أعربت القيادات النسائية عن غضبها واستيائها من المسلسلات الدرامية التي تعرض في رمضان هذا العام مؤكدة أن المرأة ظهرت في هذه المسلسلات بصورة غير لائقة فهي إما منحلة أو داعرة أو تاجرة مخدرات وهذه الأعمال تعتبر وصمة عار في حق حواء.. كما تم تجاهل دورها التاريخي في ثورتي 25 يناير و30 يونيو. وأكدت أن مثل هذه الأعمال لا يمكن السكوت عليها لأنها تحرص علي التحرش والاغتصاب والزواج العرفي. في البداية تقول الدكتورة نادية حليم- استاذ علم الاجتماع ومدير برنامج بحوث المرأة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن هذه الصورة لا تعكس حقيقة الدورالذي تقوم به المرأة المصرية في بيتها ومجتمعها .. وأن الحرية لا تعني الانفلات وتشويه المرأة والتركيز علي مشاهد العنف والعري والبلطجة. أضافت أنها ضد التدخل في حرية الابداع ولكن ما يحدث علي الشاشة لا يمت بصلة للحرية والابداع. تري الدكتورة سامية خضر - استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: إن هذا الانفلات الدرامي بدأ مع مسلسل "الحاج متولي" ثم "زهرة وأزواجها الخمسة لإظهار المرأة في صورة سيدة مقهورة ومخزية بينما لم نجد أي مسلسل يتحدث عن كفاح المرأة المصرية علي مدي السنوات الماضية ودورها في انجاح ثورتي يناير ويونيو. تتساءل د. سامية: هل من اللائق أن تركز الدراما الرمضانية علي الألفاظ النابية والايحاءات الجنسية والخادشة للحياء خاصة في هذا الشهر الفضيل مما جعل الكثير من المشاهدين ينصرفون عن مشاهدة هذه المسلسلات. تتساءل د. سامية: أين الرقابة علي هذه المسلسلات وطالبت بتكاتف المجلس القومي للمرأة مع الجمعيات النسائية للوقوف ضد هذه المسلسلات الهابطة التي تسيء إلي المجتمع المصري كله. أما د. هالة حبشي - رئيس جمعية صاعد للتنمية فتري: أن مثل هذه المسلسلات تشجع علي التحرش والاغتصاب والزواج العرفي والخيانة الزوجية وتعاطي المخدرات مؤكدة علي ضرورة تصدي الكوادر النسائية لمثل هذه الأعمال والوقوف ضدها حتي تختفي من حياتنا وتتوقف عن التشهير بالمرأة المصرية. تحمل الدكتورة ماجدة سليمان مدير مشروع التنمية المجتمعية بمركز قضايا المرأة المصرية: مسئولية هذا الاسفاف والابتذال للمخرجين والمؤلفين والمنتجين بالإضافة إلي جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية مؤكدة أن الرقابة غائبة تماماً تحت مزاعم حرية الابداع!! أضافت أنه لم تعد المسلسلات وحدها التي تسيء إلي المرأة بل أصبحت الاعلانات تنافسها في هذا المجال حيث تبرز المرأة في صورة مهينة وتعتمد علي العري والاغراء والايحاءات الجنسية. أشارت إلي أن الدراما الرمضانية خاصة في السنوات الماضية تركز علي الجوانب السلبية فقط بينما لا تسلط الأضواء علي رموز المرأة المصرية اللاتي حققته الكثير للمجتمع مؤكدة أن هذه المسلسلات تدفع بالمراهقين إلي التلفظ بالألفاظ الخارجة. تؤكد الدكتورة عواطف سراج الدين - رئيس جمعية المرأة للتنمية الإنسانية: أن مسلسل "سراي عابدين" أشبه بالمسلسل التركي "حريم السلطان" ويسيء إلي المرأة ويظهرها في صورة جارية كما أساءت إلي الخديو إسماعيل رغم كل انجازاته التي مازالت باقية حتي اليوم أضافت أن هذا المسلسل وصمة عار في جبين الدراما المصرية مؤكدة علي ضرورة وقف مثل هذه الأعمال التي تسيء إلي مجتمعنا كما حدث بالنسبة لفيلم "حلاوة روح". أوضحت أن ما يحدث في المجتمعات الأوروبية لا يصلح للعرض في بلادنا حيث إننا مجتمع شرقي متحفظ له تقاليده وعاداته وعقائده. أشارت إلي أن المجتمع المصري مازال مجتمعاً ذكورياً يظهر المرأة علي أنها منحرفة أو مقهورة أو مجبرة علي وضع معين! أعربت جمهورية عبد الرحيم - رئيس جمعية نساء من أجل التنمية: عن استيائها من التحريض علي العنف والعري والمشاهد الخارجة في المسلسلات التي لا تليق بمجتمعنا ولا بقيمنا مشيرة إلي أنها أظهرت المرأة في صورة منحلة تقضي أوقاتها في الكباريهات والبارات. قالت إن هذه الصورة غير موجودة في مجتمعنا مؤكدة علي أهمية الدراما في تقديم صورة مشرفة للمرأة المصرية وتسليط الضوء علي الدور الذي تقوم به في خدمة مجتمعنا وأسرتها. تطالب الرقابة بأن يكون لها دور في التصدي لهذا الخروج عن القيم والمباديء لأن الشباب هو الذي يدفع الثمن في النهاية!! أما المحامية هالة عبد القادر- رئيس جمعية تنمية الأسرة فتري: ضرورة اللجوء إلي ساحات القضاء لمواجهة هذا الانفلات والمطالبة بوقف عرض هذه المسلسلات لأنها تدفع بالمراهقات إلي تقليد الفنانات في التحدث بألفاظ نابية وتعاطي السجائر والمخدرات. أكدت أن هذه المسلسلات لا تغير أبداً من حقيقة المرأة المصرية المكافحة من أجل أسرتها ومجتمعها وأن القانون يعاقب علي عرض مثل هذه الأعمال لأنها تخدش الحياء وعقوبتها الحبس من 24 ساعة حتي 3 سنوات!! مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات لمعرفة رأيهن في أعمال الدراما الرمضانية فماذا قلن: نادية عبد الرؤوف - موظفة بأحد مراكز الشباب قالت: الدراما الرمضانية لا تمت للشهر الفضيل بصلة.. فالمسلسلات كلها اسفاف وابتذال وطويلة لذلك اغلقنا التليفزيون أنا وأولادي وكان تركيزنا علي قراءة القرآن والمواظبة علي صلاة التراويح!! تضيف دعاء عبد العزيز - مديرة بأحد المصانع لا أشاهد أي مسلسلات تليفزيونية لأن طبيعة عملي تقتضي العمل طوال اليوم بالمصنع ومتابعته مع العاملات وبعد الافطار يتم فتح المصنع مرة أخري لتشطيب الطلبيات وخاصة أننا علي أبواب العيد. أكدت أن الفضائيات أصبحت تركز بشكل كبير علي عرض هذه النوعية من المسلسلات بل بدأت قبل حلول شهر رمضان بعرض مسلسل "قلوب" الذي يحتوي علي نسبة كبيرة من الألفاظ النابية والنسق الدرامي المبتذل! تؤكد رحمة محمود - ربة منزل: إن التليفزيون المصري في بداياته كان يعرض أعمالا اجتماعية هادفة ولكن بدأ الابتذال بعد دخول العولمة والسموات المفتوحة كما لو كان منهجاً عرض مسلسلات الانفلات الاخلاقي .. التي هي دخيلة علي مجتمعنا المصري الملتزم بالقيم والاحترام وشبابه وفتياته الحريصين علي تماسكه الاجتماعي والأسري.. فهذه المسلسلات بعيدة كل البعد عن مبادئ مجتمعنا الشرقي! تطالب بإلغاء مثل هذه الدراما الرمضانية المبتذلة غير الهادفة!!