احتشد عشرات آلاف اليمنيين في صنعاء أمس للمشاركة في تظاهرتين منفصلتين للمعارضين والمؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح وذلك وسط اجراءات أمنية مشددة. وقد بدا التوتر واضحا في شوارع صنعاء قبيل بدء الصلاة حيث تضاعفت حواجز الجيش والقوات الأمنية الاخري عند مداخل الساحات التي يتجمع فيها المتظاهرون من الجانبين. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية ان الجماهير من أبناء الشعب اليمني من علماء ومشايخ ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اجتماعية من مختلف محافظات الجمهورية توافدت من أجل »جمعة الإخاء« بالأمس للمطالبة بتحقيق الاصطفاف الوطني والحفاظ علي الأمن والاستقرار وانجاح الحوار. كما نقلت الوكالة عن صالح دعوته الشباب إلي سرعة تشكيل حزبهم للتعبير عن أنفسهم وتطلعاتهم وألا يبقوا أدوات لدي احزاب اللقاء المشترك المعارض وعند مداخل ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء حيث يعتصم الآلاف للمطالبة باسقاط النظام نصبت وحدات الجيش التي يقودها اللواء علي محسن الاحمر المنضم الي المحتجين حواجز لتفتيش الداخلين كما نصبت الشرطة من جهتها حواجز عند مداخل تجمع مؤيدين للرئيس اليمني في ساحة التحرير وسط العاصمة وكذلك عند مداخل ساحة السبعين القريبة من القصر الرئاسي. وكان المعتصمون الذين نصبوا خيما جديدة وتوسعوا نحو مناطق محيطة بساحة اعتصامهم كانوا قد أعلنوا ان أمس سيكون هو يوم الزحف الي اتجاه القصر الرئاسي إلا انهم عدلوا عن هذه الخطوة خشية اراقة الدماء. وقد طالب المتظاهرون المعارضون بتشكيل حكومة تكنوقراط والغاء وزارتي الاعلام وحقوق الانسان وانشاء مجلس أعلي للحقوق وجهاز الامن القومي ومجلس الدفاع الرطني. ومن ناحية اخري سيناقش وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي خلال اجتماعهم غدا بالرياض التطورات التي يشهدها اليمن حاليا وكذا المستجدات بالمنطقة. وقد صرحت مصادر سياسية يمنية ان الاجتماع سيتناول التطورات علي الساحة اليمنية في ضوء المبادرات وجهود التسوية المبذولة داخليا وخارجيا من أجل الحفاظ علي أمن الجمهورية اليمنية واستقرارها ووحدتها. ومن جهة اخري حثت الولاياتالمتحدة رعاياها في اليمن علي مغادرته فورا وقد قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان لها ان الوضع في اليمن يتدهور بشكل سريع وان التظاهرات المستمرة قد تؤدي الي مواجهات عنيفة. كما حثت السلطات البريطانية رعايها علي مغادرة اليمن فورا محذرة من ان الوضع قد يعيق امكانية اجلائهم.