النيل هو شريان حياتنا، ونهر خير بلادنا، وعصب كيان وجودنا لولاه لكانت مصر صحراء جرداء لا نبات فيها ولا حياة. هكذا تعلمنا قيمته ونحن أطفال صغار في قصائد الشعر ودواوين الشعراء. ورغم عطائه السخي لنا دون توقف، لم نتعامل معه للأسف بقدر قيمته وعظمته وأهميته، تركنا من يلقي فيه بالمخلفات دون عقاب، وصار حماما ومقبرة للحيوانات، كان يتوجع ويتألم ولم يسمعه أحد، لم يحاول أحد إنقاذه من أيدي الغادرين الظالمين المتجاوزين في حقه، وعندما كانت تعلو صرخات من هنا وهناك لإنقاذه.. كان هناك من يغلقون آذانهم طمعا من الاستحواذ عليه، لم يفكر أحد في نهرنا العظيم وضاعت أحلام النيل مثلما ضاعت أحلام كثيرة، لن أقارن نهرنا بأنهار العالم وترعه التي عرف أصحابها قيمتها وأقاموا حولها الميادين المزينة بالزهور والمشاريع السياحية المطاعم العالمية، لن أقارنه بالسين أو الراين أو التيمز أو حتي نهر المسيسبي لأنه أجمل منهم جميعا. لماذا لا نفكر جدياً في إنشاء وزارة خاصة تهتم بشئون ومصالح نهرنا العظيم، وزارة تتولي حمايته واستغلاله لصالح البلاد بما يليق به كأكبر أنهار العالم بدلا من البحث عن وزير للإعلام في زمن انتهت فيه هذه الوظيفة، واختفت من كل البلاد الديمقراطية، إن نهر النيل له الأحقية والأسبقية في ثورتنا وفي روح التغيير التي اجتاحت حياتنا. لقد آن الأوان لنخرج بنهرنا العظيم إلي عالم أرحب وأوسع يحمل بين ضفتيه مشاريع سياحية تليق به وأعتقد ان نهر النيل يستحق بجدارة أن يكون في بؤرة اهتمامنا، ليس لأهميته فقط وإنما لأنه شريان حياتنا.