- في الوقت الذي تقف الدولة بالكامل وراء المرأة المصرية.. تسعي جاهدة إلي إعلاء شأنها بعد أن تركت بصماتها الواضحة في مختلف المجالات وأصبحت أحد الأعمدة الأساسية والفاعلة في الدولة. فكانت وزيرة وعميدة وقاضية.. وعلي النقيض خرجت علينا الدراما المصرية بصورة سلبية مشوهة للمرأة.. وجدناها مقهورة وقاتلة ومنحرفة ومسحولة ومضروبة ومشتومة، وفاجرة وساقطة.. بلطجية وعنيفة أو راقصة تستغل جمالها لجمع المال.. دائمة التردد علي السجون لتنفيذ العقوبات، مهملة مسلوبة الإرادة.. هذه هي الصورة الغالبة التي تقدمها الدراما المصرية.. فقد ركزت المسلسلات علي النماذج السلبية للمرأة المصرية، مع الإفراط في قصص الخيانة الزوجية وكأنها نمط منتشر في المجتمع. - في الوقت نفسه اختفت النماذج المشرفة والإيجابية لنساء مصر من علي الشاشات، والتي تتواجد بكثرة في مجتمعنا، وعرضوا صورة ليست لها أي علاقة بواقعنا، فمصر مليئة بالنماذج المشرفة، لكن للأسف المؤلفون لديهم إصرار علي تشويه صورتنا أمام العالم من خلال هذه المسلسلات.. واغفال دورها في المجتمع كتربية النشء والمحافظة علي قوام الأسرة، لم تتعرض الدراما للقضايا والمشكلات وبشكل خاص المرأة العاملة. .. علينا أن نقف جميعا ضد مظاهر تشويه صورة المرأة المصرية في الأعمال الدرامية والإعلانات التليفزيونية التي تعرض حاليا علي شاشة القنوات الفضائية، التي تسعي للنيل من كرامتها وسمعتها في الداخل والخارج.. وأمام تدني أسلوب الحوار المستخدم في الأعمال الدرامية واستخدام الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية وانتشار السب بالأم والذي يمثل إهانة للمرأة.. وندرك ان الهدف من أي عمل فني لابد أن يكون في المقام الأول هو توصيل رسالة إلي الجمهور، والارتقاء بفكر وثقافة المشاهد، ورفع الوعي بقضايا المجتمع الذي يعيش فيه، وتسليط الضوء علي النماذج البارزة والناجحة فيه، كل ذلك أدي لانتشار العنف والتفكك الأسري وتدهور الأخلاق والذوق العام بين أفراد المجتمع خصوصا الأجيال الجديدة التي تعد أمل مصر وحاضرها ومستقبلها.