تحت شعار «المفاجآت والطموح»، انطلقت فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائى الدولي، مساء أمس، برئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظي، وسط حضور حشد كبير من نجوم الفن وصناع السينما فى مصر والعالم ممن وجهت إدارة المهرجان إليهم الدعوة، وعددهم 1200 من الشخصيات العامة ونجوم الفن والإعلام فى مصر والعالم. وشهد حفل الافتتاح تكريم الفنان حسن حسني، والمخرج والكاتب البريطانى بيتر جريناواى ومنحهما جائزة فاتن حمامة التقديرية، والموسيقار هشام نزيه ومنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، والمخرج الروسى بافيل لونجين الذى سينال تكريما خاصا بمناسبة الاحتفاء بالسينما الروسية المعاصرة. وتم عرض الفيلم الأمريكى «كتاب أخضر» الفائز بجائزة اختيار الجمهور فى مهرجان تورنتو السينمائى الدولى لعام 2018، من إخراج بيتر فاريلى. ويعد مهرجان القاهرة الوحيد فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذى وصل للعدد الأربعين فى الدورات، بتاريخ طويل امتد منذ التأسيس عام 1976، ويأتى المهرجان هذا العام تحت إدارة جديدة برئاسة محمد حفظي، أصغر رئيس فى تاريخ المهرجان، الذى تعاون مع رمز المهرجان التاريخي، المدير الفنى يوسف شريف رزق الله، فى صياغة دورة شعارها الأساسى التطلع للعالمية، عبر توجيه النظر نحو مجموعتين رئيسيتين جمهور السينما وصنّاعها، . الجمهور سيكون قادرًا على مشاهدة عرض نحو 160 فيلمًا من أهم وأحدث أفلام العام من 59 دولة فى المواقع المعتادة: دار الأوبرا المصرية، ومناطق وسط البلد، والزمالك، والسادس من أكتوبر، والتجمع الخامس. ولأول مرة يضيف المهرجان جائزة للجمهور بقيمة مالية كبيرة هى 20 ألف دولار، تُمنح للفيلم الذى يصوت له جمهور القاهرة، فينال الجائزة بالمناصفة منتج الفيلم وموزعه المحلي، بحيث يسهم المهرجان فى توزيع الفيلم الذى يختاره جمهوره فى الصالات المصرية. أما صُناع السينما فسيكون لهم حضور رئيسى ضمن أولويات المهرجان، من خلال إطلاق النسخة الأولى من أيام القاهرة السينمائية، المنصة التى تستمر خمسة أيام وفيها أنشطة عدة تهدف لدعم صناعة السينما فى مصر والمنطقة العربية. نسخة جديدة من ملتقى القاهرة السينمائى تتنافس فيها مشروعات بمرحلتى التطوير وما بعد الإنتاج على جوائز تتجاوز قيمتها 110 آلاف دولار أمريكي، ومجموعة كبيرة من المحاضرات وحلقات النقاش ودروس السينما التى يلقيها خبراء المستوى الأول فى العالم، بالإضافة إلى ما يتيحه المهرجان من تواصل وتشبيك بين صناع السينما المصريين والعرب، وأهم جهات الدعم والمهرجانات وصناع القرار السينمائى فى العالم. أربع مسابقات وجائزة جديدة برنامج المهرجان يضم عرض مجموعة من الأفلام، التى قامت سياسة اختيارها على الموازنة بين استقدام أكبر أفلام العام، التى تابع محبو السينما رحلتها فى المهرجانات العالمية الكبرى وانتظروا عرضها فى مصر، وبين أعمال جديدة لمخرجين صاعدين، يدعمهم مهرجان القاهرة السينمائى ويمنحهم فرصة لعرض أفلامهم فى منصة مرموقة لجمهور كبير. أربع مسابقات، احتفظ بها المهرجان فى برنامجه الرسمي، تتقدمهم بالطبع المسابقة الدولية التابعة للاتحاد الدولى للمنتجين (فياف)، التى يتسابق فيها 16 فيلمًا جميعها تُعرض للمرة الأولى فى مسابقة دولية لمهرجان من الفئة «أ» عالميًا. 16 فيلمًا ستشاهدها لجنة تحكيم عالمية يرأسها واحد من قلائل فازوا بسعفة «كان» الذهبية مرتين، هو المخرج الدنماركى الأبرز بيل أوجوست، لتقرر اللجنة فى النهاية من بينها أى الأفلام سيتوّج بالهرم الذهبي، أكبر جوائز مهرجان القاهرة. مسابقة آفاق السينما العربية تستمر فى تقديم أحدث أعمال السينما فى المنطقة، بعرض ثمانية أفلام جديدة، سبعة روائية وتسجيلى واحد، أفلام من مصر والمغرب ولبنان وتونس والسعودية، تنتسب لمجموعة من المواهب التى تتراوح بين مخرج قدير له مسيرة طويلة مثل التونسى محمود بن محمود الذى يعرض المهرجان فيلمه الجديد «فتوي» ومخرج صاعد يقدم المهرجان عمله الأول مثل المصرى أمير الشناوى الذى نالت المسابقة حق العرض العالمى الأول لفيلمه «الكيلو 64». بينما تُفتتح المسابقة بالعرض الأول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم «عمرة والعرس الثاني» ثانى أفلام المخرج السعودى محمود صبّاغ. وفى مسابقة أسبوع النقاد على مدى سبعة أيام، تُعرض سبعة أفلام عمل أول وثان مميزة، تُمثل فى مجملها بانوراما مصغرة لأحوال السينما الشابة والمغايرة فى العالم، بطيف كبير من أساليب السرد يجمع بينها الجرأة والرغبة فى التغيير والمستوى الفنى المتميز، ومن بينها العرض العالمى الأول للفيلم المصرى «لا أحد هناك» للمخرج أحمد مجدي، والفيلم اليونانى «شفقة» للمخرج بابيس مكريديس. وكذلك تعرض مسابقة سينما الغد مجموعة مختارة من 20 فيلمًا قصيرًا، تمثل الأصوات الناشئة التى فرضت نفسها فى قارات العالم، بالإضافة إلى جائزة جديدة بعنوان «أحسن فيلم عربي»، يمنحها المهرجان للمرة الأولى بقيمة مالية 15 ألف دولار، تتنافس عليها الأفلام العربية الطويلة فى جميع المسابقات. أفلام من كل العالم يُقدم المهرجان مجموعة من برامج العروض التى تُثرى الدورة وترفع من مستوى ترقب الجمهور، يتقدمها قسم الاختيار الرسمى خارج المسابقة، الذى يضم 12 فيلمًا من أهم أفلام العام. كذلك يستضيف المهرجان العرض الأول فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لفيلم المخرج المكسيكى ألفونسو كوران «روما». وبجانب الاختيار الرسمى خارج المسابقة، تُعرض ثمانية أفلام فى قسم العروض الخاصة، و55 فيلمًا هى أفلام البانوراما الدولية لأهم أفلام العالم فى 2018، ليجمع المهرجان فى الأقسام الثلاثة أغلب ما يريد أى محب للسينما أن يشاهده من السينما العالمية خلال العام الحالي. احتفاء بالمرأة العربية والسينما الروسية قرر المهرجان تخصيص برنامج للاحتفاء بالمخرجات العربيات، عبر عرض 9 أفلام لمخرجات نلن حفاوة دولية خلال الأعوام الأخيرة، وتنظيم حلقة نقاشية حول عمل المرأة العربية فى مجال الإخراج، تشارك فيها مخرجات البرنامج ومنهم الفلسطينية آن مارى جاسر، والجزائرية صوفيا جامه، والتونسية كوثر بن هنية، والمصريتان هالة خليل وهالة لطفي. ومثل كل عام، يُلقى المهرجان الضوء على إحدى صناعات السينما البارزة فى العالم، ويأتى الدور هذا العام على السينما الروسية الحديثة. حيث يعرض تسعة من أهم الأفلام الروسية الحديثة، ويستضيف وفدًا يتحدث فى جلسة نقاشية حول حال السينما الروسية المعاصرة والتجربة التى خاضتها نحو العالمية. وبمناسبة حلول مئوية ميلاده فى الأول من يناير 2019، يحتفى المهرجان بذكرى الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وذلك بعرضه نسخا رُممت حديثًا لأربعة من أهم الأفلام المأخوذة عن رواياته، وإصدار كتاب حول سينما إحسان عبد القدوس قام بإعداده الناقد سامح فتحي.
المهرجان يحتفى بتاريخه قام المهرجان بتكليف الباحث الشاب محب جميل، صاحب الإسهامات المتعددة فى مجال التنقيب فى التاريخ الفني، ليقوم بإعداد كتاب حول تاريخ المهرجان فى دوراته السابقة، يستعرض أهم ما جرى على مدى 42 عامًا هى عمر المهرجان بالسنوات، ويجمع أهم البيانات الرئيسية التى تروى قصة مهرجان يرتبط تاريخه بتاريخ السينما المصرية والعربية، من جوائز وتكريمات ومطبوعات ولجان تحكيم وكل ما يتعلق ب39 دورة سابقة من المهرجان. وكذلك تقوم خبيرة الأرشيف/ نانسى على بإعداد معرض حول أربعينية مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، يُقدم موجزًا قيمًا عن أهم المراحل فى تاريخ المهرجان.