الاحتجاجات تضرب بلاد الرافدين ويد ايران تعبث بمقدرات العراق تريد الخروج من نفق العقوبات الأمريكية وأجبارها علي التراجع عن حظر تصدير البترول الايراني والذي يبدأ نوفمبر القادم وفي سبيلها لذلك تعبث بالعراق أكد أكبر مصدري النفط في العالم والمتأمل في دولة كبيرة مثل العراق الغني بموارده الطبيعية والبشرية يتساءل كيف بعد سقوط صدام حسين عام2003 لم تستطع بغداد أن تقف علي قدميها وصارت بلاد الرافدين نموذجا للفوضي وهو دلالة ظاهرة علي مخاطر التدخلات الأجنبية الانتهازية وتواطؤ داخلي. حقيقة المنطقة العربية عانت اقتصاديا وسياسيا بعد ثورات عام 2011 وما تلاها لكن معظم الدول التي شهدت الإعصار الشعبي تحاول أن تتعافي من آثاره وتبذل جهوداً كبيرة ونجحت مثل مصر أما الدول التي تعاني من التدخل الإيراني فهي قبل الثورات وبعدها في كارثة مثل العراق وسوريا واليمن. كل دولة توغلت فيها طهران دب فيها الفساد الإداري والسياسي واصبحت حاضنة للإرهاب ويبقي العراق هو الدولة الأكثر سهولة لدولة المرشد لافتعال الأزمات مثلما فعلت في الموصل قبل أربعة أعوام ومكنت تنظيم داعش من احتلالها وهي اليوم تثير الفتن في الجنوب لتعميم الفوضي وإطالة أمد الأزمة وتهديد الدول المجاورة هربا من أيام عصيبة تنتظرها في نوفمبر وهو التوقيت الذي حدده الرئيس الامريكي ترمب لضرب تجارة النفط الإيرانيةوطهران دخلت دوامة المصاعب منذ إعلان ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي وتترقب أزمات اقتصادية تشعل نيران الغضب الشعبي الذي لم يتوقف وتحاول أن تستعرض مكاسبها وقوتها في المنطقة كقوة إقليمية ليس من السهل محاصرتها بالعقوبات الامريكية وكأنها تذكر ترمب أن لها في العراق الكثير لضرب استقراره في حضور الحرس الثوري ودعم الميليشيات العراقية المسلحة المحسوبة علي طهران مثل الحشد الشعبي وحزب الله العراق وغيرها من الجماعات إضافة إلي الأحزاب السياسية ذات المرجعية الإيرانية وتسعي إيران إلي رفع الورقة العراقية في وجه واشنطن وإشعال جنوبالعراق بالحروب الاهلية والفوضي بدس من تريد بين المتظاهرين وتهديد حقول ومصافي النفط والحدود مع جيران العراق للضغط علي ترامب المتحفز والعراق هو الضحية.