البضاعة الصيني في كل مكان في بلدنا علي الارصفة وفي المحلات والاسواق التجارية، ولا يخلو اي بيت مصري من مستلزمات وسلع من الصين، ووصل الامر الي ان الاماكن التجارية المهمة احتلها الباعة الصينيون، واصبحوا ينافسون التجار المصريين. الصينيون قاموا بخلع عبارة »صنع في مصر« ووضعوا بدلا منها »صنع في الصين« علي جميع المنتجات من الابرة الي الصاروخ!. في الوقت الذي نسمع فيه عن افتتاح مصانع وشركات جديدة في مختلف القطاعات الا ان ترمومتر الواردات الصينية في الثلاث سنوات الاخيرة ارتفع تدريجيا وطبقا لتقارير وزارة المالية نجد ان حجم الواردات بلغ 922 مليارا و901 ملايين دولار في العام المالي 7002/8002 وارتفع الي 742 مليارا و407 ملايين دولار في العام المالي 8002/9002 وفي العام المالي 9002/0102 بلغ حجم الواردات 822 مليارا و039 مليون دولار. ولان جمهورية الصين هي قبلة المستوردين المصريين، وأصبح استيراد المنتجات الصناعية والغذائية يتراوح ما بين 6 الي 01 مليارات دولار سنويا وهو ما يجعل الأمر يبدو غريبا. واذا عدنا للوراء سنوات ووقفنا عند عام 3591، نجد ان حجم التبادل التجاري بين مصر والصين بلغ 11 مليون دولار منها 4.01 مليون دولار صادرات مصرية الي الصين و006 الف دولار صادرات صينية الي مصر؟!. فماذا حدث في هذه السنوات، ومن لديه الشفرة الحقيقية لفك لغز الغزو الصيني وتضخم التنين ليلتهم كل ما هو مصري ثمين من استثمارات صناعية واستثمارية هائلة؟. صناعة متكاملة عن اسباب تراجع المنتج المصري محليا وعالميا أمام الغزو الصيني يقول المهندس محمد شفيق رئيس الهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات بوزارة التجارة والصناعة ان غياب الصناعات المتكاملة هو السبب الرئيسي لارتفاع حجم الواردات الصينية. والسوق المحلي يفتقد في مراحل تصنيع سلعه ومستلزماته ايا من المنتجات المحلية، ولكن ما يتم حاليا هو صناعة مجمعة ويتم استيراد المواد الخام للمنتج من الخارج. ويضيف رئيس الهيئة ان جشع بعض المستوردين وسعيهم وراء الربح السريع دون النظر الي الاقتصاد والمستهلك المحلي جعل المنتج المصري يواجه منافسه غير عادلة مقارنة بالمنتجات المستوردة وخاصة القادمة من الصين. مشيرا الي انه خلال يناير الماضي وحتي 32 يونيه الماضي تم استيراد 11 مليارا و764 مليون طن من السلع الغذائية والصناعية. سياسة تسويقية ويؤكد د. هاني قسيس عضو مجلس الاعمال المصري الامريكي ان اسباب تراجع المنتج المصري امام المنتجات المستوردة، هي غياب استراتيجيات العمل، فمازال مفهوم التسويق قاصرا علي وظيفة البيع والتوزيع.. ايضا غياب السياسات التسويقية للسلع، وهي التعرف علي احتياجات ومتطلبات العميل وتوفير سلع جيدة وجديدة له، مما يساهم في خلق انسجام مع رغبات واحتياجات المستهلكين بمختلف اذواقهم ومستوياتهم. مثلث النجاح ويشير قسيس الي ان تحقيق ثلاثة شروط في السلع المعروضة وهي الجودة العالية والسعر المناسب والمنتج دائم التطوير، هي اضلاع مثلث نجاح الانتشار في السوق المحلي لبضائع مصرية خالصة الصنع تنافس مثيلتها بقوة لتعود الثقة من جديد للمنتج المصري الذي فقد شبابه للكثير من العقود الماضية. يحيي نجيب