قالت لي زوجة المسئول السابق والدموع تملأ وجهها كل الاصدقاء إنفضوا من حولنا. لم نجد من يدافع عنا في محنتنا. صوبوا السهام إلي ظهورنا حتي نسقط علي الأرض. قلت: كنت أتصور أنكم مازلتم أقوياء بما تملكون من مال وجاه، رغم فقدانكم للسلطة قالت: لقد ظلمنا الناس ألصقوا بنا إتهامات تمس سمعتنا وشرفنا. قلت: وهل أنصفتم أنتم من لجأ إليكم في وقت كنتم قادرين فيه علي العدل. قالت: لا أذكر.. يسيطر علي عقلي سؤال واحد: لماذا ينعتنا الأصدقاء وينهشونا بكلام رخيص لايمت للواقع بشئ. هؤلاء هم نفس الناس الذين كانوا يملأون بيتنا ويحرصون علي مجاملتنا بمناسبة وبدون مناسبة. قلت لها: حاولي ألا تتذكري هؤلاء لانهم سوف يزيدون إحساسك بالمرارة. عودي بذاكرتك قليلا إلي أيام العز والسلطان. فهل ترفقتي يوماً بضعيف لجأ إليك، أو ساندتي محتاجا، مددت يدك بلمسه حنان لمقهور حزين؟ هل حرصتي علي أن تبتسمي أو تتحدثي بتواضع وباهتمام مع من هم أقل منك في المكانة الاجتماعية أو الجاه أو المال؟ ان كنت تعاملتي أنت وزوجك مع الناس بهذا الرقي.. فأقل واحد شأنا من هؤلاء سيشفع لكما في محنتكما. وسوف يستجيب ربك لدعائه ويرفع عنكم الكرب والضيق. تأكدي أن الله لاينسي عباده أو يظلمهم.. وسوف تشفع لكم أعمالكم الحسنة.