ومن جانبه أوضح السفير صلاح عبد الصادق سفير مصر في رومانيا أن التعاون التعليمي بين مصر ورومانيا يتخذ حاليا محاور متعددة منها الذي يتم حاليا بين الجامعات الحكومية في البلدين حيث يوجد الآن تعاون بين جامعة المنصورة والجامعة الرومانية العريقة بيتشت، وهناك تعاون بين كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ ونظيرتها في جامعة بوخارست في برنامج متعدد يسمح بتبادل البحوث بين كل من مصر ورومانيا والمانيا واسبانيا في مجال الزراعة وهذان المثالان يأتيان من خلال تمويل ومظلة برنامج » أراسموس » الذي تموله دول الاتحاد الأوروبي، والمحور الآخر للتعاون التعليمي بين البلدين مصر ورومانيا يأتي من خلال الأعداد الكبيرة من الطلاب المصريين الذين يأتون للدراسة برومانيا علي نفقتهم الشخصية بعد أن أصبحت الشهادات التي يتم منحها من الجامعات الرومانية معتمدة ومعادلة في كل دول أوروبا بعد دخول رومانيا الإتحاد الأوروبي وتطبيق شروطه في مجال التعليم والجودة والالتزام بتطبيق إتفاقية بولونيا ولهذا أصبح أي خريج من أي جامعة رومانيا يستطيع بسهولة العمل بأي دولة أوروبية بعد اعتماد شهادته الدراسية خاصة وأن التعليم في رومانيا يعتبر أرخص من أي دولة أوروبية أخري، وقد تساعد تكاليف الإقامة الأقل برومانيا في جذب العديد من الطلاب المصريين للدراسة بها أيضا. وهناك محور ثالث وهو خريجو الأكاديميات في رومانيا من المصريين وفي مقدمتها أكاديمية العلوم الاقتصادية وهم كثر ويزيد عددهم علي 100 مصري حصلوا علي الدكتوراة من هذه الأكاديمية وحدها وأصبح معظمهم يتبوأ مكانة متميزة في مصر الآن في مختلف المجالات. وهناك محور رابع يميز العلاقات التعليمية بين مصر ورومانيا وهو وجود تعاون ملحوظ بين البلدين في مجال العلوم والبحث العلمي لأن هناك انجذاباً من جانب رومانيا إلي مصر بصفة خاصة مقارنة بعلاقتها مع أي دولة في منطقة الشرق الاوسط ولابد أن نستغل هذا خاصة وأن المعاهد العالية والجامعات في رومانيا أصبحت مفتوحة علي أوروبا ويمكن من خلال هذه المؤسسات التعليمية أن ندخل قلعة أوروبا من خلالها لأن بها نفس العلوم التي تدرس بمختلف الجامعات الأوروبية التي قد يصعب علي طلابنا الالتحاق بها، كما ان الأكاديميين المصريين عندما يأتون إلي رومانيا لايشعرون بغربة شديدة كما يحدث في بقية الدول الأوروبية الأخري نظرا لأن الرومان لهم كثير من الطباع الشرقية وهي دولة أقرب لنا من أي دولة أوروبية أخري في طباعها، وكل هذه المحاور مجتمعة تؤهل رومانيا لأن تكون محطة قوية للتبادل العلمي والطلابي والبحوث وأعضاء هيئة التدريس لكن لابد أن يتم هذا من خلال خطة موضوعة يكون لها أهداف سواء في التحصيل العلمي أو الاستفادة من البحوث المشتركة المتاحة ولانترك أولادنا يأتون إلي رومانيا بشكل فردي وغير منظم كما هو الآن حفاظا عليهم من أن يستغلهم البعض لغرس أفكار وتوجهات قد تكون ضارة بهم وبوطنهم أيضا، ولهذا أري أنه لابد أن يكون هناك آلية خاصة لمن يأتي من طلابنا إلي رومانيا للدراسة علي نفقته الخاصة وأن يكون هناك ضرورة لإخطار السفارة المصرية في بوخارست وأن يكون علي تواصل معها حتي نتابعه ونرعاه،ونوجهه إلي الطريق السليم في دراسته وحياته الشخصية، وأن يكون لديه من السهولة أن يأتي إلينا من أن نذهب نحن إليه إذا واجه أية مشكلة خاصة وأنه لايوجد مصر حاليا مستشار ثقافي في رومانيا، ولذلك يمكن للسفارة المصرية أن تقوم بهذا الدور علي أفضل وجه.