تخلصت الصحافة من ابرز أزماتها التي شغلت الوسط الصحفي لأسابيع طويلة تترقب حركة التغييرات بين قيادات المؤسسات القومية وكأنها الأزمة الوحيدة التي تعرقل نموها وانطلاقتها رغم علمنا جميعا عاملين وأصحاب القرار ممثلين في المجلس الوطني للصحافة بأمراض المهنة والتي تتلخص في أزمة الديون وبطالة مقنعة باتت عبئا ثقيلا علي كاهل تلك المؤسسات. لكن التغييرات الأخيرة لم تكن مرضية بالنسبة لي شأني شأن الكثيرين ولم تكن شاملة كما ردد القائمون عليها وحتي عندما غيروا جاءت التغييرات لتحرم تلك المؤسسات من جهود اناس أكثر قدرة علي العطاء ولعلي أجد مثلا واضحا في الكاتب الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس الإدارة الحالي ورئيس تحرير الأخبار السابق والذي جاءت التغييرات لتحرمنا نحن من قلم الاستاذ رزق ربما أراحت قلبه المجهد من عبء ثقيل كنت علي يقين انه يجد حياته وعشقه به حيث يجد رزق نفسه بين تلاميذه وزملائه في صالة التحرير يتابع أدق الأخبار ويجلس في تواضع يشعر حتي المتدربين انه واحد منهم وليس رئيس التحرير. كان مثل جراح ماهر ترك مشرطه وودع غرفة العمليات التي كانت مدرسة لتلاميذه يقدم لهم دروسا واقعية وفعلية، ابعاد عاشق القلم عن رائحة الحبر ولو نسبيا مؤلم لنا حرم صالة التحرير من وجوده استاذا ومعلما يعشق العناوين ويمتلك لغة رقيقة تداعب قلمه مثلما يمتلك ميسي حلول ومفاتيح الكرة ابلغني رزق أكثر من مرة انه ولد للصحافة وسيموت -متعه الله بالصحة -صحفيا لكن ابعدوه بقوانين لا تساير الواقع وعرف صنعناه ونحن الخاسرون. كنت شغوفا بمراقبته ومتابعته في رحلات جمعتنا معا لتغطية جولات رئيس الجمهورية الخارجية كنت اجده أكثر منا حرصا علي تدوين كل كلمة والانتباه والتركيز طول الوقت لايترك وريقات وقلمه لا يفارقه. رزق موهوب العقد الأخير وصاحب المقام الرفيع ومشير الصحافة مازال معنا لم يخسر كثيرا ونتمني له التوفيق في مهمته الشاقة معنا علي رأس أكبر مؤسسة صحفية مصرية ليقود انطلاقتها نحو المستقبل إلا اننا خسرناه رئيسا للتحرير. وبالتغييرات تركنا الخلوق وتاجر السعادة السيد النجار الذي جاء للمنصب بشائعة قرابته لي، وهو شرف لي لكنه غير حقيقي- ورحل عن المنصب وبقيت الشائعة ومعها احترام وسيرة عطرة وحب يسكن القلوب وللاستاذ عمرو الخياط رئيس التحرير الجديد لأخبار اليوم نقول: ربنا معاك في مهمة صعبة في زمن أكثر من حساس.