بقلم : إيمان أنور imanwar 123 @ yahoo.com أي مشاهد عابر للفضائيات.. يلحظ دون أدني جهد أو عناء هذا اللوبي الإعلامي الذي ينتشر ويستشري هنا وهناك في القنوات المصرية والعربية الخاصة المفتوحة والمشفرة.. أقصد هذه الوجوه المتكررة التي تلوك بأحاديث وحوارات وثرثرة لخدمة قضايا بعينها وفق أجندة معدة ومدروسة.. لا أبالغ إذا قلت إن نفس الكلمات والآراء نسمعها في برنامج علي هذه الفضائية ثم بضغطة في ثوان علي جهاز الريموت كونترول إلي فضائية أخري نري وجها آخر من "الشلة" يروج لنفس الأفكار والمعتقدات.. والغريب أن هذه البرامج التلفزيونية مما يطلق عليها "التوك شو" يترك مقدموها العنان والمجال مفتوحا للضيف (المطلوب) ليدلي بدلوه دون مقاطعته وإن بدا الأمر غير ذلك نتيجة لحرفية المذيع أو المذيعة الذي ترتسم علي وجهه ملامح الإمتعاض المصطنعة فينطلق منتقدا الأفكار المطروحة والتي في واقع الأمر تستهدف إعطاء الضيف الفرصة علي طبق من ذهب للدفاع عن قضيته الضالة.. لتحقيق الهدف الأساسي من كل الهالٌمَة والطبخة المحبوكة بالبهارات والشطة.. وهي التأثير علي الرأي العام وتغذيته بأفكار مسمومة مدفوعة الأجر.. تخدم قضايا غير وطنية.. لا أستطيع مواراة أو مواربة مشاعر الغيظ والغل التي تنتابني كلما تابعت هذه البرامج الموجهة لاستقطاب عقل وقلب المشاهد البسيط وغسل مخه بأفكار مغموسة في الوحل إلي درجة انتفاضته وتجاوبه بالمشاركة علي الهواء بالتعليق عبر خط أرضي مدفوع لصالح البرنامج المشبوه.. لا أقول إن الدنيا وردية وأن مجتمعاتنا تعيش في رغد بعيدا عن السلبيات.. لا أنكر أن هناك من يعانون كل يوم بحثا عن لقمة العيش.. بس مش للدرجة دي ولا بهذه النظرة السوداوية التي تنضح كراهية وحقدا.. ولمصلحة من اختزال حياتنا اليومية في سلبيات واختيارها بصورة إنتقائية تجعلنا نغلي فوق صفيح ساخن!.. وهل أصبح دور برامج التوك شو تسليط الأضواء فقط علي كل ما هو غث.. وهل نصب هذا اللوبي الإعلامي المريب نفسه قاضيا يحكم بالإعدام أو بالمؤبد.. وينزل بصولجانه ويذبح المسئول الضحية؟.. للأسف.. أن بعض المسؤلين ممن ترتعش أياديهم أصبحوا يستجيبون بالرد علي الهواء علي اتهامات قد تكون وهمية ربما بسبب إفلاس مثل هذه البرامج التي تطل علينا كل يوم في إيجاد موضوع أوقضية شائكة من العيار الثقيل فلا سبيل إلا بافتعالها لجذب المشاهد فقط لا غير! ونجد هذا المسئول يرتدي روب المحاماة دفاعا عن نفسه خوفا من أنياب المذيع اللدود!! يا ناس ياهوه.. يا إعلاميي الفضائيات.. رفقا بنا قليلا وكفي استغفالا لعقولنا فقد سئمنا هذه التمثيليات حتي ولو كانت محبوكة!