احتفي المعرض بالروائي الجزائري الأشهر واسيني الأعرج احتفاء خاصا، حيث أقيم له لقاءان متتاليان في يوم واحد في حضور جمهور غفير، وسط الاحتفال بتوقيع روايته الجديدة »مي.. ليالي إيزيس كوبيا» الصادرة في طبعة مصرية عن دار بردية، والتي يروي فيها حكاية الثلاثمائة ليلة التي قضتها مي زيادة في جحيم العصفورية. يقول الأعرج في بداية سطور كتابه: تفرغت لمي زيادة سنة بكاملها، استعدت كتاباتها كلها، أعدت قراءتها بحثا عما يمكن أن يسهل لي مسالك البحث، ويدلني علي المخطوطة الضائعة » ليالي العصفورية» الحلقة الأهم في أعمالها. ويستهل د. واسيني حواره مشيرا الي قول مي زيادة في عبارتها المؤثرة والتي أثارت فضوله في البحث والتنقيب في حياة هذه المرأة التي أدهشت أدباء عصرها إبداعا وحبا لكل من عرفها : » أتمني أن يأتي بعدي من ينصفني» وعلي حد قول الأعرج أن هذه العبارة أثارت بداخله العزم والتصميم علي إنصاف مي زيادة. يقول واسيني: كنت أريد معرفة دقائق فترة حجزها بمستشفي الأمراض العصبية والنفسية العصفورية في بيروت التي سجلت فيها يومياتها الموجعة وأعطتها عنوانا موحيا بالألم والنسيان والظلم. أن أفظع عقوبة هي أن يسرق من الإنسان حقه في الوجود، هكذا جاءت سطور الكتاب لتنصف مي بعد مرور كل هذه السنوات علي رحليها الغامض واسرار حياتها في سنوات عمرها الأخيرة، كاشفا حقيقة تلك الليالي التي قضتها في ظلمة العصفورية، والتي استغرقت رحلة بحث من الكاتب خلال ثلاث سنوات من التنقلات المتتالية بين مدن العالم لاقتفاء أثر مي زيادة، ثم تبدأ صفحات الرواية في قص » ليالي العصفورية» من واقع أوراق مي بخط يديها كنسخة أصلية تم العثور عليها في صحراء الجيزة ودير عنطورة في بيروت في الفترة ما بين ربيع 1936 إلي خريف 1941. أنها ليالي العصفورية» التي عانت فيها محنة مي زيادة » غيمة الناصرة» كما يحلو للكاتب أن يصفها، أوراق توري عذابات من الوحدة والالم والتجاهل بعد ما كانت تلك المرأة المبدعة التي يتهافت عليها كبار الأدباء والمفكرين في عصرها ولعا واشتياقا.