كتبت فاطمة عبد الوهاب: كانت »نجوي» تعتبر »حسين» زوجها هو سندها وأمانها الوحيد في هذه الدنيا.. أول من تتكئ عليه إذا أصابها نصب الحياة وتعبها.. كان محور حياتها واهتمامها الأول والأخير وبعد أن وهبها الله ابنتها »دنيا» انقسم قلبها بينهما وتفرقت أيام عمرها بين راحتيهما.. مرت الأيام وكبرت »دنيا» وازدادت مسئولياتها و اضطرت الأم إلي النزول للعمل لمساعدة زوجها علي تحمل أعباء الحياة.. وفي إحدي المرات أثناء عودتها من العمل صدمتها إحدي السيارات سقطت مغشيا عليها، ونقلها الاهالي إلي المستشفي حيث تبين إصابتها بعاهة مستديمة طالت إحدي ساقيها فأصبحت لا تستطيع السير بشكل طبيعي أشبه »بالعرج».. في بداية الامر واسي الزوج شريكة عمره التي أصيبت بحالة نفسية سيئة لكن سرعان ما تكشف معدنه حين اصابه الملل من حالة زوجته واكتئابها الحاد وبدأ ينفعل عليها لأتفه الاسباب متناسيا آلامها النفسية الجسيمة وخلال فترة قصيرة تطورت الامور بينهما إلي عدم القدرة علي الحياة معا.. ووصل الامر إلي أن أهانها الزوج بإعاقتها وصرح لها بأنه لا يحتمل وضعها الجديد نزلت الكلمات علي مسامع الزوجة كالصاعقة التي نبهتها إلي ندالة زوجها وخيانته للعشرة الطويلة بينهما.. غادرت الزوجة منزل الزوجية تجر أذيال الخيبة مع ساقها المعاقة.. وصلت الزوجة بصحبة ابنتها إلي منزل والديها وما هي إلا أيام قليلة حتي فوجئت بورقة طلاقها تصلها لم تنصدم كثيرا في زوجها فقد توقعت هذا التصرف منه لكن ما لم تتوقعه بعد مرور عدة أشهر هو إعلانها بإحدي الدعاوي المرفوعة من قبل زوجها يطالب فيها بحضانة إبنته ويتهمها بأنها أم غير صالحة لرعاية ابنتهما.. جن جنون نجوي وصارت كالمترنح بعد ذبح السكين.. شعرت بروحها تنسحب منها فابنتها هي أملها الوحيد الباقي في هذه الدنيا بعد أن فقدت صحتها وزوجها وعملها. توجهت الزوجة إلي محكمة.. الاسرة، وقفت امام القضاة تنتحب وتحكي قصتها المأساوية مع هذا الزوج الذي لم يقدر وقوفها إي جانبه ولم يصن عشرتهما معا.. وبالفعل رفضت محكمة أول درجة نقل الحضانة من الأم.. فقامت الجدة للأب باستئناف الحكم ومحاولة نقل الحضانة إليها.. وهنا أعطت المحكمة فرصة للأب ليثبت ماهية عدم صلاح الأم لحضانة ابنتهما.. فقام باتهامها بالاستهتار والاهمال فيها وبأن حالة ساقها تعوقها عن رعاية ابنتهما إلا أن أقوال الأم وشهادة الشهود التي جاءت في صالح الأم جعلت المحكمة تستشعر أن الزوج يتجني علي زوجته وأنه لم يتمكن من إثبات ادعائه .. فرفضت نقل الحضانة للجدة وابقت علي الابنة مع والدتها.. صدر الحكم برئاسة المستشار محمد عزت الشاذلي رئيس محكمة استئناف القاهرة للأسرة و بعضوية المستشارين يسري حافظ وحامد راشد.