رئيس المنطقة الاقتصادية ل»قناة السويس» د.أحمد درويش في مائدة حوار »أخبار اليوم»: تعاقداتنا تضاعفت 13 مرة في عام واحد.. ونشهد انطلاقة سنة 2018 ميناء السخنة »ينبض» باستثمارات 170 مليون دولار علي مليون متر مربع شرق بورسعيد موقع استثنائي و»العين عليه» بعد اكتمال البنية الأساسية 4 مليارات يورو تضخها الشركات العالمية في أول مدينة »دوائية» أهالينا في سيناء أول مستفيد.. ووادي التكنولوجيا يعود للحياة علي »أشرعة» مشروعاتنا القومية.. وفي الصدارة منها المنطقة الاقتصادية حول قناة السويس.. تنتظر مصر اقتناص »صيد» كبير يتمثل في تعزيز مكانتها كدولة بحرية من الطراز الأول.. تنتصف قناتها خريطة العالم.. وتشرف علي »ناصية» شمال إفريقيا الشرقي.. حدودها الشرقية تطل علي البحر الأحمر بطول يزيد علي ألف و400 كيلو متر، بينما تمتد حدودها الشمالية علي البحر الأبيض بساحل يناهز الألف و100 كيلو مترا.. انه المشروع »الأمل»، لاستثمار موقع مصر الفريد، ومكانها العبقري في طريق التجارة الدولية من وإلي الصين والخليج العربي نحو أوروبا والعكس، ولتحويل منطقة القناة من مجرد »محصل» لرسوم العبور.. إلي مزود لكل الخدمات التي تحتاجها جميع أنواع السفن العابرة.. بل وإلي منطقة »تصنيع» عالمية يعاد منها »توزيع» السلع والخدمات علي المستوي الدولي.. »أخبار اليوم» تلتقي اليوم بالرجل الأول المسئول عن الحلم العظيم.. د.أحمد درويش رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتكشف عن حجم التحديات والصعاب و»الأنواء» التي تواجهها المنطقة.. وأين »ترسو» الآن الاعمال فيها.. ما تم »قطعه» منها.. وما تبقي؟!.. كيف ينافس ويتباري في »السباق» الدولي للمناطق المشابهة؟! دخلنا به »دوامة» الحوار.. فوجدنا لديه.. ألف »طوق نجاة».. أو ألف فكرة وفكرة بداية.. لا يعرف الكثيرون من فئات المجتمع تفاصيل كثيرة عن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس؟ أحيانا نرسل رسائل مفرطة في التفاؤل للشعب المصري، فيظن أن هناك أشياء سيتم تحقيقها قريباً جدا، وهي بالفعل سيتم تحقيقها ولكنها ستأخذ المزيد من الوقت، فالشعب المصري منذ قديم الأزل إعتاد أن يزرع المحاصيل التي تأتي ثمارها بعد فترة قصيرة من زراعتها كالقمح والذرة والقطن ولكن في حقيقة الأمر المشاريع الكبري مثل المليون ونصف المليون فدان والعاصمة الإدارية وغيرها يمكن تشبيهها بأننا نقوم بزراعة أشجار وليس محاصيل ومن لديه ثقافة زراعة الأشجار يعلم جيداً أن من يزرع شجر المانجو أو الفستق يحصد ثماره بعد العديد من السنوات، وبالتالي فإننا نحتاج الحكمة في كيفية إدارة الامور ونحتاج توافر تلك الثقافة لدي الشعب المصري، فعلي سبيل المثال مشروع إنشاء مجمع بتروكيماويات فسيتم توقيع عقد إدارة المشروع في مايو المقبل وستتم الموافقة علي القرض من قبل مجلس الإدارة في يونيو، ولكن هذا المشروع سيأخذ مابين ثلاث إلي أربع سنوات حتي يتم الانتهاء منه، وبالتالي أصبحت دائم الحرص في التصريحات وأفكر ألف مرة قبل الاعلان عن الاستثمارات المتوقعة في المنطقة أو المفاوضات والعقود التي تم توقيعها في السنة الأولي تبلغ 15 مليون دولار خوفاً من تضخم الآمال والطموحات، ولذلك أضع هذا الأمر بين يدي الخبراء ليروا كيف يمكن أن نوصل هذه الرسالة إلي الناس حتي تكون التوقعات مناسبة مع الطموحات ومتناسبة مع ما يحدث علي الارض، فنحن نعيش في سوق عالمية شرسة »الأنواء».. ولكن البوصلة تتجه نحونا. استقلال المنطقة ما أوجه التحرر الموجودة لديكم في الإدارة؟ بما يجعلكم مختلفين عن باقي المناطق المشابهة بالجمهورية.. وهل تصادفون أية عراقيل؟! أولا لابد وأن نعترف أن المنافسة الدولية بين المناطق الاقتصادية في العالم شرسة جدا والتحديات أو الصعاب والأنواء قوية جدا أيضا، لكننا كلنا ثقة في امكانياتنا، ولذلك فإن اتجاه النوايا الدولية معنا وسيظهر ذلك في المستقبل القريب، مهما كان حجم المعوقات، حيث إن المعوقات التي يمكن أن يمر بها أي مشروع يمكن تقسيمها إلي ثلاثة بنود أولا القيود والبيروقراطية وهو أمر نحن متحررون منه فلا نعاني من أي بيروقراطية أو قيود، فمايتم في مصر في شهور يتم لدينا في أسبوعين ومايتم في 60 يوما ننتهي منه في ثلاثة أيام وذلك لأننا متحكمون في الأمر، فمن ضمن الأشياء التي لانتحدث عنها هي فكرة الشباك الواحد لأن المستثمر الذي يأتي إلينا لا يتعامل مع أكثر من جهة بل يتعامل معنا فقط، فالمستثمر يسجل شركته ويحصل علي تصريح التشغيل وتصريح البناء ويقدم الدراسة البيئية من مكان واحد، أما الشق المالي فلدينا فيه تحد لأن القانون لم يضع في إعتباره الإستقلالية المالية ولم يفكر بأننا نحتاج في بداية إنشاء الهيئة إلي مبلغ مالي معين، فحتي نستثمر لابد أن نضخ إستثمارات أولا حتي يأتي لنا عائد، أما الشق الثالث وهو أن المنطقة في نهاية الأمر تعتبر جزءا من مصر وبالتالي فهي مرتبطة بالشبكة القومية للكهرباء والشبكة القومية للصرف الصحي، وشبكة الإنترنت ولدينا الكثير من المحددات المصرية التي تضطرنا للتعاون معها وبالتالي هناك تحد في النقطة الثانية والثالثة. ترتيب عالمي كيف سارت »سفينة المشروع» منذ تقديمه حتي الآن؟ وما يتم تحقيقه وما سيتم تحقيقه خلال الفترة القادمة؟ منطقة قناة السويس عبارة عن منطقتين متكاملتين، وأربعة موانئ، ويقصد بالمنطقة المتكاملة أنها حيز به ميناء ومنطقة لوجيستية ومنطقة صناعية وكذلك منطقة سكنية ويكون لها مخرج للعالم الخارجي، وهي مناطق يكون الترتيب العالمي لها مرتفعا بسبب موقعها وتقع إحدي هاتين المنطقتين واحدة في شرق بورسعيد لوجود ميناء شرق بورسعيد هناك، وأخري تقع بجوار ميناء السخنة، أما المنطقتان التنمويتان فهي مناطق داخل الدولة ليس لها مخرج للعالم الخارجي ولكنها مناطق واعدة تلعب دورا هاما في الاقتصاد القومي، وتقع إحدي هاتين المنطقتين في شرق الإسماعيلية وأخري بغرب القنطرة، وبالتالي إجمالي الموانئ 6 منهم 4 موانئ ليس لها ظهير وهي غرب بورسعيد والأدبية والطور والعريش، وهذه الموانئ الذي ليس لها ظهير تعتبر أصلا من أصول الدولة إذا تمت إدارتها بحكمة يمكن لها أن تساهم في الاقتصاد القومي، فعلي سبيل المثال فميناء بيريوس في اليونان الذي نتنافس معه هو ميناء ليس له ظهير، وبالتالي فهذه الموانيء الأربعة من الممكن أن نتحدث عنهما من خلال ثلاث وجهات نظر أولا ماهي البنية الأساسية التي تحتاجها، ثانيا ماهي العقود الذي تم توقيعها بالفعل حتي يأتي المستثمرون للمكان؟ ثالثا : ماهي العقود التي يتم التفاوض بشأنها والتي نطمح أن يتم إنجازها؟. العين السخنة ما موقف ميناء ومنطقة العين السخنة من المشروع؟ إذا بدأنا بالتحدث عن السخنة.. فالبنية الأساسية في العين السخنة كانت مقبولة نوعا ما فيوجد بها خطوط كهرباء وخط مياه، كما يوجد بها بعض الشوارع فهي منطقة كان بها جزء صناعي، ومن هنا فهي أولي المناطق التي أعطيناها اهتماما عاجلا في السنة الأولي، فبخصوص البنية الأساسية يتم عمل خطة كاملة لمجابهة السيول لكونها منطقة سيول، ونحن اليوم نقيم بالمنطقة العديد من الصناعات فلا نستطيع المغامرة بهذا، ويتم وضع هذه الخطة بالتعاون مع المركز القومي لبحوث المياه ومن خلال قطاع إدارة المشروعات وضعنا خطة متكاملة لمجابهة السيول يتم تنفيذها الآن. وبالنسبة للكهرباء فإن الدولة لديها فائض من توليد الكهرباء في معظم الأحيان ولكن عندما نطلب كهرباء يقال أنها موجودة ولكن يكون هناك صعوبة في توصيلها وبالتالي فنحن نحتاج أن نعمل علي الشبكة القومية لتوصيل الكهرباء، فخلال السنتين الماضيتين كان الشعار هو إنشاء محطة توليد كهرباء أما في السنتين القادمتين الشعار سيكون إنشاء شبكة قومية للكهرباء، ونعمل حالياً علي تعاقد بخصوص محطة لتحلية المياه خاصة وأننا نتوسع زراعياً ونزداد سكانياً فأصبح من المفترض أن نلجأ في المناطق القريبة من البحار إلي التحلية، كما ان هناك مفاوضات حالية وتعاونا بيننا وبين القوات المسلحة ومحافظة السويس بخصوص الجزء الخاص بمعالجة المياه والصرف الصحي. وبخصوص شبكة الألياف الزجاجية والإنترنت هناك نموذج جيد وبالتالي فلا نحتاج أن نضخ أموالا في هذا المجال ولكننا نحتاج لأن ننظم العملية بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الإتصالات، كما نحاول أن نري ما العلاقة التي تربط بين المنطقة الصناعية كمنظم ،والشركة التي ستنشيء الشبكة، والمشغل الذي سوف تخدمه الشبكة، والمطور الصناعي والمستفيد النهائي، فنعمل علي تنظيم العملية بين هذه الأطراف الخمسة، وبالتالي فموقف البنية الأساسية في السخنة نستطيع أن نصفه بأنه جيد جدا. أما شمالا في القنطرة غرب فهناك تعاقد مع المقاولين العرب لتجهيز 197 فدانا والتي نقوم بتجهيزها بالمرافق تجهيزا كاملا لأننا ننوي أن نجعلها منطقة للصناعات الصغيرة والمتوسطة، وبالتالي نريد توصيل مياه وكهرباء وصرف صحي للمواطن حتي باب ورشته. وماذا عن شرق الإسماعيلية؟ وعلاقتها بالمشروع؟ في شرق الإسماعيلية لدينا جزء من الأرض تم تجهيزه بالبنية الأساسية وهو جاهز الأن لدخول المستثمرين، أما منطقة شرق بورسعيد فتشهد أضخم وأكبر مشروع في مصر، فهناك مشروع بناء 5000 متر أرصفة وحوائط في الميناء وهو يعتبر من أكبر المشاريع ويعمل به 9 مقاولين لأنه ثاني أكبر مشروع يبلغ 3000 متر، يدير هذا المشروع الضخم الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بحرفية شديدة للإشراف علي التسعة مقاولين وكلهم مصريون ويتم في ذات الوقت في شرق بورسعيد تمهيد التربة بمساحة حوالي 16 ونصف المليون متر مربع، منها 16 مليون متر المربع في المنطقة الصناعية ونصف مليون متر مربع في المنطقة اللوجيستية، فالأرض هناك رخوة وتحتاج معالجة خاصة وهو ما سيحقق عائدا أعلي من التحرك بعيداً عن الميناء، ففكرة أن تكون الأرض مجاورة للميناء يجعل سعرها أعلي بكثير من أن تكون بعيدة عنه، ويتم أيضاً إنشاء محطة تحلية مياه بقدرة أضخم من الأخري الموجودة في العين السخنة لأنها ستخدم علي المنطقة الاقتصادية والمدينة التي سيتم إنشاؤها من قبل الحكومة المصرية وهي المدينة المليونية الواقعة شرق بورسعيد. الأولويات ما أولويات عملكم بالمنطقة؟ لقد كنا نركز في السنة الأولي علي أمرين هامين أولا أن نضع أنفسنا علي الخريطة، كما كنا نركز علي الصناعات الثقيلة والمطورين الصناعيين للمنطقة الصناعية في العين السخنة لأنها المنطقة التي يتوافر بها بنية أساسية جاهزة للمستثمر، علي عكس بورسعيد التي نقوم فيها بالتركيز علي المستثمر الذي ليس لديه مانع في أن يبدأ مشروعه بداية 2018 او 2019، وقد نجحنا في وضع أنفسنا علي الطريق فقمنا بعمل أكثر من 70 لقاء مع تجمعات رجال الأعمال، وفي إطار تعاقداتنا في الصناعات الثقيلة والمطورين الصناعيين قمنا بعمل تعاقدات في المنطقة الجنوبية من السخنة علي 32 مليون متر مربع وهو يعتبر رقم يفوق التوقعات، وبعض هذه العقود كان يتم التفاوض عليها منذ أربع سنوات ولكننا نجحنا في الإنتهاء من بعضها في ثلاثة أسابيع وأخري في ثلاثة شهور فقط، فنحن مفاوضون جيدون ولدينا القدرةعلي إتخاذ القرار وهو ماساعدنا في سرعة إنهاء هذه العقود، ومعظم هذه العقود إما صناعات ثقيلة أو مطورون صناعيون، وكانت أهم الصناعات الثقيلة هي إنشاء مجمع بتروكيماويات، ومجمع صناعات رخام وتبلغ مساحته مليون متر مربع وهو يعتبر علامة علي اننا نسير علي الطريق الصحيح خاصة أن مصر منذ أكثر من 300 سنة تستخرج الرخام وتصدره خارج مصر ليتم له عملية تجلية وتصنيع ثم نقوم بإستيراده مرة أخري، كما أن لدينا مطورين صناعيين أشهرهم ال 6 ملايين متر التي كان يتم التفاوض معهم خلال 3 سنوات، ولدينا مطور آخر علي قطعة أرض. تسعير الأراضي ما سياسة تسعير أرض المنطقة؟ وهل يسمح فيها بالتمليك؟ ومن ضمن الأشياء غير المسبوقة التي تمت في المنطقة هي تسعير 461 كيلو مترا، فنص القانون لايسمح بالبيع ولكننا نعطي الأرض بحق إنتفاع للمستثمر لمدة 50 سنة أو أقل طبقاً لرغبة المستثمر، وقد بحثنا في كل الشركات والمكاتب الإستشارية المسجلة لدي البنك المركزي وهيئة الرقابة المالية وقمنا بعمل مناقصة بينهم ووقع الإختيار علي ثلاثة منهم، وأصبح لدينا ثلاث شركات ذات خبرة عالية كل منهما يعمل بشكل مستقل عن الأخر ويقوم بتسعير الأرض بناء علي 29 معيارا مختلفا سواء كانت القرب من الميناء، مدي صلاحية الأرض، المرافق الموجودة.. ومايؤكد علي أن ماتم له مصداقية هو أن الفروق مابين أرخص سعر وأعلي سعر لاتزيد عن 10 أو 12 سنتا أمريكيا، فأصبح لدينا شفافية كاملة، وهذا الجدول يتحرك بطريقتين وهو إذا قام مستثمر ما بالتعاقد معنا اليوم فعلي مدار الخمسين سنة هذا الرقم يتحرك وفقاً لمعدل التضخم والعائد علي الإستثمار.. أما الأمر الثاني هو أن هذا الجدول يتغير دورياً لأن هذه المنطقة عندما تنمو من الممكن للارض التي كان سعرها دولار ونصف يصبح سعرها 2 دولار ونصف، فهناك فرق بين كيف يتحرك الجدول سنوياً إذا قام المستثمر بالتعاقد معي وبين ماسيكون شكل الجدول بعد سنتين دراسة المنافسين كيف تتم؟ وبخصوص ماهو قادم في السنة الثانية بالعين السخنة، نقوم بالتركيز علي الصناعات المتوسطة والصناعات الخفيفة وقمنا بعمل دراسة متكاملة علي كل الصناعات الموجودة في خطة مصر 20/30 والموجودة في الخطة الإستراتيجية لوزارة الصناعة، بحيث نبحث في أي مكان نتنافس ومع من نتنافس حتي نستطيع جذب المستثمرين ومعرفة مااللغة التي نتحدث بها مع هؤلاء المستثمرين بإختلاف مجالاتهم وما المتطلبات الخاصة واللازمة لكل منهم فالعاملون بالصناعات الثقيلة يختلفون عن العاملين بالإلكترونيات أو الملابس الجاهزة او السيارات وهكذا. كما ننظر الي سعر المنتج النهائي ونقوم بحساب هذا السعر كالأتي مثلاً 55% من سعره مواد خام و20% من سعره عمالة و40% من سعره طاقة ونبدأ بعمل مقارنة بيننا وبين 17 منطقة اقتصادية أخري سواء علي مستوي الشرق الأوسط أو دولياً، وبعدها نبحث هل هذه المادة الخام موجودة في مصر أم نقوم بإستيرادها، وكذلك سعر العمالة المدربة بالمقارنة بأسعار العمالة في ال17 منطقة الأخري بحيث نصبح علي علم بنقاط الضعف والقوة الموجودة لدينا عند التفاوض مع المستثمرين، وأول صناعة بدأنا بها هي صناعة الأدوية فنريد عمل منطقة تبلغ مساحتها 4 ملايين متر مربع في المنطقة الشمالية من السخنة باستثمارات تضخها شركات الأدوية العالمية قيمتها 4 مليارات يورو وميزة هذه المنطقة أنها ورقة بيضاء علي عكس المنطقة الجنوبية التي يوجد بها بالفعل مصانع ولذلك قمنا بترويج الصناعات الثقيلة بالمنطقة الجنوبية لأن لها سمعة جيدة، أما المنطقة الشمالية فسوف نبدأ بها منظومة جديدة في مصر تسمي منظومة التجمعات، فالمناطق الصناعية الموجودة في مصر كلها مناطق صناعية عامة فنحن نحتاج إلي استقطاب الاستثمار ونريد توفير فرص عمل، لأن أهم شيء لدي الشعب هو فرص العمل، ومن هنا فستصبح المنطقة الشمالية للعين السخنة وشرق بورسعيد منطقة تجمعات لصناعات الأدوية ولن يتم بها إنشاء أي صناعات غير الادوية أو مستلزمات صناعات دوائية كالتغليف والتعبئة وأدوات طبية وبالتالي سيصبح ترتيب هذه المنطقة الدولي أعلي بكثير لكونها منطقة متخصصة لها سمة معينة وأول مشروع بها سيكون للصناعات الدوائية وهو في إطار التفاوض مع مطور صناعي. تعاقدات أجنبية كيف يتم النظر إلي امكانيات وخصائص كل جزء أو ميناء من المنطقة ككل؟! بخصوص القنطرة غرب حالياً نتفاوض مع شركتين لإدارة منطقة الصناعات الصغيرة والمتوسطة التي تبلغ 197 فدانا مرحلة أولي 110 أفدنة كمرحلة ثانية، فسياستنا وإستراتيجيتنا أننا ليس لدينا رغبة في تعيين موظفين ليقوموا بتجميع الشكاوي الخاصة بالكهرباء والمياه لذلك سنجلب شركة تقوم بإدارة هذه المنطقة بحرفية، وفي ذات الوقت قمنا بعمل عدة إتفاقيات مع بنوك مصرية لتمويل هذه الصناعات. وفي شرق الإسماعيلية لدينا أكثر من طلب علي موضوع إنتاج الألواح المولدة للطاقة من الشمس ولكن حتي الأن لايوجد بهذا الشأن شيء في إطار التفاوض الجاد نتيجة أن المستثمر ينتظر إنشاء النفق وإنشاء المدينة الجديدة حتي يصبح هناك سكن للعاملين. أما شرق بورسعيد فسنقوم في شهر مايو المقبل بتوقيع أول عقد مع مطور صناعي، ولدينا تفاوضات مع المجموعة الأسبانية حتي يقوموا بمساعدتنا في الجزء الخاص باللوجيستيات، كما لدينا ثلاثة تفاوضات تتم في الميناء، فالخمسة آلاف متر حوالي 5 أرصفة منها رصيف للسيارات. أما التفاوض الثاني فيتم مع هيئة موانيء سنغافورة وشركة سي إم أي لرصيف حاويات، وهذه الهيئة هي الأكفأ علي الإطلاق في العالم من حيث الزمن الذي تستغرقه حتي تتحرك الحاوية وكذلك أقل عدد حوادث في العالم. أما التفاوض الثالث مع مستثمر إماراتي ويتبقي رصيفان للاستخدام العام وهما مفتوحان للتفاوض. وفي غرب بورسعيد هناك شبه تفاوض مع شركة إم سي للتعاون مع شركة حاويات بورسعيد، فالقضية ليست قضية معرفة بل هي قضية تمويل لأننا إذا تعمقنا من الممكن أن ينهار الرصيف وبالتالي فلابد من عمل حائط جديد، وكذلك المسألة تكمن في أن يكون لديك شركة شحن جيدة وهو مانعمل عليه حالياً. وفي العريش يتم بناء رصيف جديد، فطوابير الإنتظار للمراكب تصل من 7 إلي 10 أيام وبالتالي فانني إذا استطعت رفع قدرة الميناء ل 30 ألف طن فكافة مصانع الأسمنت سوف تنقل عبر الميناء بدلا من نقل الأسمنت علي عربات النقل لأنها بذلك توفر تكلفة الوقود والسائقين والسيارات، وفي الطور نحاول البحث عن التعاقدات التي نستطيع الدخول فيها، أما المنطقة الصناعية اللي تقع خلفه فنبحث حالياً عن كيفية الاستفادة منها حيث إننا نريد تهيئة الطور وتلبية إحتياجات المنطقة الصناعية بجنوب سيناء. وماذا عن التحالف الياباني ورصيف تداول السيارات؟ شرق بورسعيد جوهرة لأن به ميناء تخدم عليه المنطقة اللوجيستية، وتقع خلفها مباشرة المنطقة الصناعية، فنحن نتحدث عن ثلاث خطوات أساسية نبدأ بالميناء الذي يقوم بأمرين هو التخديم علي السوق المحلي فالسيارات تأتي الميناء علي حاملة سيارات كبيرة ثم يتم تفريغها ووضعها علي حاملة سيارات صغيرة ليتم توزيعها علي المنطقة، والأمر الأخر هو وجود صناعة سيارات في المنطقة وبالتالي فأنا بحاجة ماسة إلي رصيف كهذا. وماذا عن وادي التكنولوجيا في الإسماعيلية؟ جزء من هذه المنطقة كانت الدولة قد أعدت البنية الأساسية فيها منذ سنوات طويلة علي أساس أن تستقبل المستثمرين، ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود وسيلة انتقال من البر الغربي إلي الشرقي غير المعدية، وبالتالي كان المستثمرون يرفضون وضع أموالهم هناك حيث أن المستثمر إذا قام بإنشاء مصنع سيقيم العمال في الإسماعيلية وبالتالي فستكون هناك صعوبة في تنقلهم إلي المصنع يومياً، ولحل هذه الأزمة يتم حالياً بناء مدينة بإسم شرق الإسماعيلية الجديدة وفور أن يتم إستكمال بنائها ستحدث طفرة في هذه المنطقة وسيأتي لها المستثمرون من كل أنحاء العالم، خاصة وأنها مؤهلة لأن تكون بها مصانع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية. في تقديركم.. من أول المستفيدين من المنطقة اقتصاديا؟! بدون شك هم أهالينا في سيناء الحبيبة التي نحتفل خلال أيام بعيد تحريرها كاملة في 25 ابريل الجاري.. بالاضافة إلي عودة الحياة مرة أخري لمشروع وطني مهم للغاية كما اسلفت وهو وادي التكنولوجيا شرق القناة داخل أرض سيناء مقابل مدينة الإسماعيلية. مضاعفة العقود هل هناك حسبة ما توضح مدي مساهمة العائد من منطقة قناة السويس في الناتج القومي المصري ؟ تم عمل دراسة بدار الهندسة سنة 2015 والتي تبين المردود الإستثماري للمنطقة والنسبة من الناتج القومي الإجمالي وفرص العمل المتوقعة لرؤية 20 / 30، لكن هناك مؤشر مهم للغاية يشير لحجم الانجاز الذي تحقق خلال العام الماضي فقط حيث تضاعفت التعاقدات لنحو 13 مرة عما سبقها، وسترتفع وتيرة التعاقدات اكثر خلال العام القادم 2018 بعد اكتمال باقي البنية الأساسية خاصة الأرصفة الجديدة بالموانئ. وماذا عن مخطط بناء المنطقه الاقتصادية من حيث المشروعات التي يتم تنفيذها وفرص العمل المتوقع أن توفرها هذه المشروعات والجدول الزمني لها؟ عندما يكون الموضوع له علاقة بأعمال سيقوم بتنفيذها مقاول سواء كان مدنيا أو تكنولوجيا معلومات، تكون هناك ثقة أن المشروع له وقت انتهاء محدد، وما نحن بصدده هو خطة ترويجية لاستقطاب وجذب الاستثمارات ثم تفاوض علي هذه الاستثمارات، فدائما يوجد هاجس بإن هناك نسبة نجاح يجب التفاوض عليها ونسبة ثقتنا في تنفيذ المنطقة الاقتصادية أكبر من نسبة الثقة في تنفيذ مشروع له بنيه أساسية محددة، وهناك عددا من الصناعات التي ننوي استقطابها، وتم الانتهاء من حجز أراضي المنطقه الجنوبية للصناعات الثقيلة، وننوي الان التوسع في غرب المنطقة، أما بالنسبة للمنطقة الشمالية فنستهدف عدد من الصناعات، ففي منطقة القنطرة غرب، نستهدف عدة صناعات ثقيلة، وإنشاء تجمعات سكنية لخدمة الدلتا، بجانب الصناعات الصغيرة والمتوسطة. أما في شرق بورسعيد، وهي منطقة استثنائية جغرافيا فنستهدف صناعة السيارات، وصناعة الملابس والادوات الرياضية، والصناعات الهندسية، سواء المتوسطة او الخفيفة، والحقيقة أن أول عقدين هما أصعب عقدين لانك تقول للمستثمر أو المطور تعال أسكن، وجيرانك موجودون، أما العقدان الثالث والرابع فتكون المهمة سهلة لاننا نقارن بها. لذلك فإن »عيون المستثمرين» عليها ولكن الأمر مرهون باكتمال البنية الأساسية فيها.