005 مليار دولار يعني 005 ألف مليون دولار.. وبالمختصر المفيد »كنز« حجمه نصف تريليون دولار.. ! هذا الكنز نجح المهندس رشيد محمد رشيد في فتح أبوابه واستطاع أن يحشد أصحابه ويدعوهم إلي مصر في مبادرة عربية لرجال الأعمال من الوزن الثقيل، هي بكل المقاييس »ضربة معلم« من وزير التجارة والصناعة والقائم بأعمال وزير الاستثمار. هذه المليارات هي حجم استثمارات 72 من المليارديرات العرب من أصحاب ورؤساء شركات استطاعت العبور باستثماراتها إلي المستوي العالمي وتقطع شوطاً كبيراً وطويلاً في العمل الاستثماري بمختلف القطاعات خاصة تلك التي ترتبط بالمرافق والبنية الأساسية. ومن هنا جاءت المبادرة من المهندس رشيد حيث تتجه مصر برغبة قوية إلي طرح مشروعات محددة في هذا القطاع الحيوي للتنفيذ بمشاركة كبار المستثمرين العرب والمصريين علي حد سواء. ويكفي للتأكيد علي أنها ضربة معلم من الوزير تلك الأسماء التي ضمها الحشد الكبير والذي تنوعت الدول العربية القادم منها. لقد كان هناك عبدالرحمن الزامل وحسين الشبكشي والشيخ عبدالله صالح كامل والشيخ محمد بن سليمان الراجحي وكان هناك الشيخ بدر ناصر الخرافي، كما تواجد الشيخ خالد بن زايد آل نهيان ومحمد الشايع ومحمد العبار وفراس طلاس والشيخ مبارك المنصوري وسليمان المهيدب وفؤاد الغانم، كل هؤلاء كان معهم أيضاً كبار من مصر مثل المهندس نجيب ساويرس وأحمد السويدي وياسر الملواني الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية »هيرميس«. هذه المبادرة من رشيد استهدف منها في الأساس - كما قال - ترجمة رغبة قوية في إيجاد صوت مسموع وواضح لرجال الأعمال العرب أمام القمة الاقتصادية العربية المزمع عقدها في شرم الشيخ يوم 91 يناير الحالي. وما يبعث علي الأمل - كما أشار الوزير - وجود شركات عربية أخري تلاحق هذه الشركات وتقلدها وكل ذلك يصب في خانة دعم الاستثمارات العربية. وأضاف رشيد محمد رشيد مؤكداً أن معظم الدول العربية تعمل في إطار فكر اقتصادي متشابه تقريباً أساسه السوق الحر، وهذا ما يسهل عمل الشركات.. ورغم ذلك - كما قال - مازلنا في بداية الطريق. وقال إن القمة الاقتصادية السابقة بالكويت أصدرت العديد من القرارات والتوصيات ولكن العبرة بالتنفيذ. وقد اتفق علي أن يكون للشركات العربية الكبري صوت موحد أمام القمة القادمة في شرم الشيخ. كما اتفق علي أن يكون هناك منتدي يمثل تلك الشركات يجتمع مرتين سنوياً.. وأضاف رشيد قائلاً إن الحكومات العربية تحتاج إلي صوت يشاركها بفاعلية في النمو الاقتصادي. ثقافة العيب كلام رشيد محمد رشيد عن أهمية تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه خلال مؤتمرات القمة أكده الشيخ عبدالرحمن الزامل رئيس مجموعة الزامل السعودية عندما قال بالحرف الواحد: عندما تقرأ قرارات القمة تجدها رائعة.. ولكن المهم هو التنفيذ! وأضاف مشيراً إلي أهمية دور القطاع الخاص في إقامة وتطوير المشروعات فقال: إن ذلك القطاع هو أكبر القطاعات التي توفر فرص العمل.. ومرة أخري يؤكد: أهم من هذا وذاك التنفيذ.. ومتابعة التنفيذ. ونفس الشيء أكده محمد العبار عندما قال: إن تجمع هذا الحشد الكبير من رجال الأعمال العرب بالقاهرة هو بداية مهمة بل بداية مُلحة.. علي الأقل لإبداء رأي القطاع الخاص أمام الحكومات العربية. أما محمد الشايع فقد تطرق في حديثه إلي قضية ثقافة العمل وما يحدث من الخريجين بالدول العربية الذين يرفضون العمل في بعض الوظائف ويعتبرونها وظائف »عيب«! وقال إن عشرات المليارات من الدولارات تخرج من الدول العربية إلي العمال الأجانب الذين يعملون بها في صورة أجور! وأضاف مؤكداً أهمية تغيير ثقافة »العيب« لدي الشباب العربي مع الاهتمام بالتدريب والتعليم ونبذ تلك الثقافة التي عفا عليها الزمن. وبدوره أكد فراس طلاس أن التجمع الاستثماري العربي بالقاهرة يمثل رسالة لكل الدول العربية تشير إلي أن القطاع الخاص هو شريك أساسي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدول العربية. وقال طلاس إن القطاع الخاص العربي يوجه أيضاً رسالة للحكومات العربية تؤكد أنه يؤمن بدوره في التنمية ويضع هذا الهدف قبل الربح. مبادرة تاريخية هذا وقد وصف حسين الشبكشي رئيس مجموعة الفطيم مبادرة رشيد محمد رشيد بأنها »تاريخية« وقال إنه يعني ما يقوله بكل صدق. وأضاف أن التجمع الاستثماري العربي الكبير بالقاهرة يهدف إلي تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالدول العربية. ولم ينس الشبكشي أن يطالب في حديثه بتغيير الصورة السيئة لرجال الأعمال والمستثمرين في الأعمال السينمائية وغيرها، وقال إن رجال الأعمال هم الذين يوفرون فرص العمل ويفتحون أبواب الرزق أمام الشباب وهم المشاركون بقوة في برامج التنمية الاقتصادية. وبالطبع جاء حديث المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة أوراسكوم تيليكوم ليضفي علي اللقاء مسحة من الفكاهة لكنها واقعية في نفس الوقت عندما قال إنه - وغيره - يدرك صعوبة العمل العربي الجماعي، لكنه - كما قال - يري أن مهمة رجال الأعمال العرب أسهل وبالتالي يمكن أن يحققوا ما فشل فيه السياسيون! وأضاف قائلاً إنه لتحقيق ذلك لابد من إزالة العوائق أمام القطاع الخاص. وكرر نجيب ساويرس ما قاله رشيد من أنه لا يمكن إجبار أي دولة عربية علي تغيير فكرها الاقتصادي إلي أسلوب اقتصادي آخر.. وأشار إلي أن هذه الدول ربما تغار من الدول التي تحررت اقتصادياً. وقال ساويرس إن العديد من الدول العربية تحررت اقتصادياً وقطعت كل الحبال مع الاشتراكية إلي غير رجعة.. وهذا أمر مشجع. ووصف كل من أحمد السويدي وعبدالله صالح كامل المبادرة بالتاريخية والعظيمة وأكدا أن فكرة تأتي من رجل بحجم وعقلية المهندس رشيد محمد رشيد سوف تؤتي ثمارها. كما أكدا مشاركة القطاع الخاص في التنمية الاقتصادية. وهو نفس الأمر الذي أكده ياسر الملواني الرئيس التنفيذي للمجموعة المالية »هيرميس« حيث قال باختصار شديد: »هذا يوم مهم«. وأضاف مشيراً إلي إنه سيتم تكوين مجلس استشاري لمساعدة القادة والسياسيين العرب في تحويل حلم السوق العربية المشتركة إلي حقيقة.. وليكن ذلك خطوة.. خطوة. وأضاف الملواني مشيراً إلي أنه لأول مرة تكون هناك آلية محددة ولأول مرة يجد القطاع الخاص هذه الرعاية من الحكومات في سبيل توصيل أفكاره إلي القادة العرب. هؤلاء وهؤلاء جاءت كلمات لتعبر عن كون مبادرة رشيد مبادرة إيجابية للغاية. وبعد.. تبقي ملاحظة هامشية تتعلق باللقاء الذي حدث يوم الاثنين الماضي بين المليارديرات العرب ورجال الإعلام حيث تم تخصيص قاعة صغيرة للغاية »شبر في شبر« حشر داخلها الوزير ومساعدوه مثل د. سميحة فوزي ورجال الأعمال العرب والصحفيون وكاميرات التليفزيون ليصبح الجميع وكأنهم داخل زنزانة.. ربما من باب الحرص علي »الكنز« إياه الذي يملكه المليارديرات!