نجح مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة سمير زاهر في احتواء المعارضة.. تصدت قوي الاتحاد للثورة التي بدأت ملتهبة متأججة وانتهت الي لا شيء. لم يفلح المعارضون في تجميع العدد القانوني لانعقاد الجمعية العمومية غير العادية التي كان سيتم فيها طرح الثقة في مجلس ادارة الاتحاد. رغم ان الظواهر كانت تشير الي قوة شوكة المعارضة بعد المؤتمرين اللذين عقدا في الأقصر والمنصورة وتجمع فيهما عدد كبير من رؤساء الاندية من قبلي وبحري.. وبعضهم كان متحمسا بشدة لطرح الثقة.. ورفعوا شعارات رنانة.. ولكن حينما دخلت الامور في الجوانب التنفيذية لدعوة الجمعية العمومية بدأ التراجع وأصبح كل واحد يبحث عن مصالحه بعيداً عن الجماعة التي تعاهد معها علي مواجهة مجلس ادارة الاتحاد بأخطائه. وكان 03 نادياً قد تقدمت بطلبات رسمية لعقد الجمعية العمومية غير العادية وكان المطلوب 83 ليكتمل النصاب القانوني الذي يستلزم موافقة 52٪ من اعضاء الجمعية العمومية علي هذه الدعوة. وظل المعارضون يترقبون ان يكتمل النصاب.. ولكن مع مرور الأيام أملهم خاب فبدلاً من ان يزداد العدد تراجع الكثيرون عن التقديم بل كانت الصدمة ان بعض من تقدموا بخطابات رسمية لعقد الجمعية العمومية سحبوا خطاباتهم ليخرجوا من الصف. وبعيداً عن هذه الضربة القوية التي اجهضت الثورة الكروية فإن المقدمات التي اظهرها اتحاد الكرة كانت تشير الي ان الخطة التي وضعها مجلس زاهر محكمة ومؤثرة وانها ستحجم المعارضة وتبقيها في الحدود غير المؤثرة فعلياً لحل مجلس الادارة. وكانت الضربة الأولي التي وجهها زاهر بذكاء لمعارضيه استقطاب ايهاب صالح رئيس نادي جولدي للعمل مديراً تنفيذياً للاتحاد.. وهو بهذه الخطوة لم يسحب احد الاضلاع الرئيسية في القوي المضادة له فقط وانما ضم الي صفوفه من يعرف كل دقائق الامور داخل التيار المعارض ولديه المفاتيح الشخصية لأغلب رؤساء الاندية الذين عاش وتعايش معهم وبدأ يتداخل مع كل منهم ويوجه مجلس زاهر لحل مشاكله. وبعد عدة لقاءات في المنيا وفي القاهرة ودعوات خاصة لرؤساء اندية تم وضع ملامح خطة تحجيم المعارضين باقناع عدد كبير من اندية الصعيد بأنه سيكون لهم ممثل في مجلس ادارة الاتحاد سواء في عملية استكمال المقاعد التي خلت باستقالة ثلاثة من أعضاء المجلس الحالي هم: محمود طاهر ومحمود الشامي وايمن يونس، أو ضم أحدهم للقائمة التي يجهز الاتحاد الحالي للوقوف خلفها في الانتخابات المقبلة. وتم الاتفاق علي اعادة ترتيب مسابقة دوري الدرجة الثانية ومن أهم ملامح هذا الترتيب تقسيم الصعيد الي مجموعتين واستكمال بطولة هذا الدوري حيث وافق ممثلو 28 نادياً من جملة 441 نادياً يشاركون في هذه البطولة امتنع منهم 71 نادياً عن ابداء الرأي ورفض الباقون ولكن هذا العدد المؤيد كان داعماً لمجلس ادارة الاتحاد.. مع بعض الوعود باقامة دورة للمدربين للحصول علي الرخصة »C« والوعد باسقاط بعض الديون علي الاندية.. انهارت قوي المعارضة ونجح زاهر فيما لم ينجح فيه الرئيس السابق حسني مبارك حيث لم تفلح الثورة الكروية في ابعاده عن السلطة كما نجحت ثورة يناير في اجبار مبارك علي التخلي عن منصبه.