مضي شهر رمضان.. وبقيت الأعمال الدرامية "المسلسلات" المشوهة التي اختزلت مصر في الرقص والعري والجنس والمزاج. مسلسلات هذا العام جاءت في مجملها تافهة.. لا فن.. ولا قيم.. مع إباحة كل شيء من ألفاظ خارجة وإيحاءات جنسية.. وكل ذلك من أجل الربح. أكد أساتذة الاجتماع وعلم النفس والإعلام أن الدراما في رمضان قدمت نماذج سيئة للمجتمع المصري وشوهت صورة المرأة والشباب ورجال الأعمال فلم نر سوي تجار الكيف والساقطات وبيوت الدعارة ولم نسمع إلا الألفاظ البذيئة والايحاءات الجنسية. أضافوا: لم تعبر مسلسلات رمضان عن المجتمع المصري وساهمت في هدم القيم الأخلاقية والسلوكيات السوية لدي الشباب والمراهقين.. وشددوا علي ضرورة عودة دور الرقابة وقيام الدولة بإنشاء جهات لإنتاج مسلسلات لا تهدف للربح بل تقدم نماذج مضيئة تعلم الشباب الأخلاق والفضيلة مع ضرورة إنشاء جمعيات لحماية حقوق المشاهدين ومحاربة الأعمال الفنية والمبتذلة وتتولي رفع دعاوي قضائية ضد منتجي هذه المسلسلات وذلك حتي يعود الفن الأصيل ويتم إنتاج أعمال درامية تحافظ علي قيم وأخلاقيات الشعب المصري. تؤكد الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية أن مسلسلات رمضان تناولت المرأة بشكل مهين وحولتها لسلعة تباع وتشتري.. مطالبة بعودة دور الرقابة لأن الأعمال الدرامية في رمضان ترسخ للانحرافات الأخلاقية وتشوه صورة المرأة ولا نجد نماذج جيدة في مسلسلات رمضان وللأسف الموضوع تجاري وصناع الدراما لا يهمهم تكوين وتشكيل سلوكيات الشباب بقدر ما يهمهم المكسب المادي وجذب الجماهير لمشاهدة المشاهد المثيرة سواء في الرقص أو العري. يؤكد الدكتور أشرف سلامة أستاذ الطب النفسي ورئيس قسم الأمراض العصبية بمستشفي الطلبة بجامعة القاهرة أن سياسة المسلسلات في رمضان هي هدم القيم الأخلاقية للمجتمع المصري ورغم أن رمضان شهر عبادة وصوم إلا أن المسلسلات تتسابق علي الرقص والعري وتصدير مشهد البلطجي وتاجر المخدرات وكل بلاد العالم تعتز بثقافتها وقيمها وتحاول بكل الطرق ترسيخها إلا المجتمع المصري فتجد صورة مشوهة لكل شيء للشباب فتجدهم يتاجرون في المخدرات والنساء تعمل في الدعارة. يري أشرف سلامة أن المسلسلات هي أحد أسباب الانحراف الأخلاقي الذي أصيب به الشباب والدليل زيادة نسبة التحرش بالشوارع وزيادة عدد المدمنين وتجار الكيف والأعمال الدرامية للأسف تصر دائماً علي تصدير مشهد البلطجي والمرأة المنحلة وتجار الكيف رغم أن المجتمع المصري به نماذج جيدة كثيرة ولا يتم تسليط الضوء عليها. تؤكد الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس أن الدراما في رمضان تقدم ترخيصاً للأخلاق الفاسدة والألفاظ البذيئة وتعاطي المخدرات والخروج عن المألوف وكسر الأخلاق والقيم وللأسف مسلسلات رمضان تقدم المرأة بصورة خارجة.. وتجاهلت دورها في الاستفتاء علي الدستور ومن قبلها ثورة 25 يناير و30 يونيو وانتخابات الرئاسة وكأنها تنتقم منها وبدلاً من اعطاء المرأة حقها وتجسيد دورها الحقيقي في المجتمع لم نرها سوي راقصة ومنحرفة وتاجرة مخدرات ولا نعرف أين دور الرقابة من المشاهد الساخنة والألفاظ البذيئة؟! يقول د.أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع جامعة السويس إن المجتمع المصري يسعي إلي رفض الواقع دائماً رغم أن المجتمع الذي نعيش فيه وما به من وقائع وحقائق اجتماعية تمارس في كل مناطق مصر وفي أغلب بيوتها وللأسف الشديد يحاول البعض أن ينكرها رفضا لها وانكارا لمثل هذه التصرفات وهذا الأمر يجب عدم تجاهله فالفضيلة تبدأ من الأسرة والمسجد والمدرسة وليست فقط في دراما المسلسلات والأفلام والإعلانات. قال إن الإعلام يرصد التنشئة الاجتماعية والثقافية في المجتمع وهو مرآة يجب أن تكون صادقة ومطابقة للواقع الاجتماعي الذي نعيش فيه وللأسف فإن حالة السيولة الثقافية والفكرية والسياسية والعقلية أدت إلي حالة من الاضطرابات الثقافية لدي غالبية المصريين فالبعض ينقل ما يراه واقعياً من منطلق ما يعرف بالحرية الإعلامية والثقافية والبعض يرفض نشر ما يعرف بالإساءة الاجتماعية ومعالجتها بعيدة عن الإعلام ويظل الإعلام متهماً دائماً بأنه يرصد الواقع. أضاف أن المسلسل التليفزيوني أو الفيلم ما يري د.إبراهيم المغازي أستاذ علم النفس بجامعة بورسعيد: أن أغلب المسلسلات الموجودة الآن في القنوات الفضائية لا تتناسب مع الهوية الثقافية المصرية فهي تهدف إلي الربح السريع وفقط وتعتمد علي الألفاظ الخارجة والمبتذلة. انتقد الدكتور حسن علي عميد كلية إعلام المنيا انتشار الألفاظ الخارجة والايحاءات الجنسية ومشاهد الرقص في المسلسلات المختلفة وقال إن هناك مسلسلات أساءت للمجتمع وللمرأة بشكل كبير وقال: مع كامل احترامي للمسلسلات التي نالت إشادة فنية واسعة كسجن النسا علي سبيل المثال فهو نال تلك الإشادة الفنية علي حساب القيمة الأخلاقية والمجتمعية التي يجب أن تقدمها الدراما. وفي رأيي أن الفن لا يجب أن يكون مطابقاً 100% للواقع بل موازياً له. فالفن جمال وإذا نقل الفن الواقع دون تغيير أو تنقيح فلن يكون إلا قبحاً.