شنت بعض وسائل الاعلام الامريكية المعروفة بارتباطها بالتيار اليميني المتطرف مؤخرا حملة هجوم ضد مصر بدعوي الحرص علي تنمية الديمقراطية ثم صعدت هذا الهجوم مع انعقاد الانتخابات البرلمانية في مصر وعلي الرغم من انفجار فضيحة تسريب الوثائق الامريكية عبر موقع ويكيليكس وهي الفضيحة التي شغلت جميع الاوساط السياسية حول العالم وستظل كذلك لسنوات قادمة فقد وجدت بعض الصحف ووسائل الاعلام الامريكية وقتا لتمارس فيه هدفها المريض بتناول الوضع في مصر بصورة سلبية وتقوم هذه الحملات باستخدام الجهات الرسمية الامريكية مثل البيت الابيض ووزارة الخارجية لدعم ما تعرضه من سلبيات ومن المعروف ان الادارة الامريكية تتمسك بان استراتيجيتها تقوم علي دعم حقوق الانسان ونشر الديمقراطية وبالتالي فانها لا تغفل مناسبة الا وتصدر بيانا يدعو الي دعم الديمقراطية والحفاظ علي حقوق الانسان وكانت ادارة الرئيس السابق بوش قد استخدمت شعار الديمقراطية وحقوق الانسان كستار لحجب ما اقدمت عليه من انتهاك لنفس هذه القيم وكان الرئيس السابق بوش لا يشعر باي حرج وهو يتحدث الي قادة الدول علنا معطيا دروسا فيما لا يدركه عن الديمقراطية وحقوق الانسان. الا ان هذا الاسلوب خلق حاجزا ضخما فيما بين واشنطون والعالم ولم تدرك ادارة بوش الا مؤخرا خطأ هذا الاسلوب ولكن الرئيس اوباما ادرك اهمية تغيير هذا الاسلوب حتي يستعيد ثقة العالم ببلاده ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في مصر وعلي الرغم من معاناة المجتمع الامريكي من العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وجدت بعض مراكز البحوث المهتمة بقضايا منطقة الشرق الاوسط وبصفة خاصة الصراع العربي الاسرائيلي ان تنظيم ندوات وحوارات حول مصر وسيلة لتحويل الانظار بعيدا عن فشل ادارة اوباما وهزيمتها امام حلف وعناد اسرائيل من التقدم نحو التسوية السلمية. وكان الهدف بطبيعة الحال خدمة اسرائيل والتشويش علي مصر باعتبارها حجر الزاوية في استقرار المنطقة وفقا لما ذكرته هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية اثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد بواشنطون عقب لقائها الاخير مع احمد ابوالغيط وزير الخارجية. وتحت ضغوط من الاعلام الامريكي الموجه لخدمة اسرائيل بطبيعة الحال اشارت وزارة الخارجية في بيان لها الي اهمية وجود مراقبين دوليين لضمان نزاهة الانتخابات وقد رفضت مصر هذا الطرح باعتباره تدخلا في الشئون الداخلية وزاد هذا الرفض من حماس المزايدين الذين يريدون خلق فجوة في العلاقات المصرية الامريكية وفي الوقت الذي حفلت فيه الساحة الدولية بقضايا هامة مثل ويكيليكس والمواجهة فيما بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وتصعيد المواجهة مع ايران تحول الحوار اثناء المؤتمر الصحفي اليومي الذي يعقد بوزارة الخارجية الي قاعة للمزايدة والتحريض علي مصر والتقط بعض الصحفيين المعروفين بمساندة اسرائيل هذا الخيط وتصدرت جريدة الواشنطون بوست جيش التضليل والتحريض. ومرة اخري وبعد ان تمت الانتخابات المصرية وفي مواجهة الضغوط اصدرت الخارجية الامريكية بيانا جديدا بشأن التقارير التي وردت عن الانتخابات ودون ان يجزم البيان بصحة ما ورد في التقارير عن وجود مخالفات اعربت الخارجية الامريكية عن قلقها ازاء ما ورد في هذه التقارير من مخالفات وما تطرحه من تساؤلات بشأن نزاهة وشفافية العملية الانتخابية. ولكن بيان الخارجية في نفس الوقت اكد علي علاقة الشراكة الوثيقة فيما بين الولاياتالمتحدة ومصر وحكومة وشعبا وما يربط بينهما من مصالح وتطلعات مشتركة. واعربت الخارجية الامريكية عن تطلعها لاستمرار عملها مع حكومة مصر والمجتمع المصري الخلاق من اجل تحقيق التطلعات والامال السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولم يرض هذا البيان نهم الراغبين في الصيد في الماء العكر حيث بادر اللوبي الصحفي الاسرائيلي بسؤال يشكك في جدوي اعراب واشنطون عن القلق واراد المتحدث باسم الخارجية الامريكية ان يضع نهاية للمناورات اليومية فاوضح ان القضية تتناول العلاقة فيما بين مصر وشعبها الراغب في مزيد من المشاركة في العملية السياسية والاستجابة لهذه الرغبة امر يخص حكومة مصر. ولكن المناورة والتحريض يستمر بسؤال طرح عن امكانية استخدام سلاح المعونة التي تقدم لمصر كوسيلة للضغط وبدون تردد كان رد المتحدث الرسمي للخارجية الامريكية ان لدينا التزاما بالشراكة مع مصر وهو التزام غير مرتبط بظروف معينة ويمضي قائلا ان العلاقة الامريكية مع مصر متعددة الجوانب الا اننا لن نتردد ان نقول لمصر كدولة صديقة رأينا بشأن ما يجري..