عمال المشروع القومي للطرق : معدل التنفيذ يزداد في شهر الصيام 3٫3 مليار جنيه للأعمال الصناعية لطريق شبرا بنها الحر بينما يلجأ الكثير من أصحاب الأعمال الي تقليل فترات العمل في رمضان بحجة الصيام إلا أن المشروعات القومية الكبري مثل العاصمة الادارية الجديدة ومشروعات الطرق الكبري وغيرهم، يعمل بها ألاف العمال تحت أشعة الشمس الحارقة وهم صائمون لا توجد فرصة عندهم لتأجيل العمل.. الانضباط سيد الموقف.. فهناك أعمال ومراحل اخري متوقفه علي المراحل التي تسبقها والتي تليها وهكذا يستمر العمل ليل نهار.. في ورديات مختلفة رجال يبنون الوطن في هدوء وبلا ضجيج، أو صخب لا يعرف عنهم أحد شيئا »أخبار اليوم» عاشت معهم اللحظة وانتقلت بكتيبتها إلي مواقع العمل لتنقل للقارئ صورة لرجال شرفاء يعملون في صمت. لم يمنعهم الصيام واشعة الشمس التي تتعامد فوق رؤوسهم من القيام بالأعمال المكلفين بها واعتادوا عليها بشكل يومي في مشروع شبرا - بنها الحر والمدرج ضمن المشروع القومي للطرق، بل ازدادوا اصرارا خاصة أن الموعد المحدد للانتهاء منه خلال الأيام القليلة القادمة..مهندسو وعمال المشروع يتسابقون لإنهاء الأعمال المكلفين بها حتي وقت راحتهم الحماس والاصرار بينهم مغموس بالحب والنحاج وهو ما يجعلهم ينجزون أعمالهم بنجاح، فعندما يختلط العمل الشاق بروح الأخوة يظهر عمال مصر الذين لم يتكاسلوا يوما واحدا عن عملهم وبالرغم من الارهاق الشديد الذي يحيطهم في ايام شهر رمضان المبارك الا ان العمل لا يتوقف يوما واحدا حتي الانتهاء من الطريق تماما وتسليمه في الميعاد المحدد. »أخبار اليوم» قامت بجولة ميدانية وسط العمال والمهندسين بطريق بنها الاقليمي الجديد في البداية أكد »عم ابراهيم » رئيس العمال : ان العامل المصري يعمل ليل نهار في كل الاوقات حتي ينتهي تماما من عمله مضيفا ان العمال تعمل في شهر رمضان المبارك دون تعب بسبب التنظيم الجيد حيث يؤجلون الاعمال الشاقة لما بعد الافطار علي رأسها وضع طبقات ما قبل الرصف التي تكون شاقة جدا ويستغلون النهار في الاعمال الاقل شقاء مثل رصف الطريق وتحضير المواد والعمل بالميزان لضبط الطريق. ويكمل » ابراهيم » انه تم تقسيم العمال الي ورديتين الاولي عقب صلاة العشاء حتي ميعاد السحور والثانية تكون عقب صلاة الفجر مباشرة حتي الساعة الواحدة ظهرا وفي بعض الاحيان يظل العمل متواصلا اذا لزم الامر لتصل مدة العمل الي موعد الافطار. واستطرد قائلا : ان العمال يقضون ثالث رمضان لهم في بناء هذا الطريق مما جعل العمل خلاله بسيطا بحكم تعودهم عليه.. حيث يجتمع العمال معا لتناول وجبات الافطار ويستغلون فترة الراحة في النوم ليواصلوا العمل مرة اخري بنشاط وهمة عالية.. وعن بعض المشاكل التي تعطل العمل بسببها قال : واجهتنا عدة مشاكل في البداية كان علي رأسها نزع بعض الملكية من المواطنين بسبب بناء الطريق وبالرغم من تعويضهم بمبالغ كبيرة الا انهم كانوا رافضين في البداية خوفا من مراوغة الحكومة لهم وكانوا يحملون الاسلحة في بعض الاحيان ليمنعونا من العمل ولكن بالتفاهم البسيط تجنبا للمواجهات الشرسة استطعنا السيطرة عليهم وسرعان ما تأكدوا من جدية دفع التعويضات لهم وبدأنا العمل سريعا حتي ننجز الطريق في اسرع وقت بشرط ان يخرج بهذه الجودة. وفي نفس السياق يضيف »ثابت» احد العاملين بالمشروع ان اهم ما يميز العمل في المشروعات القومية هو تقاضي الاجر كاملا دون انقاص خاصة العمال الذين يقضون عددا كبيرا من الساعات في العمل وايضا الاوقات الاضافية التي يعملون بها يتقاضون عليها اجرا كبيرا مما يحفز العمال علي مواصلة العمل ليل نهار.. واكمل : يفضل العمال قضاء اوقاتهم في العمل بدلا من قضائها داخل السكن لأن اغلب العمال من محافظات مجاورة للقاهرة ويجبرون علي المبيت في سكن بعيد عن عائلاتهم توفيرا للنفقات.. واكمل قليلا ما نحصل علي الاجازات بسبب رغبتنا في الانتهاء من العمل في اقرب وقت وكذلك تكثيف العمل خاصة في الشهرين الاخرين.. حتي انه اذا تعطلت احدي المعدات تذهب الي الصيانة ويظل العاملون عليها متواجدين في موقع الانشاء تحسبا لأي ظرف طارئ يحدث لاحد العمال الاخرين فنكون بدلاء له في اي وقت.. واضاف اننا نقيم في اماكن قريبة جدا من موقع المشروع حتي لا نضيع الوقت في المواصلات او نقلنا من مكان لآخر ليتواصل العمل ليلا نهارا.. ويقول »عبدالرحمن» احد العمال بالمشروع ان العمل داخل المشروع ليس متعبا بالرغم من درجة الحرارة العالية في نهار رمضان بسبب تنظيم الورديات بشكل منضبط. ومن جانبه يؤكد المهندس هشام حمزة أحد مهندسي المشروع أن العمل خلال شهر رمضان لم يتوقف يوما واحدا بل إن هناك عمالا لا يتوقفون حتي وقت راحتهم وهذا بسبب الإصرار علي إنهاء المشروع مع نهاية الشهر الحالي وبالفعل لم يتبق سوي أيام ويري المشروع النور، لافتا إلي أن شبرا - بنها الحر سيخدم عدة محافظات منها القليوبية والغربية والبحيرة والاسكندرية حيث سيتم تقليل زمن الرحلة من مدينة شبرا الخيمة الي بنها لتكون 30 دقيقة فقط. واكد م. هشام ان هناك تعاوناً أيضا من قبل جهات أخري مثل هيئة التخطيط العمراني حيث قامت بتغيير مسار خطوط الغاز، وكذلك نفس الامر لابراج الكهرباء والضغط العالي حيث تم التفاوض مع وزارة الكهرباء التي رفعت احد خطوط الكهرباء والتي كانت معترضة الطريق الجديد، ويبلغ طول الطريق 38 كيلو مترا ازدواج بعدد 4 حارات لكل اتجاه وبعرض 3.75 متر للحارة الواحدة، كما يتضمن المشروع إنشاء العديد من الأعمال الصناعية علي امتداد مساره تشمل 86 كوبري ونفق بتكلفة تبلغ 3.3 مليار.. وأضاف أنه تم استحداث تقنيات وتكنولوجيا حديثة طبقت ولأول مرة في طريق شبرا - بنها الحر فقط مادة تستخدم قبل وضع طبقة الإسفلت النهائية، ومهمتها إذا حدث هبوط يكون متساويا للأرض كلها، وهذا لن يحس به المواطن أثناء القيادة مثل ما يشهده في الطرق الأخري والتي إذا حدث هبوط يحدث في جزء من الطريق فقط.