وماذا كان سيضير محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي اذا أشار في حفل افتتاح المهرجان الي الاحتفال بمئوية ميلاد الأديب الكبير احسان عبد القدوس ؟ ولماذا نكث وعده مع نجلي الأديب الراحل ولم يشر اليه بكلمة ولا مشهد من أفلامه في الحفل الذي كان ينبغي اختصار فقرات بعض الفنانين الذين أسهبوا في الحديث عن أنفسهم،ألا يستحق احسان عبد القدوس أن نحتفي بمئويته بشكل يليق بعطائه الأدبي الذي نهلت منه السينما ولاتزال.،أليس حفظي مؤلفا ويقدر قيمة الفكرة والكلمة في العمل السينمائي ؟،ألم يشاهد أفلاما مأخوذة عن روايات احسان ويتأثر بها كمشاهد وسينارست؟ لقد أدي تجاهل رئيس المهرجان لهذه اللفتة البسيطة والمهمة الي غضب أسرة الأديب الراحل ورفض نجليه حضور الندوة التي كانت مقررة للاحتفاء بأبيهما،فاضطر المهرجان الي الغائها. علي أي حال فان الباحث السينمائي الدؤوب سامح فتحي الذي كان وراء فكرة الاحتفاء بمئوية ميلاد الأديب الراحل قد تكفل بالمهمة من خلال كتابه القيم »احسان عبد القدوس بين الأدب والسينما»الذي صدر ضمن مطبوعات المهرجان وتناول من خلاله مشوار احسان الأديب والسينمائي مستعرضا أربعين فيلما من بين 49 قدمتها السينما عن رواياته حملت توقيع كبار المخرجين أمثال صلاح أبوسيف وحسين كمال وبركات وكمال الشيخ وحسن الامام وعاطف سالم وسمير سيف الذين وجدوا فيها تعبيرا صادقا عن المجتمع المصري،كما تعرض الباحث له ككاتب سيناريو لبعض أفلامه مثل »لاتطفئ الشمس » وأمبراطورية ميم» وقد تضمن الكتاب أفيشات ولقطات نادرة لأفلامه من مقتنيات سامح فتحي صاحب أهم الموسوعات السينمائية. لاتكمن براعة احسان عبد القدوس »1 يناير 1919- 11 يناير1990»في ثراء وتنوع انتاجه الأدبي فقط بل في قدرته علي التعبير عن أدق مشاعر المرأة راصدا الكثير من انفعالاتها بشكل أقرب الي التحليل النفسي كما في أفلام »الوسادة الخالية،دمي ودموعي وابتسامتي،أنا حرة،أين عمري، النظارة السوداء،العذراء والشعر الابيض،بئر الحرمان وغيرها. وكان المخرج الراحل حسين كمال قد حقق رقما قياسيا بين المخرجين في تقديم روايات احسان فقدم ثمانية أفلام عنها،بينما كانت النجمة نبيلة عبيد الأكثر حظا بين بطلات أفلامه وقدمت له ثمانية أفلام أيضا تمثل مرحلة مهمة في مشوارها السينمائي استحقت عنها جوائز عديدة. تحية لاحسان عبد القدوس في ذكري مئوية ميلاده .