أعاد مهرجان أبوظبي السينمائي الحياة إلى أفلام الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، في ذكرى مرور مئة عام على ميلاده. ففي طرقات المهرجان وعلى أبواب قاعاته الرئيسية تنتشر ملصقات و"أفيشات" أفلام محفوظ التي تعد من رموز السينما المصرية والعربية، ومنها "ثرثرة فوق النيل" و"خان الخليلي" و"الحب تحت المطر"، وهي الملصقات التي كانت تغطي دور السينما المصرية وقت عرض تلك الأفلام قبل عشرات الأعوام. وقال انتشال التميمي مبرمج الأفلام في المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : "يحتفي أبوظبي السينمائي بنجيب محفوظ باعتباره العربي الأول الذي ينال جائزة نوبل للآداب، وقد عمل سنوات طويلة في صناعة الفيلم وعمل في رقابة الأفلام المصرية لفترة ووثق محفوظ تاريخ أمته في كتبه الكثيرة"، مضيفا "هذا احتفاء متواضع لاسم كبير". وأوضح أن المهرجان يعرض ستة أفلام مصرية لأديب نوبل منها "بداية ونهاية" و"زقاق المدق" و"اللص والكلاب" و"بين القصرين". وكشف التميمي عن وجود فيلمين مكسيكيين ، صنعا من روايتين لمحفوظ، الأول فيلم "حارة المعجزات" للمخرج جورج فونس المأخوذ عن رواية "زقاق المدق" والثاني "بداية ونهاية" للمخرج المكسيكي ارتورو روبنيستين ، وهما يجسدان أدب الكاتب المصري في صورة بديعة، ويتم عرضهما لجمهور المهرجان. وأشار إلى أن احتفاء المهرجان بمحفوظ يتم عبر برنامج خاص يتضمن إلى جانب عرض الأفلام نشر دراسة عن الأديب المصري، ومعرض لملصقات الأفلام المأخوذة عن أعماله، فضلا عن تنظيم طاولة مستديرة لمناقشة عناوين بارزة تخص علاقته بالسينما. وأشار إلى أن برنامج نجيب محفوظ يشهد حضور نجوم ممن شاركوا في أعماله وفي مقدمتهم محمود عبد العزيز ويسرا اللذان سيتحدثان عن تجربة فيلمها "الجوع"، إضافة إلى نقاد وسينمائيين مصريين وعرب منهم كمال رمزي وسمير فريد وهالة عبد الفتاح وعبود أبو جودة، لافتا إلى أن المرض منع حضور المخرجين المصريين توفيق صالح وعلي بدرخان اللذين قدما أعمالا من إبداعات أديب نوبل. وأضاف التميمي: "أدركنا استحالة تقديم منجز محفوظ السينمائي كاملاً في المهرجان، لكننا نأمل بأن نسلط الضوء على العلامات الفارقة في المسيرة الإبداعية للأديب الراحل". من جانبه، قال عيسى المزروعي، مدير المشاريع الخاصة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، المنظمة للمهرجان: "يغتنم المهرجان هذه الفرصة للاحتفاء بسينما نجيب محفوظ وتقديم بعض إبداعاته التي أثرت على التاريخ السينمائي، ودعم الحفاظ عليها وترميمها ووضعها في متناول مشاهد اليوم". وأضاف: "تعاونت وزارة الثقافة المصرية والمركز القومي للسينما في مصر مع المهرجان، بتقديم أفلام مختارة للاحتفالية بنسخ جديدة، أعيد طبعها خصيصًا لبرنامج محفوظ". وتابع بالقول: "تقدم احتفالية نجيب محفوظ فرصة استثنائية لعشاق الأفلام والكتب في الإمارات والعالم للتمتع بأعمال واحد من أعظم كتاب القرن العشرين، استطاع أن يترك أثرًا أدبيًا وسينمائيًا لا مثيل له".