نيران الحر وعطش الصيام لم يمنعهم عن تحقيق الحلم والالتزام بالمواعيد المحددة للانتهاء من المشروع الذي ينتظره صعيد مصر بشغف لأنه سيحقق نقلة نوعية كبيرة في التنمية وتحقيق الفائض من الكهرباء. عمال من جميع محافظات مصر قدموا إلي مكان عمل مجهول، واجهوا وحشة الصحراء وفراغها، حتي مُهدت الطرق، وتوفر الماء في تنكات وخزانات، وأقيمت حمامات متنقلة وكرافانات للراحة وتغيير الملابس ومولدات للكهرباء. وبدأت ساقية العمل والتحدي تدور سريعا من أجل الالتزام بمواعيد الانتهاء من تسليم محطة كهرباء غياطة ببني سويف في الموعد المحدد لها. العمال والمهندسون، يسابقون الزمن ، يلحقون الليل بالنهار ليتموا مهمتهم، يقاومون لهيب الشمس في الصحراء البعيدة، ويحرصون علي استمرار الصيام رغم الجهد الكبير فالحلم كبير والأيادي تتسابق لتحقيقه. وفي وقت أذان المغرب، يجتمع الجميع علي وجبة إفطار تقدمها لهم الشركة في استراحاتهم. أيام معدودة ولحظات فارقة في تاريخ مصر تفصلنا عن افتتاح »محطة كهرباء غياضة ببني سويف» والتي تتوج سجل إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي بصفحة مشرقة سطرتها إرادة ووطنية العاملين بهذا المشروع القومي. »أخبار اليوم » عاشت مع العمال والمهندسين يوما كاملا في رمضان وأثناء الصيام، ورصدت الأجواء الحماسية والفرحة التي تعلو وجوه الجميع كلما اقترب اليوم الموعود الذي طالما انتظره الملايين من أبناء الشعب المصري ليحقق طفرة اقتصادية كبري في جميع المجالات الصناعية والاقتصادية والزراعية. علي مائدة الافطار تجمع عشرات ومئات العمال، وكل واحد فيهم يشعر بفرحتين، فرحة الفطر وفرحة قرب انتهاء المشروع، الاحاديث الجانبية لم تنقطع بين العمال وسط ضحكات وابتسامات تروي عطش الصائمين. في البداية تحدثنا مع المهندس وائل حمدي الذي أكد أن المحطة تتكون من 8 توربينات غازية و4 بخارية قدرة التوربين الواحد 400 ميجاوات وتعمل بنظام الدورة المركبة أي ان كل توربيني غاز يخدمان توربينا بخاريا، وتعمل الغلاية Hesrg علي انتاج العوادم الغازية وادخالها للتوربينة البخارية في درجة حرارة 400- 600 درجة سلزيوس ثم يعبر الغاز علي خطوط مياه داخل ملفات يتم تحويلها إلي بخار محمص يدخل التوربينة البخارية وهي عبارة عن 3 مراحل Lp،IP،HP للحصول علي طاقة قدرتها 400 ميجا وات للتوربينة البخارية وبالتالي تنتج المحطة بأكملها 4800 ميجا وات. وأضاف إن المحطة تعمل بنظام التبريد المغلق داخل أبراج »»ooling tower» وهو اتجاه جديد في مصر حيث إن البخار المتكاثف من التوربينة البخارية يتم تبريده لدرجة حرارة المياه العادية وإعادة دورته مرة اخري للغلاية »Hesrg»، وبالتالي يقوم باكتفاء ذاتي للتبريد. ويقول محمد سيد »عامل»: العمل في رمضان يختلف عن باقي شهور السنة، حيث حرارة الطقس المرتفعة إضافة إلي الصيام مما يجعل العمل شاقا، لكن هذا لم يؤثر علي انتظام العمل،فنحن نسابق الزمن من اجل الانتهاء من مهمتنا في الوقت المحدد.. وقد حرصنا علي ان ننقل الاجواء الرمضانية إلي موقع العمل، وفي الحقيقة نستمتع بالعمل وسط الاجواء الرمضانية الرائعة ولا سيما بعد تناول وجبة الافطار.