كان لزيارة بابا الفاتيكان مردود أكثر من إيجابي علي شعوب العالم بوجه عام والشعب المصري بوجه خاص. ولا يخفي علي أحد الجهود الكبيرة التي يبذلها فضيلة الإمام الأكبر لترسيخ ثقافة السلام علي المستوي المحلي والإقليمي والدولي. فأسس بيت العائلة في الأزهر الشريف ليجمع علماء الأزهر والكنيسة علي مائدة واحدة من أجل وأد الفتن في مهدها والحفاظ علي السلم الداخلي والوحدة الوطنية وعدم التمييز بين مسلم ومسيحي والتأكيد علي حرية الاعتقاد والمساواة. وكان لذلك أثر كبير علي عدم تأثر النسيج الوطني بأي عملية إرهابية تستهدف مسجدا أو كنيسة.. وكان لزيارة فضيلة الإمام للعديد من الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الدينية علي رأسها دولة الفاتيكان في مايو 2016 أثر بالغ علي العلاقات بين المسلمين وغير المسلمين. وأظهرت زيارة فضيلته لأندونيسيا مدي حب شعبها لشخص الإمام الأكبر وتقديره لمكانة الأزهر الشريف الذي عمل علي تعليم أبنائه وبناته عبر عقود كثيرة. وتعامل فضيلة الإمام الأكبر مع ملف بورما بحكمة بالغة وإخلاص واضح أدي إلي الحد من اضطهاد المسلمين في هذا البلد ومازالت جهود فضيلته مستمرة في هذا الإطار.. وكان لفكرة إرسال قوافل سلام إلي أنحاء العالم للتعريف بصحيح الدين الإسلامي وتصحيح الأخطاء المغلوطة أثر كبير في تلك المجتمعات التي تثق في الأزهر الشريف الذي يتبني الفكر الوسطي وعدم تكفير الآخر واحترام حرية التعبير.. كما كان لتطوير جامعة الأزهر في عهد فضيلة الإمام الأكبر أثره الواضح في ارتقاء الجامعة إلي العالمية ليس فقط في مجال العلوم الدينية بل في مجال العلوم الدنيوية، والدليل علي ذلك الانفتاح الكبير لكليات الجامعة علي الكليات المناظرة لها في الجامعات الأخري شرقا وغربا، وأذكر في هذا السياق الاتفاق المبرم بين جامعة الأزهر والجامعة الكاثوليكية بباريس والذي تم توقيعه أثناء زيارة فضيلة الإمام لفرنسا في شهر مايو الماضي.. ورغم تقديري لأهمية جائزة نوبل للسلام إلا أنني أري في ترشيح بعض الجهات فضيلة الإمام لنيل هذه الجائزة يمثل إضافة إلي الجائزة ومعاييرها وليس لشخص فضيلة الإمام والذي من شأنه جعل نيل هذه الجائزة صعبا علي من يحصل عليها بعده.