مشروعات القوي الاقليمية المحيطة بالعرب ايرانوتركيا والاسلام السياسي واستنزاف مواردها لدعم قوي الفوضي في الدول العربية كان السبب الرئيسي في غياب القرار العربي المُلزم، والذي كان يمكنه دعم قضايا العرب المركزية وعلي رأسها القضية الفلسطينية وردع التدخلات الاجنبية التي استدعتها حالة النزاع التي حولت دولا عديدة الي دول ضعيفة وهشة تبحث بكل السبل عن بقائها ومقاومة انهيارها. العقاب بالمقاطعة ورغم نجاح مقاطعة الرباعي العربي في فضح قطر امام العالم باعتبارها دولة راعية للارهاب ومحاولات قطر المستميتة لمصالحة جيرانها، واستدعائها لاطراف دولية من اجل ممارسة الضغوط علي دول الرباعي لاتمام هذه المصالحة، وانفاقها ملايين الدولارات لتحسين صورتها في العالم الا ان النظام القطري لم يتراجع عن افكاره، ولازال دعمه لإيران قائما رغم جرائمها الارهابية ضد السعودية والامارات فضلا عن تدخلاته في الشئون الداخلية للبحرين، وكلها عوامل تهدد مباشرة امن الخليج كجزء من الامن القومي العربي. تطهير طرابلس وتكرر قطر نفس الخطأ في ليبيا حيث تدعم مع تركيا المليشيات المسلحة بالمال والسلاح وتحاول بكل الطرق اعاقة الجيش الوطني الليبي عن تطهير طرابلس من الجماعات المسلحة والمتعاونين معها للمحافظة علي ما تبقي من مشروعهم الفاشل في حكم المنطقة بواسطة تنظيمات الاسلام السياسي التي تدعمها تركيا وتمولها قطر وعلي رأسها جماعة الاخوان الارهابية.. يتكرر نفس الامر في السودان، وتحاول قطر التأثير في الداخل السوداني عبر قناة الجزيرة ذراعها الاعلامية في الحرب النفسية علي السودانيين لعرقلة المجلس العسكري السوداني الذي يقوم بدور مهم لاستكمال الحوار الوطني ومنع تدهور الاوضاع حتي تنتهي الفترة الانتقالية وتصل السودان الي بر الامان.. يتوهم النظام القطري، أنه بالإمكان أن يستمّر في نهجه الشاذ في رعاية وتمويل الإرهاب، وتهديد الأمن القومي العربي من خلال تحالفه مع إيرانوتركيا والجماعات المرتبطة بهما، وان يستخدم المال والإعلام وشراء جماعات ضغط أمريكية، ومراكز ومؤسسات في أوروبا، لتحقيق وهم السيادة والهيمنة التي لا يملك من مقوماتهما إلا التحالف مع دول تحلم باستعادة إمبراطوريتها السابقة مثل تركياوايران وهو امر يهدد في الصميم استقلال وحرية الشعوب العربية.. استعادة العرب لزمام المبادرة والبحث عن تأمين امنهم القومي من التهديدات يتوقف علي توقف النظام القطري عن نهجة الحالي واتخاذ خطوات اكثر حزما مع الدور القطري المساند لتهديدات ايرانوتركيا والذي استباح كل محددات الامن العربي والدول العربية، وكشف دورها للشعوب العربية وانها ليست الا مخلب قط لايرانوتركيا يستخدمانه لاخضاع العرب.