من كذا سنه لقي شخص مصرعه علي يد آخر .. تم القبض علي المتهم وأودع السجن بضعة أسابيع استطاع خلالها أفراد أسرته ارضاء أسرة القتيل ودفعوا لها مبلغا كبيرا من المال علي سبيل الدية المتعارف عليها مقابل التنازل عن القضية وبالفعل انتهوا من إعداد وثيقة صلح قدموها للقاضي يوم جلسة النطق بالحكم.. قرأ القاضي الوثيقة وسأل أسرة القاتل عن حقيقتها فأكدوها في انتظار الحكم بالبراءة.. لتأتي المفاجأة: حكمت المحكمة بإعدام »فلان الفلاني«.. فالقاضي وجد أمامه اعترافا صريحا بالقتل والاعتراف بالجرائم والأخطاء الجنائية لا يسقط الحق القانوني للمجتمع في معاقبة الفاعل.. تذكرت هذا الحكم القضائي وأنا أتابع مايقال عن احتمالات طلب الرئيس السابق العفو بعد تقديم اعتذار عما ارتكبه في حق المصريين وكذا ما يثار حول »تنازل« سيدة مصر الأولي والأخيرة عن أملاكها المنهوبة والعفو عنها هي وأولادها! العفو ياسادة معناه سقوط هيبة القانون إلي الأبد وضياع حق المجتمع في القصاص من الجاني. ومعناه: اقتل واسرق وانهب ولو تم ضبطك أعد ما قمت بنهبه وسرقته وأطلب العفو والمغفرة! وان لم تضبط كان بها ويا دار ما دخلك شر.. تماما مثلما الحال في التعديلات التي تمت لقانون البنوك التي تمنح الحرامي حق رد الأموال والقروض المسروقة مقابل عدم المحاكمة! يبدو أن الرئيس السابق وآل بيته مازالوا ينظرون للشعب المصري علي انه شعب ساذج وأبله من السهل الضحك عليه بقطرات من دموع التماسيح! قبل العفو عن الرئيس السابق اقرأوا كلمات أمل دنقل في قصيدة عنوانها »لا تصالح«: لا تصالح ولو منحوك الذهب. أتري حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل تري؟.. هي أشياء لا تشتري. هل يصير دمي بين عينيك ماء؟ أتنسي ردائي الملطخ بالدماء. كيف تنظر في يد من صافحوك فلا تبصر الدم في كل كف. لا تصالح ولو حذرتك النجوم ورمي لك كهانها بالنبأ. كنت أغفر لو أنني مت ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ. لا تصالح إلي أن يعود الوجود لدورته الدائرة.. النجوم لميقاتها، والطيور لأصواتها والرمال لذراتها والقتيل لطفلته الناظرة.. لا تصالح فما التصالح إلا معاهده بين ندين. في شرف القلب لا تنتقص.. والذي اغتالني محض لص. ايه رأيكم.. تتصالحوا؟!