- يتسابق صناع الدراما في شهر رمضان ويتنافس عليها المتابعون طوال الشهر.. فقد أصبحت الأعمال الدرامية اليوم هي السلاح القوي للمجتمعات والدول، ونحن كمصريين في أمس الحاجة لتوظيف هذا السلاح من أجل توصيل رسالة حضارية وفنية للعالم. - فقد كان أول ظهور للمسلسلات منذ ما يقرب من 60 عاماً.. انتجت مصر فيها أروع الأعمال الناجحة.. فكانت الدراما المصرية تحتل المرتبة الأولي بلا منافس علي الشاشات في العالم العربي.. فقد كنا في نظر العرب أكثر الدول ثقافة ووعياً.. أما الآن "فحدث ولا حرج".. - وللأسف مع الوقت تراجعت الدراما سواء كانت برامج أو مسلسلات أو إعلانات وخصوصا في الموسم الرمضاني.. أغلب المسلسلات تبدأ بحلقات مشوقة لجر رجل المشاهد، وغالبا السيناريو يتعامل مع خمس أو ست حلقات، ثم تبدأ عملية المط والتطويل حتي يصل المسلسل لثلاثين حلقة بدون مضمون فكري هادف.. فقد تحولت الدراما إلي تجارة دون النظر إلي أهمية الفكرة. - ولا ننسي أن نلقي الضوء علي الاعلانات التي تتوالي بين فواصل البرامج والمسلسلات، وتطول مدتها أحيانًا حتي ينسي المشاهد ما كان يتابعه في الأصل، ولكن هذا حال رمضان منذ أدركت الشركات التجارية قيمة "الإعلانات الرمضانية" والتي تتكلف ملايين الجنيهات. - سعدت حين شاهدت حواراً للفنان محمد صبحي يشكو من سوء دراما المسلسلات التليفزيونية.. قائلاً.. "طول عمر مصر فيها فن خارج، ولكنه كان استثنائيا".. فالاسفاف الفني أصبح حاليًا هو القاعدة وليس استثناءً، لافتاً إلي أنه مع عودة الحركة المسرحية بشكل تدريجي سيختفي الإسفاف والخروج عن النص الموجود حاليًا. - أين الدراما الاجتماعية التي تناقش مشكلات المجتمع بدون عنف وابتذال.. فالدراما تدخل البيوت وتتابعها الأسر ولابد أن يكون لها دور في توجيه السلوك العام.. ليس أمامنا إلا تقديم أعمال فنية علي مستوي عال من الجودة والرقي ونعود كما كنا زمان للأعمال الدرامية الهادفة.. وأن تتدخل أجهزة الدولة للتوجيه والتشجيع ونشر وعي مختلف عما تنشره تلك المسلسلات.. فهي تبحث عن الربح قبل خدمة الجمهور.