شارع مصطفي النحاس في مدينة نصر كان ومازال صداعا في رأس محليات القاهرة، قديما كان يقطعه خط ترام، وحديثا يقطعه الشلل المروري في معظم ساعات اليوم ، وغالبا تنتظرك هناك معركه لو اضطرتك الظروف للمرور في هذا الطريق المتوقف والمختنق والمعرض لحوادث سير متعددة،وعليك حبس الانفاس حتي الخروج منه خوفا علي الحياة التي يمكن لأن تضيع في لحظة. عند إعلان الحكومة منذ أكثر من عامين عن تطويره تفاءل سكان المنطقة واستبشروا خيرا بخطة التطوير التي وضعها المحافظ لتساعد في إنهاء المأساة اليومية بتخصيص مسار خاص للأتوبيسات بمنتصف الطريق ولكن سرعان ما أصبحت الأزمة ازمتين أزمة الزحام وأزمة ركن السيارات اكثر من صف بمنتصف الشارع مع سيطرة العشوائية في كافة أرجائه. وفِي اتجاهك لنهاية الشارع سوف تواجه أكبر مقلب »زبالة» دون محاولة أَي مسئول للتدخل وانقاذ الشارع قبل ان يتحول الي منطقة عشوائية ليبقي السؤال كان ولازال الي متي يظل هذا الشارع يشكل صداعا لقاطنية رغم تطويره. »رمسيس.. الحي الثامن والسابع.. عباس العقاد» بتلك الكلمات تنطلق صرخات صاخبة تقتحم اذنك فور وصولك الحي العاشر بمدينة نصر، المحطة الأهم للوصول إلي شرق القاهرة وأعتاب مدنها الجديدة ، والتي تكتظ بسيارات الميكروباص ويسيطر عليها السائقون ، الذين ضربوا بكل قوانين المرور عرض الحائط، واستحوذوا علي جوانب الطريق، وكأنها ملكية خاصة لهم، وقاموا بصف عرباتهم وسط الطريق لينتج صف اول وثاني وثالث أيضا، ويشاركهم في صناعة الفوضي »التوك توك» الذي يسير في الشارع الرئيسي بلا ضابط ولا رابط، بل حصل علي نصيبه هو الآخر من الإعتداء علي الطريق العام. أما صناديق القمامة، التي تصطف جهة اليسار من الشارع، فهي الأخري تسبب زحاما لا تخرج منه إلا بعد جهد جهيد ورغم ازالة عدد كبير من بائعي الخضراوات والفاكهة المتجولين، إلا ان تنظيم مواقف الميكروباصات مازال حلا عصيا علي التنفيذ.