أبلغوا الدكتور "صلاح منصور" أستاذ الاقتصاد بكلية الزراعة جامعة الزقازيق ان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة.. يسعي لعزائه في والده.. قال الدكتور ولكنه قدم واجب العزاء لأخوتي الدكتور خالد وعبدالجواد وجمال الذين يعملون ويقيمون في الدوحة. أما أنا ففي القاهرة.. قالوا له: هو يعرف ذلك. وقد قرر أن يأتي إليك في زيارة سريعة ومعه ابنته الصغيرة الأميرة "هند". وجاء الشيخ "حمد" لساعتين قضي خمس وأربعين دقيقة منها في بيت الدكتور صلاح بالمهندسين عرفانا بجميل والده الأستاذ "أحمد علي منصور" الذي كان مدرسه في أول مدرسة ابتدائية في قطر. ثم أصبح معلمه الخاص في الاعدادي والثانوي. يعطيه دروسا في القصر.. وكان ابنه الدكتور صلاح زميلا للأمير في المدرسة لسنوات. اشتهر الراحل أيضا بخطه الجميل فعهدوا إليه بتصميم وكتابة الشهادات الدراسية حتي أصبحت مطبوعة.. كما قام بتصميم الريال القطري بعد انفصاله عن عملة دبي. فكانت له بصماته الباقية. إلي جانب العلاقة الخاصة بينه وبين الأسرة الحاكمة وفضله علي أبناء قطر. جاء الأمير بنفسه لتقديم واجب العزاء في أستاذه. فضرب بذلك مثلا للوفاء وتقدير الرجال. عنوانا لنهضة علمية وثقافية يرعاها مع زوجته الشيخة "موزة" التي تعلمت أيضا في القاهرة. ومازالت تذكر معلمتها "الدكتورة نوال الدجوي" تزورها كلما جاءت إلي مصر. وقد شاركت مرة في طابور الصباح. ورددت مع تلاميذ اليوم النشيد الذي كانت تؤديه وهي طفلة في مدرستها بالقاهرة في سبعينيات القرن العشرين. قبلها بسنوات جاء الشيخ "الفهد الأحمد" شقيق حاكم الكويت السابق وراعي الرياضة في الكويت وأبرز من قاوم غزو العراق لبلاده. جاء إلي القاهرة ليقدم العزاء لزميلنا الكاتب الصحفي عبدالرحمن فهمي في وفاة زوجته. يذكرني هذا بقصة قديمة: رحم الله أصحابها. حيث أرسل صدام حسين بعد أن أصبح حاكما للعراق رسالة إلي الرجل الذي كان يساعده في شئون المنزل ويطبخ له طعامه عندما كان يقيم في شقة بالدقي هاربا من حكم الاعدام صدر ضده في بغداد بعد محاولة اغتيال رئيسها "عبدالكريم قاسم".. وكانت القاهرة أيامها مكانا آمنا لثوار العرب وافريقيا بكل اتجاهاتهم يتقاضون مرتبات شهرية ويعيشون في أمان.. ولم يكن "صدام" ميسور الحال. أحيانا يقترض من طباخة المصري الذي يعد له الوجبات فلا يجعله يحس بالاحتياج.. وقد حمل السياسي العراقي الجميل حتي عاد إلي بلاده وأصبح الزعيم الركن. فكلف سفيره في القاهرة أن يبحث عن الرجل ويدعوه لزيارته في بغداد. وقد تعب السفير حتي وجده في أحد بيوت "إمبابة".. طرق بابه وأبلغه رغبة "صدام حسين". ولم يكن الطباخ يتابع ما جري فكان أول سؤال له: الحمد لله.. هوه لقي شغل؟! تبقي مصر جميلة رغم أنف الكارهين.. وفي كل ركن علي مستوي العالم العربي تجد حجرا بناه مصري. أو كلمة علمها مصري يذكر فضلها الأوفياء.. ويأتي الشيخ "حمد بن خليفة" بنفسه رغم مسئولياته ليقدم واجب عزاء في مدرسه.. وتبقي الدنيا بخير! ليس بعيداً عن هذا الموقف: تفوقت قطر علي أمريكا بأربعة عشر صوتا مقابل ثمانية أصوات وفازت باستضافة مونديال .2022 سئل وزير الثقافة القطري: هل منعت الرقابة كتبا من دخول معرض الدوحة للكتاب؟.. قال: هذه السنة لم نمنع كتابا واحدا!! [email protected]