تنفرد القنوات الفضائية المصرية دون غيرها من الفضائيات بظاهرة لامثيل لها في أي دولة في العالم وهي ظاهرة عرض وإذاعة الإعلانات في فواصل الافلام والمسلسلات الدرامية بنسبة تتجاوز في بعض الاحيان مدة الحلقة الواحدة رغم ان النظام العالمي يحدد 12 دقيقة فقط اعلانات داخل كل ساعة وخلال الشهور الاخيرة تابعت عرض بعض المسلسلات علي القنوات الفضائية مثل»الطوفان»علي قناة DM» و»سلسال الدم»علي قناة MB» مصر فشعرت بأن مدة الفواصل الاعلانية تتجاوز مدة عرض احدي حلقات المسلسل ولكي اقطع الشك باليقين واثناء متابعة مسلسل»أبو العروسة» الذي يعرض حاليا قررت تشغيل الساعة الميقاتية فأكتشفت أن مدة عرض الحلقة 29 دقيقة فقط في حين تم اذاعة فواصل اعلانية بلغت 31 دقيقة خلال الساعة ؛ فقررت مشاهدة الحلقة علي اليوتيوب فاكتشفت أن عدد الذين شاهدوا حلقة المسلسل بغلوا ما يقرب من 300 الف مشاهد خلال ساعات قليلة من انتهاء عرضها في القناة الفضائية. إن ما يحدث ينذر بكارثة يمكن ان تهدد الفضائيات المصرية وتجعلها تخسر هذه الاعلانات التي فضلتها علي المحتوي الدرامي والذي لولاه ما كانت هناك اعلانات ؛ فالمشاهد عندما يجد نفسه محاصرا بالإعلانات سوف يهرب من الفضائيات لمتابعة الاعمال علي اليوتيوب الذي سيجذب في مرحلة لاحقة المعلنين ايضا فتفقد الفضائيات مصدر تمويلها الوحيد ؛ صحيح من حق أصحاب القنوات الفضائية، أن يعوضوا الاموال التي دفعوها لشراء الأفلام والمسلسلات.. ومن حق شركات الدعاية والإعلان أن تفرض شروطها علي هذه القنوات، لعرض الإعلانات وتحصيل قيمتها من المعلن، كما أنه من حق المعلن أن يروج لسلعته في القناة التي يختارها وفي الوقت الذي يختاره ولكن أين هو حق المشاهد في هذه المنظومة ؟ أليس من حقه ان يشاهد عملا دراميا او فيلما سينمائيا دون ان تتشتت افكاره او ينسي أي عمل يتابعه ورحم الله الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة عندما قال منذ سنوات اننا اليوم لا نشاهد دراما داخلها فواصل اعلانية بل نشاهد»اعلانات متعاصة دراما» ونحن لا نطالب ملاك القنوات الفضائية بالتوقف عن عرض الإعلانات خلال الأفلام والمسلسلات، ولكنا فقط نطالبهم بمراعاة المساحة الزمنية التي تستغرقها الإعلانات بالنسبة لمدة الفيلم أو المسلسل.