جنيف ماجدة طنطاوي: جاء قرار سويسرا بتجميد أي أموال وأصول للرئيس السابق حسني مبارك بعد نصف ساعة فقط من إعلان استقالته وكان هذا التحرك العاجل يهدف إلي رسالة واحدة قوية وواضحة وهي أن سويسرا لم تعد الملاذ الآمن للأموال المشبوهة، وأن هذه الأيام قد ولت إلي غير رجعة.وتشير الإحصاءات إلي وجود 5.1 تريليون دولار من الثروات والأصول التي تعود إلي أشخاص من الشرق الأوسط وافريقيا في بنوك سويسرا.. كما تشير الإحصاءات أيضاً إلي أن ما يقرب من 522 مليار دولار من هذه الأموال حصل عليها أصحابها بوسائل غير مشروعة.. وتنص قوانين مكافحة غسيل الأموال في سويسرا حالياً علي ضرورة أن يكشف أصحاب الثروات عن أسماء العملاء الحقيقيين وراءها وأسماء أي أشخاص قد يستفيدون من المعاملات المادية علي هذه الثروات. ويقول المحامي السويسري »كريستوف مولر« المتخصص في قضايا غسيل الأموال إنه من الصعوبة بإمكان إثبات أن الأموال التي يأتي بها العميل مشبوهة، فلو جاء صهر أحد الرؤساء العرب مثلاً إلي أحد البنوك مودعاً 001 مليون دولار، وقال إنها أرباحه من سلسلة فنادق يمتلكها، ثم قدم أوراقاً سليمة من بلاده تثبت امتلاكه هذه الفنادق ففي هذه الحالة يصعب اتخاذ إجراء قانوني ضد هذه الأموال.. ويؤكد مولر أنه منذ بدء المظاهرات في مصر واتساع نطاقها تم رفع درجة خطورة الحسابات المصرية بشكل أوتوماتيكي علي اعتبار أنه قد تكون هناك محاولات لهروب بعض رموز النظام.. وبالتالي فإنه من الصعب جداً أن تكون أي أموال تخص عائلة الرئيس السابق مبارك تحركت من سويسرا اعتباراً من 52 يناير. يذكر أيضاً أنه ما بين الحقائق والأرقام الدقيقة عن أموال مبارك والشائعات والأكاذيب التي يروجها البعض، فقد بدأت بعض الجهات تروج معلومات مغلوطة أقل ما توصف به هي أنها ترقي إلي حد النكات أو الخيال العلمي.. فقد نشرت جريدة النهار الجزائرية مستنداً مصرفياً قد يتصور البعض للوهلة الأولي أنه حقيقي، ولكن بعد التدقيق يتضح أنه مزور.. المستند يقول إن الرئيس السابق مبارك أودع في إحدي خزائن بنك سويسري في مدينة بازل 91 مليون كيلو جرام من البلاتين.. وهو ما قيمته وقتها 41 مليار دولار.. وقد وصفته الصحافة السويسرية بأنه مبلغ فرعوني كفيل بأن يجعل توت عنخ آمون يتقلب في تابوته! وبفحص المستند أكثر أكد خبير البلاتين العالمي »دومنيك كازاي« أن 41 مليار دولار عام 2891 تعني ما قيمته اليوم 675 مليار دولار.. ويقول إنها بالقطع أكذوبة لأن إنتاج البلاتين في العالم كله لا يتعدي اليوم 052 ألف كيلو جرام سنوياً.