أزمة الصحف القومية أصبحت حديث معظم الناس في مصر.. والحقيقة ان هذه الصحف »اتبهدلت« منذ وقع عليها التأميم.. كان المقصود من تنظيم أو تأميم الصحافة منذ أكثر من خمسين عاما، نقل السلطة من يد أصحاب الصحف إلي يد الحكومة. فأصبحت الصحف القومية أشبه بطفل خطفوه من أسرته. لا يعرف له أب ولا يعرف له أم. ينتسب مرة للاتحاد القومي ومرة أخري للاتحاد الاشتراكي.. ثم ينتقل نسبه في نهاية المطاف إلي مجلس الشوري. تصور الشعب ان انتقال ملكية الصحف من الأفراد إلي الحكومة، سوف يجعلها أكثر قوة وأكثر قدرة علي نقل صوت الأمة كلها.. وتوقع ان تلك الصحف سوف تخصص صفحاتها للدفاع عن المظلومين ومساندة الضعفاء والمهمشين. لكن الواقع أثبت ان الصحف القومية علي مدار السنين ، ابتلعها الفساد وأصابها الهزال والضعف . فخفت صوتها ولم تعد قادرة علي المنافسة أو الاستمرار. اتصور ان الحل الوحيد لأزمة الصحافة القومية التي نعيشها اليوم، إلغاء التأميم وتحويل الصحف إلي شركات مساهمة، يساهم فيها المحررون والعمال والإداريون، وكل من يشاء من المصريين ، بشرط ألا يتملك مساهم عددا من الأسهم، يتيح له وحده السيطرة علي الصحيفة. كما أري ألا تتلقي الصحف أي معونات أو مساعدات.. وأن يتم تقييم أداء الصحف من قبل مجلس صحافة منتخب ، مهمته الأساسية حماية المواطنين من أي اعتداء من الصحافة.. ويتمتع بسلطات، تلزم الصحيفة بالاعتذار عند وقوع خطأ في حق أي مواطن. بذلك تعود الصحافة القومية صاحبة الجلالة من جديد!