المشاعر الإنسانية نعمة وهبة يمنحها الله لمن يشاء من عباده.. ويحرم آخرين منها. في لفتة انسانية جميلة.. وتحمل كل معاني المحبة والاحترام والوفاء زار الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر القاهرة يوم الثلاثاء الماضي لمدة ساعات.. قدم خلالها واجب العزاء في وفاة المدرس المصري أحمد منصور الذي علمه في المرحلة الابتدائية. كان الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر يستطيع ان ينيب عنه سفير دولته في القاهرة ليقوم بواجب العزاء عنه.. لكنه جاء بنفسه ليعطي درسا في احترام وتقديس المدرس المعلم.. والوفاء لمن علمونا.. وكان لهم بصمة في حياتنا الدراسية ومستقبلنا المهني.. وما أكثرهم.. وما أندر من يحملون الجميل ويعترفون به لمن كانوا وراء نجاحهم! أقول لمن لا يعلمون ان الجالية المصرية في الدوحة هي الأكثر عددا وشأنا هناك منذ الستينيات من هذا القرن.. وساهموا في كل أوجه التنمية والنهضة علي مدي سنوات.. وفي مقدمتهم المدرسين الذين علموا الجيل الذي تولي شئون الدولة هناك. أذكر ان وزارة التربية والتعليم القطرية وضعت نظاما يتم بمقتضاه خصم يوم من أجور جميع العاملين في التعليم لصالح من يتوفاه الله.. أو يتعرض لأي ظروف إنسانية.. وهذا المبلغ يصل حجمه لأكثر من مليون ريال قطري.. ويتبرع به الجميع بكل الرضا والاحترام لمن تعرض لمحنة من زملائهم الذين يتولون عملية التعليم.. وتخريج اجيال من المواطنين القطريين وأبناء الجنسيات الأخري هناك. الأخوة القطريون يطبقون الكلام المأثور عندنا »من علمني حرفا.. صرت له عبدا« بالقول والفعل والتكريم.. والدليل زيارة الأمير حمد لأسرة مدرسه في الابتدائي لتقديم واجب العزاء بنفسه. عزاء الأمير لأسرة معلمه اشارة لها معان .. وليت الذين يتعدون ويعتدون علي المعلمين ومديري المدارس بالسب والإهانة في شبه ظاهرة أصبحت مؤسفة.. ان يتعلموا منها.. بعدما أهدروا مبدأ الاحترام والوفاء والقيم التي علمناها لغيرنا من المجتمعات العربية فتمسكوا بها وأعطوا درسا لنا وللاخرين.
ويل لنا من الصحافة الصفراء وقنوات الإثارة والتهويل.. منذ أيام أصدر المحامي العام لنيابات شمال الجيزة الكلية قرارا نهائيا بإغلاق ملف التحقيقات في واقعة اتهام الطبيب طارق جمال عبدالغفار.. الذي كان مرشحا لمنصب مهم في معهد القلب.. واستبعد منه بسبب محضر تحريات مشبوه اتهمه بإدارة عيادته للدعارة وأعمال منافية للآداب.. وتم حبسه أكثر من عشرين يوما علي ذمة التحقيق في تلك التهم! قرار المحامي العام استبعد جميع الاتهامات الموجهة للطبيب لعدم وجود مستندات وأدلة تعززها.. وألغي رقم الجنحة وقيد الأوراق بدفتر الشكاوي لحفظها إداريا.. وقرر تسليمه عيادته الطبية المتحفظ عليها! والسؤال: أولا: من المسئول عن تدمير سمعة الطبيب.. وتشويه ملفه المهني؟! ثانيا: لماذا خلا قرار النيابة من توجيه اتهام لمن أعدوا التقرير المشبوه.. ولمن أدانوه في جنحة حبس.. ومن شوهوا سمعته صحفيا وإعلاميا؟!
أجمل وأفكه تعليق علي نتائج الجولة الأولي للانتخابات قاله الدكتور نظيف رئيس الوزراء عندما أكد لنا ان اكتساح تسعة وزراء من حكومته للانتخابات البرلمانية دليل علي وجود قاعدة شعبية للحكومة في الدوائر الانتخابية.. لأن نجاح وزرائه كان بتفوق شديد واكتساح أثار إعجابه وتفاؤله! الدكتور نظيف لم يصل إلي علمه ان تقديرات اللجنة العليا للانتخابات أشارت إلي ان 53٪ من الناخبين فقط هم من أدلوا بأصواتهم في الانتخابات.. فهل تلك النسبة تمثل مؤيدي حكومته باكتساح؟!