الأربعاء الماضي.. وفي لحظة فارقة من تاريخ مصر والمنطقة العربية والعالم، نادي المستشار أحمد رفعت "قاضي القرن" علي المتهمين في القضية رقم 3642 جنايات قصر النيل وهم الرئيس السابق مبارك ونجلاه جمال وعلاء وتحديداً عندما رد مبارك قائلاً: "أفندم".. شعرت بدموعي تسقط فوق يدي، شعرت بأنني فخوربمصريتي، وتساءلت فيما بيني وبين نفسي هل أصبحت مصر بالفعل دولة مؤسسات، الجميع فيها سواسية أمام القانون؟. شعرت بأنني مواطن من دولة كبري وإذا أرادت فعلت واستجاب لها القدر ، ولأن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، فقد وهبنا القدرة والمقدرة علي أن نعيد كتابة تاريخ التقاضي في العالم عندما تغيرنا.. وها هي مصر أول دولة في العالم تحاكم رئيسها أمام محاكم مدنية، محاكمة عادلة وعلنية. شعرت أنه بإمكان مصر أن تصبح دولة ديمقراطية وعلي طريقة الرئيس الامريكي أوباما قلت: "نعم نحن نستطيع"، ولكن لا أمريكا ولا اسرائيل تريد لنا أن نتقدم، وستقوم الدولتان وهما في الأصل دولة واحدة باعداد خطة لعرقلة نهوض مصر ولهذه الخطة هدف واحد وهو اشغال المصريين بالتفاصيل الدقيقة لمحاكمات رموزالنظام وسنجد من يقول أن المحاكمات تمثيلية ، ومن يطالب بمسيرات لاعدام المتهمين وغيرها من الامور التي تخالف اجراءات التقاضي الطبيعي، وتهدف لاشاعة حالة من الفوضي للأبد، وستستعين الدولتان بوسائل اعلامية متنوعة لتحقيق هذا الهدف، ولكن ستفشل امريكا واسرائيل لأن المارد المصري خرج من "القمقم" ولن يعود إليه مرة أخري. إن ثورة يناير حققت الجزء الأهم من أهدافها.. ودور أبناء الشعب الآن هو أن يعمل كل واحد منا في مؤسسته أو مصنعه أو بيته أو مشروعه الصغير بجد واجتهاد لنبني مصر التي نتمناها، ونترك للمجلس العسكري مهمة إدارة شئون البلاد وتسليمها لسلطة مدنية، خاصة بعدما أثبت أنه حريص علي تحقيق أهداف الثورة وأنه أمين علي مطالب الشعب. تعظيم سلام للمجلس الأعلي للقوات المسلحة، وتعظيم سلام لكل مصري يدرك أنه حان الوقت لبناء مصر الجديدة، وتحية اعزاز وتقدير لأرواح شهداء الحرية الذين مكنوا مصر من إعادة كتابة تاريخ العالم من جديد.