لو »ركزت« في حال البلد اليومين دول.. حتلاقي ان »الخناقة« دايرة علي مين يملك الشارع، أوالساحة »السياسية - البرلمانية - الحزبية«.. والسوق مفتوح.. والكل بيعرض بضاعته.. وأكتر المحلات وجودا في شارع مصر.. »محلات« الدين والشرف والفضيلة.. وأمام كل »دكانة«.. مجموعة من الدقون.. »المنكوشة«.. سلفي.. والمتوضبة اخواني.. وبين الدقنين »الصوفي«.. وفي »الڤتارين« جلاليب بأطوال مختلفة.. القصيرة »وهابي«.. واللي تحتها بنطلون »جهادي« .. وتفانين من السبح وسجاجيد الصلاة لزوم الشغل وتحلية البضاعة في عين الزبون.. وقبل ده كله.. علي باب كل محل »ميكرفون«.. اللي يدعو للآخرة.. واللي يكفر الدنيا ومن فيها، واللي يقول .. الاسلام هو الحل.. وعلي نفس الرصيف.. دكاكين عتيقة.. متفرقة.. بواجهه كالحة اللون .. من أحزاب المعارضة سابقا.. بضاعتها.. »بايرة« مستهلكة، وأصحابها ما حاولوش يجددوها ومع كده لسه فاتحين وبيعافروا.. وفي الشارع حواة، وبهلوانات.. ونشالين محافظ، وسماسرة.. كلهم منظرين علي »الزبون«.. وصوت »الزبون«.. منهم من يدغدغ آماله.. وبيلعب علي فقره واحتياجه بالحديث عن المكسب الذي سيحققه بلعبة الثلاث ورقات.. ومنهم من يغريه »بكلام« عن استعادة الكرامة والعزة.. اللي وقعوا منوا .. ومنهم من يدعي انه ينام من اجله علي »المسامير« والاشواك.. لا لهدف إلا »لإسعاده« وابقي ادفع بعدين.. وفي الشارع »عيال«.. عمالة تزعق وتهيص بلا سبب ولا هدف.. عاوزة تقول »احنا هنا«.. و»يا فيها يا نخفيها«..، وعلي ناصية الشارع قهوة.. قاعد عليها.. مدعي الحكمة والخبرة والامانة والطهارة والاخلاص للوطن يحكون للجالسين من الزباين.. فاصل من حروب وهمية خاضوها ضد الحاكم المستبد وبطانته »المتجبرة«.. وأمام نصبة الشاي بالقهوة.. راديو كبير بحجم الكومدينو.. يبث ويذيع أفضل برامج النفاق علي طريقة »اللي يتجوز أمي اقول له يا عمي«.. وعلي الرصيف المقابل للقهوة.. محلات تحت الانشاء..علي المحارة.. لا أحد يعرف »ملتها«.. ولا بضاعتها.. ولا جاية منين ولا ازاي ومع كده.. علقت كلها يفط »أكبر« من واجهات المحلات نفسها.. مكتوب عليها »أحزاب تحت التأسيس« لصاحبها فلان القاعد علي الكرسي »أمام المحل« تحت اللمبة النيون . ووسط المحلات دي كلها، وتعاليقها وزينتها.. كلنا واقفين »نتفرج« علي بضاعة اتباعت لنا قبل كده »!!«.. وعلي رأي المثل »يا فرحة ما تمت خدها الغراب وطار«.