هل تختفي نجمة الرومانسية والآداء الراقي.. من »أنا لا أكذب ولكني أتجمل« و»الحب فوق هضبة الهرم.. وزيزينيا.. وحتي لا يختنق الحب.. وهل هذا هو التوقيت المناسب لقرار اعتزالها الفن..؟ هل قرار اعتزال النجمة آثار الحكيم جواب نهائي؟ هل تغيب زهرة ليالي الحلمية؟ سألتها فقالت: نعم.. قرار اعتزالي جواب نهائي.. لا مساحة للتراجع فيه.. وقد أخذ مني وقتا طويلا.. وأتمني من كل قلبي أن يكون قرارا نهائيا.. رغم ضغوط الاصدقاء التي أتعرض لها منذ بدأت أفكر في هذا القرار.. متي تحديدا اتخذت هذا القرار؟ منذ خمس سنوات تقريبا وأنا أفكر في ذلك.. فلم أعد أقدم إلا عملا واحدا كل عامين أو ثلاثة.. حتي كانت تجربتي الأخيرة في مسلسل »وتر مشدود« فحسمت أشياء عديدة داخلي ووجهت بوصلتي لقرار الاعتزال.. إذن هي ظروف معينة قادتك لهذا القرار وليس عن قناعة ورغبة أصيلة في الاعتزال؟ الفن عمل جماعي.. لو لم تتضافر عناصره وتتعامل بنفس الحماس والاخلاص لجاء العمل الفني دون المستوي.. ولا يصح أن يكون هناك أناس شديدو الالتزام وتصر علي الاتقان وآخرون يتعاملون مع الفن علي أنه أكل عيش وسبوبة.. إذا أردت الصراحة في ظل هذه الأجواء لم أعد مستمتعة بلعبة الفن التي أحببتها وأعطيتها أجمل سنوات عمري. ألا تنتظري حتي تمتد أيادي الثورة البيضاء إلي الفن؟ أثق ان هذه الثورة العظيمة سوف تؤثر في نوعية الدراما.. وليس في كيفية تنفيذها فالآليات ستبقي كما هي.. والمنتج سيظل يبحث عن أقصر الطرق لتحقيق مكاسب مادية.. والممثلون سوف ينتقلون من بلاتوه إلي آخر.. طالما ظل القائمون علي العملية الفنية كما هم فهناك رموز للفساد في قطاعات الانتاج الحكومية وحتي الذين أقيلوا منهم لم تتم محاسبتهم علي ما ارتكبوه من اهدار للمال العام.. والفساد المالي والإداري في هذه القطاعات طال الأعناق. لكن قرار اعتزالك في هذا التوقيت يعد انسحابا اكثر منه اعتزالا؟ اعتزالي الفن ليس معناه اعتزال الحياة.. أنا موجودة وأشارك بشكل أكبر في الحراك السياسي والاجتماعي الذي تشهده مصر بعد ثورة 52 يناير.. وهناك عروض تلقيتها ولازلت أبحثها عن تقديم برامج تليفزيونية أو الكتابة في الصحافة.. فلديّ ميول اعلامية ايضا. اذن فقد رتبت نفسك لما بعد الاعتزال والبعد عن الأضواء التي اعتدت عليها؟ بدأت منذ أربع سنوات مشروعا رائعا حين بدأت في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم يوميا.. وقد فتح لي ذلك آفاقا كبيرة وسكينة وهدوءا غلفا حياتي.. أما الشهرة والأضواء فلم يكونا في اعتباري منذ البداية وإلا لتمسكت بالبقاء بجوارهما حتي آخر نفس فالذكاء ان يختار الفارس متي يترك جواده وأري في الراحلة ليلي مراد والعظيمة شادية مثالا رائعا لتوقيت الاعتزال. لكنك دخلت في مواجهات في السنوات الأخيرة آثارت هجوم البعض عليك؟ منذ سنوات وأنا ضد العري الذي يتزايد في الأعمال الفنية وأرفض دعوي البعض أننا نعيش في عصر السماوات المفتوحة والانترنت فهناك فارق كبير بين أن أعطي ابني شريطا فاضحا ليشاهده وبين ان يفعل ذلك من وراء ظهري.. والفن لا يرصد الواقع بل يجب ان يرتقي به هذه هي قناعاتي التي آثارت هجوم البعض عليّ والتي لم اتخل عنها تحت أي ضغوط.. هل قلة الأدوار الجيدة كانت أحد أسباب قرارك؟ بل قولي ندرتها.. فالأعمال الجيدة المتكاملة التي تتوافر لها عناصر النجاح أصبحت عملة نادرة.. وأعمال البطولة الجماعية مثل »حب البنات« أو »يا دنيا يا غرامي« أصبحت قليلة جدا.. وأنا لا اقبل الأدوار الثانية.. وأرفض الاستسهال الذي أصبح سيد الموقف. ألا تحملين نفسك قدرا من المسئولية عن غيابك؟ اعترف انني لا أجيد العلاقات الاجتماعية كما أنني أعلنت منذ بداية عملي بالفن اللاءات الثلاثة لا للعري لا للابتذال لا للإغراء.. ألن يراودك الحنين للكاميرا وأنت مازلت في قمة عطائك الفني والإنساني؟ عندي نقطة ضعف وحيدة تجاه قرار اعتزالي.. فقد كنت أتمني أن اختتم حياتي الفنية بعملين مهمين الأول ديني لأنني لم اشارك في أعمال دينية والثاني عن ثورة 52 يناير العظيمة.. وهذا العمل تحديدا كنت أتمني أن يكتبه الراحل الجميل أسامة أنور عكاشة الذي أري أنه ساهم قبل رحيله في زرع بذور الثورة من خلال أعماله الفنية وكنت أتمني ان يكتب لنا هذا العمل وأن أشارك فيه لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه. وأي مشاهد الثورة ترينها أقرب للدراما؟ اعتقد ان سيناريوهات البشر هي الأقرب وما حدث في ميدان التحرير واللجان الشعبية وعالم البلطجية الذين أشعر بالاشفاق عليهم لأنهم ضحايا النظام السابق الذي أراد عن قصد أن يظلوا درع حماية له لذلك أتمني ان يعاد تأهيلهم.. الحقيقة اننا جميعا ضحايا النظام السابق.. هل تعتبرين نفسك إحدي ضحاياه؟ لا اعتبر نفسي كذلك.. ولاأريد أن أزايد علي شئ لكنني دفعت ثمن الفساد الذي استشري في كل قطاعات الدولة وقد قالت لي صديقة فنانة »أنني كنت موقوفة عن الأعمال الفنية عن قصد«. قلت لي أنك تحتظفين بالصحف منذ يوم 42 يناير السابق للثورة ما أهم ما رصدته فيها؟ صحف 42 يناير تصدرتها صورة لوزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وهو يحتفل بعيد الشرطة وبعدها بيوم كان لايزال في الصورة ثم تلاشي منها وسبحان مغير الأحوال.. وقد رصدت أيضا إعادة نشر أحكام التحفظ علي أموال بعض رموز النظام السابق بعد نشرها بأكثر من شهرين وكأن الناس بلا ذاكرة. أما أكثر ما رصدته فهي آراء المتحولين والمتقلبين الذين انقلب بعضهم بقدرة قادر لأكثر من 063 درجة.. وأعني بهم أنصار عاش الملك.. مات الملك وهم يعتقدون ان القارئ مغيب لكن الحقيقة أن كل ألاعيبهم مكشوفة.. وآراءهم التي انقلبوا عليها محفوظة. ومن ستختارينه من بين المرشحين الحاليين لرئاسة الجمهورية؟ لا أحد حتي الآن فلازلت انتظر من نستطيع ان نركن عليه ونمنحه ثقتنا الكاملة.. حاليا أثق في مواقف ووطنية د. ممدوح حمزة والمجموعة التي تعمل معه..