كل عام وانتم بخير بمناسبة حلول الأيام العشرة من ذي الحجة وهي خير الأيام عند الله سبحانه وتعالي وبمناسبة اقتراب عيد الأضحي المبارك. في تلك الأيام العشرة، يكثر الدعاء، وإن شاء الله يستجيب سبحانه وتعالي.. وفي تلك الأيام المباركة اتمني من الله سبحانه وتعالي ان يحفظ مصر، ويبعد عنها كل شر يأتي من هنا أوهناك، وأن تتوقف الفتن، والفتاوي التي لا يريد مفتوها إلا أن نضيع ونغرق في متاهات لن يعيننا عليها إلا الله سبحانه وتعالي. آخر تلك الفتن أو الفتاوي ما يقال عن ميراث النساء، والمناقشات العديدة التي تحدث الآن في كل الاوساط بعد قرار الرئيس التونسي بالمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وهو ما ايده فيه رجال الدين هناك وما يطالب به البعض الآن هنا في مصر مهللين بأنه التطوير في الخطاب الديني للوصول إلي صيغة ترضي الجميع، ومع انني امرأة ويمكن ان يعجبني هذا الكلام إلا أنني أرفضه جملة وتفصيلا، وأدعو الجميع إلي عدم مناقشته أو التوسع في طرحه لاننا مسلمون نعلم جيدا ان القرآن الكريم كان صريحا في الآيات التي تحدثت عن الميراث، ولايمكن لاي رجل دين يخاف الله سبحانه وتعالي ان يخالف النصوص القرآنية، أو أن يجتهد ليخرج احكاما مغايرة لما جاء في كتاب الله، وأتمني من الأزهر الشريف وشيخه ان يتصدي لتلك القضية بكل قوة ولا يكتفي بالبيان الذي صدر من الأزهر، ويجب ان يقوم رجال الدين بشرح الآيات القرآنية التي تحدثت عن الميراث في كل مكان، وفي المحافل وفي التليفزيون والإذاعة والصحف، حتي لو اضطر الأزهر إلي أن يقوم بعمل اعلانات للتوعية بآيات الميراث في الإسلام. انني أعتقد ان هذا الحدث الذي تصدره لنا تونس الآن يشبه تماما، الاحداث السابقة والتي أدت إلي التخريب في العديد من البلدان العربية والذي بدأ ايضا في تونس، وأن هناك من يتلاعب بمشاعر المرأة، أو يحاول ان يبث عندها تطلعات ليست من حقها، واعتقد أن المرأة المصرية المسلمة تعلم تماما حقوقها وواجباتها ولايجب أن نزايد بها أو عليها، ويجب ايضا أن نحمي عقولها وعقول شبابنا من تلك القضايا التي تخالف احكام القرآن الكريم.