علي ما يبدو أن السياسة الأمريكية نحو شرق أوسط جديد، مازالت تسير في طريقها لتحقيق مآربها في إعادة صياغة ميزان القوي بالمنطقة، تنفيذا لمخططها الصهيوأميريكي، الذي رسمته، وأعملت أدواتها الشيطانية علي وضع سيناريوهات لتحقيقه، تبدلها في إطار التمويه المتعمد للتضليل! المخطط الصهيوأميريكي، بدأ آلياته بالغزو العراقي للكويت، مرورا بحرب الخليج، واستتبعها بالحرب العراقية الإيرانية، ثم الغزو الأنجلو أمريكي للعراق، وما صاحبه من استنزاف ونهب لثروات المنطقة، وزرع الحقد والضغينة، وتحطيم القوي! وامتد سيناريو المخطط الصهيوأميريكي ليثير القلاقل في اليمن والسودان، في تكرار هو الأقبح للمشهد الهزلي أثناء الغزو الأنجلو أمريكي للعراق، ولكن بشكل مختلف، حيث انفصال الشمال عن الجنوب، لتنقسم السودان إلي دولتين، وإفشاء ثقافة التقسيم، تمهيدا لتكرار الانقسام، يصحبه أياد عابثة تمتد لنهب الثروات، بدعوي الحرية والديموقراطية، التي نهبت بهما ثروات العراق، من قبل! ولم تكتف شيطانية المخطط الصهيوأميريكي بما حققه في العراق، وما توصل إليه من خطوات علي طريق انفصال شمال السودان عن جنوبه، والمستقبل الغامض الذي يؤرق مصر في تأمين حصتها في مياه نهر النيل، لتمتد الأيادي الشيطانية الصهيوأميريكية لتزيدها عبثا، وتعمل علي تصدير الأزمات لمصرنا الحبيبة، وتنشط أدواتها في محاولة منها لضرب الوحدة الوطنية، في إثارة منها لفتنة طائفية بالتفجير الذي أحدثته بكنيسة القديسين بالإسكندرية، وما تبعها من زرع أوهام في نفوس المسيحيين، بالمخالفة للواقع الذي نعيشه علي أرض الكنانة، من وحدة للصف المصري. المخطط الصهيوأميريكي يهدف في المقام الأول إلي ضرب مصر، وهو ما يجعله يحاول زرع الاحتقان بين طوائف وفئات المجتمع المصري، تارة بالتفرقة بين الرجل والمرأة، بدعوي نصرة المرأة، ورفع الظلم عنها، وتارة أخري بمحاولته هدم العلاقة بين المسلم والمسيحي، وهو لن يتحقق، لكونهما نسيجاً واحداً لايمكن تفريقه. ما أقبحها من صهيوأميريكية!.. أليس من واجبنا الآن، أن نتكاتف جميعا لمواجهة تلك المؤامرة؟!.. حقا لقد آن الأوان، فمصر للمصريين، وليست للمدعين.. أليس كذلك؟!