سعدت جدا بما اقترحه د0 علي عبد العال رئيس مجلس النواب عندما بدأ المجلس يوم الأحد الماضي في جلسته العامة مناقشة التقرير العام للجنة الخطة والموازنة عندما اقترح رئيس المجلس أن يتم رفع الدعم التعليمي عن الطلاب الراسبين بالجامعات والمدارس وأن يدفعوا المصاريف كاملة سنة رسوبهم ، وقال موضحا : » إن هناك دعما آخر بخلاف المواد التموينية تتحمله الدولة ولابد أن ننظر إليه ونرشده ألا وهودعم الجامعات والمدارس، وتساءل د0علي عبد العال : لماذا تتكلف الدولة دعم الطالب الذي يرسب عامين وثلاثة ؟ ولماذا لا يتحمل هؤلاء الطلاب التكلفة كاملة ؟ » . هذا الاقتراح الذي تحدث فيه رئيس مجلس النواب طالما ناديت به أنا شخصيا طوال السنوات الماضية بعد أن وجدنا جيلا من الشباب فيه البعض لايهتم بمستقبله ، أويهتم بأن يغير من حاله إلي الأفضل مثلما كنا نحن في شبابنا أبناء الطبقة البسيطة ، جيل قد تجد فيه نوعية من الشباب لايعنيه أن يتخرج من الجامعة سريعا لأنه يريد أن يظل هكذا مادام هناك أسرة تنفق علي نجلها ببذخ ، أوأسرة غير موجودة في مصر وتعمل في الخارج ومنذ سنوات طويلة وجذبها نهمها للمال وتركت أولادها وحدهم بحجة أنهم أصبحوا كبارا ، ويمكنهم أن يعتمدوا علي أنفسهم ، كان ولي الأمر هذا أستاذا للجامعة بدءا من درجة مدرس فما فوق ، فقد يتفنن بعد نهاية العشر سنوات الأولي من عمله في دول الخليج أن يقوم بتزوير أوراق أخري ليكمل عشر سنوات إضافية مرافقا للزوجة وقد يأتي لها بعقد عمل مضروب حتي ولوكانت المهنة مربية أطفال ، وينسي هذا الأب أن له أولادا يحتاجون لرعايته ، وأن المال ليس كل شيئ ، وأن نجله الملتحق بالجامعة يرسب كثيرا ولابد أن يكون بجانبه لكي ينقذه من حالة الضياع التي يعيش فيها. وهناك شباب مستهتر ، وولي أمره أوأسرته بالداخل لكنه لايقدر المسئولية ، وينظر الي المستقبل بنوع من الاستهتار ، ولايهمه أن يتخرج من الكلية من عدمه مادام معه جهاز محمول يزيد ثمنه علي 10 آلاف جنيه ، ويحصل من الأسرة علي مصاريف باهظة ، ويدخن أغلي أنواع السجائر للتباهي بين زملائه بنوعية مايدخنه. كل هؤلاء وغيرهم غير مقدرين لقيمة ماتتحمله الدولة من أجل تعليمهم لابد أن نجعلهم يفيقون من غفوتهم من أجل مصلحتهم ، ومن أجل مستقبلهم ، ومن أجل الارتقاء بمستوي التعليم الجامعي أيضا ، بأن نصدر تشريعا صادما لهم ينص كما اقترح رئيس مجلس النواب علي أن كل من يرسب لمدة عامين علي الأكثر طوال مرحلة تعليمه بالجامعة لابد أن يدفع تكلفة تعليمه الحقيقية بعد ذلك في أي سنة يرسب بها ، لوفعلنا ذلك سنجد كل الطلاب يتسابقون للنجاح وعدم الرسوب خوفا من تحمل هذه التكلفة الحقيقية التي سيعرفونها لأول مرة ولم يكونوا يشعرون بقيمتها وقد أتدرج بعد ذلك في هذا التشريع لأجعل الطالب الذي يرسب أكثر من سنة واحدة بالجامعة يدفع تكلفة تعليمه وأنا عندما أطالب بذلك ليس هدفي هوالعائد المادي الذي ستجنيه الدولة من وراء ذلك ، بل هي وسيلة من وسائل إصلاح التعليم الجامعي ودفع الطلاب للتميز والاهتمام بمذاكرتهم لكي ينجحوا خوفا من تحمل التكلفة الحقيقية لتعليمهم ، إذا فعلنا ذلك سيتغير شكل التعليم الجامعي تماما إلي الأفضل لذا أرجو من رئيس مجلس النواب أن يسير بجدية لتنفيذ اقتراحه هذا في شكل تشريع ليطبق بدءا من العام القادم أويكون بداية تطبيقه علي الطلاب الجدد الذين سيدخول الجامعة لأول مرة هذا العام .