ميدان التحرير بوسط القاهرة: كان طوال الايام الاخيرة محط انظار العالم حيث اجتمع فيه مئات الآلاف من ابناء الشعب المصري من مختلف الاعمار والفئات يطالبون بالتغيير والنهوض بمصر إلي الامام وإلي مستقبل افضل يليق بمصر وبشعبها العظيم. وامام تطلعات الشعب وآماله استجاب الرئيس مبارك إلي العديد من المطالب التي رفعها المتظاهرون في العديد من المحافظات، فعين السيد عمر سليمان نائبا لرئيس الجمهورية واغلق بذلك ملف التوريث.. واقال حكومة الدكتور نظيف ليغلق ايضا ملفها. وتبدأ وزارة جديدة يرأسها الفريق احمد شفيق بما لديه من خبرة وكفاءة ونزاهة لتبدأ مهامها وسط ظروف صعبة وبالغة الدقة تمر بها مصر وشكل الرئيس مبارك لجنة دستورية تضم فقهاء دستوريين من ذوي الخبرة والكفاءة لدراسة تعديل الدستور ليتناسب مع المرحلة الجديدة واعلن الرئيس مبارك انه لن يترشح لفترة رئاسة قادمة وانه قدم كل ما يملك من جهد وعرق وعمل في خدمة البلاد منذ اكثر من ستين عاما. لقد تولي رئاسة مصر في فترة عصيبة بعد اغتيال الرئيس السادات فبدأ مرحلة جديدة من العمل الدؤوب لتعويض مافات من اهمال في البنية الاساسية في البلاد وبدأ حركة تنمية كبري وتواصلت معه المسيرة بكل مالها وما عليها وتعرضت مصر للعديد من المؤامرات سواء في الداخل أو الخارج مستهدفة انهاء استقرارها. وحين خرج شباب مصر في مظاهرة سلمية يوم 52 يناير يطالبون بالإصلاح والديمقراطية والنهوض بمصر كانت تعليمات الرئيس الترحيب بهذه المظاهرة السلمية ولابد من تأمينها حتي يعبر الشباب عن رأيه بحرية كاملة دون تدخل من الدولة. وتواصلت المظاهرات يوما بعد يوم وارتفع سقف المطالب إلي ان وصل إلي ضرورة رحيله بل اسقاط النظام ووقعت صدامات ماكان لاحد علي ارض مصر أو خارجها يتمناها وسقط شهداء وجرحي من الشباب المتظاهرين ومن رجال الشرطة ايضا فالجميع مصريون شاءت لهم الاقدار ان يكونوا في مواجهة قاسية خرجت منها كل الحسابات والتوازنات امام الانفعال والانفعال المضاد. واصبح الموقف ينذر بالخطر ليس علي الرئيس ولكن علي مصر كلها وادرك الرئيس انه لابد من الاستجابة لمطالب الشباب حقنا للدماء وللخروج بمصر من هذه الازمة التي تهدد الاخضر واليابس ونزلت القوات المسلحة إلي الشارع لتأمين البلاد بعد ان تعرضت الشرطة لانتكاسة اثرت علي امكانياتها وتزايد نزيف الخسائر في الاقتصاد بعد ان هرب السائحون مع انعدام الامن والاستقرار واغلقت الفنادق والقري السياحية ابوابها وتم انهاء عقود عمل الآلاف من الشباب.. وفوض الرئيس مبارك سلطاته كرئيس للبلاد إلي نائبه السيد عمر سليمان ليقود المسيرة واعلن انه سيظل علي ارض مصر لن يغادرها حتي يقضي الله امرا كان مفعولا.. وخرج النائب عمر سليمان ليقود المسيرة في هذه الظروف الصعبة والدقيقة ليقول »لقد دقت ساعة العمل« وعلي الجميع ان يعودوا لديارهم حتي تنتهي الازمة.. وتبدأ مسيرة الاصلاح السياسي والاقتصادي والديمقراطي لتحقيق الآمال والتطلعات في غد أفضل ومستقبل مشرق لمصرنا العزيزة ونأمل ان يتغلب الآن صوت العقل والحكمة لتتواصل مسيرة الاصلاح والتنمية علي أرض مصر.