فوجئ الشارع المصري بالزيارة الخاصة والقصيرة جدا التي قام بها سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلي أسرة الدكتور صلاح منصور ولم يلتق خلال الزيارة بأي مسئول مصري وإنما حضر من المطار إلي منزل الأسرة بالمهندسين مباشرة ثم الي المطار مرة أخري. عقيدتي التقت بأسرة الدكتور صلاح منصور التي خصهم أمير قطر بهذه الزيارة للتعزية في وفاة والدهم وكشفت تفاصيل وأسرار هذه الزيارة. يقول الدكتور صلاح منصور الابن الأكبر للأستاذ أحمد منصور الذي وافته المنية قبل يومين بالدوحة ان اصرار سمو أمير قطر حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني علي الحضورللقاهرة في زيارة خاصة وتقديم العزاء لي ولأفراد عائلتي إنما تعبر عن أصالة ووفاء نادرين وانه رغم ان دهشته لم تفارقه منذ الزيارة وحتي الان إلا انه قال إن هذا ليس غريبا علي شخصية سمو الامير الذي عهدنا فيه دائما الاخلاص والوفاء وان من يعرف سموه عن قرب يدرك تماما ان سموه يتمتع بشهامة نادرة. وقال في حديث خاص إن سعادة سفير قطر بالقاهرة اتصل به وإخبره ان سمو الامير يريد تعزيته فظننت ان سموه يريد تعزيتي عن طريق الهاتف فقلت لسعادة السفير ان هاتفي مفتوح طوال الوقت وفي انتظار مكالمة سموه فقال لي ان سمو الامير يريد ان يعزيني شخصيا فقلت لسعادة السفير ولكن انا مقيم في القاهرة وليس في الدوحة فقال سعادته نحن نعلم هذا تماما وسمو الامير يريد ان يحضر الي القاهرة لتعزيتك وان هذا امر هام جدا لسموه فأصابتني الدهشة والذهول ولم اصدق نفسي حتي بعد ان حضر سموه إلي القاهرة وغادر لم استطع ان اتمالك نفسي ومازلت أنا وجميع أفراد أسرتي لانصدق أنفسنا ان سموه قد زارنا في القاهرة وان سموه قد حضر خصيصا لتعزيتنا في لمحة وفاء نادرة. وأضاف لا أبالغ أبدا إذا قلت إن زيارة سموه قد مسحت أحزاننا بفراق الوالد وخففت عنا ألم بعاده عنا فقد شعرنا ان والدنا لم يمت وقد أشعرنا سموه بالدفء وأغدق علينا من عطفه مما كان له اثر بالغ علي كل أفراد العائلة. وقال إن سموه قد وصل في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر الاثنين الماضي وغادر في تمام الساعة الرابعة والربع بعد ان شرفنا بهذه الزيارة التي ستعد في تاريخ عائلتنا إلي الأبد. وقال الدكتور صلاح إنه الابن الأكبر للوالد رحمه الله أحمد منصور بعد شقيق توفاه الله ونحن أربعة أولاد وبنت وقد تخرجت في كلية الزراعة جامعة عين شمس وحصلت علي الماجستير من جامعة الزقازيق ودكتوراة من أمريكا ودرست الدكتوراه علي حساب قطر كمنحة وأنا الآن أستاذ بكلية الزراعة جامعة الزقازيق ولدي استشارات بمجوعة من الهيئات العالمية والجامعات الخاصة المصرية وأقوم بالتدريس فيها ومتزوج وزوجتي مهندسة معمارية ولدي الابن الأكبر كريم 26 سنة ماجستير هندسة بجامعة نورس كالورينا بأمريكا وطارق خريج الجامعة الالمانية. أما إخوتي فأختي الكبري قدرية مدير إداري بجامعة عين شمس وعبد الجواد أخي الأصغر مهندس بوزراة الاشغال بقطر والثاني محمد جمال مراقب مالي لمؤسسة البترول القطرية والدكتور خالد طبيب أمراض جلدية وتناسلية بمستشفي حمد العام بقطر والوالدة متوفاة من أربع سنوات. وقال الوالد ولد عام 27 في حي الضاهر بالقاهرة وحتي الآن توجد حارة باسمنا هناك ودخل مدارس الضاهر وتخرج في ابتدائي وثانوي ودخل كلية الحقوق جامعة عين شمس أول دفعة وكان وقتها يعمل في عدة وظائف وكان مطلوب منه ان ينفق علي نفسه وأخيه وكان يدرس في نفس الوقت بمعهد الخطوط العربية وحاصل علي دبلومين في التذهيب وكان يعمل في نفس الوقت مأذوناً كما كان يعمل كمساري في السكة الحديد وكان إمام مسجد يخطب الجمعة وتزوج وعمره 20 عاما. عمل سنتين بعد التخرج في هيئة السكك الحديدية وسافر قطر عام 56 في وقت مبكر من عمره وسافر أولا لوحده ثم عاد وأخذنا عام 58 وكان وقتها الطائرة تستغرق 9 ساعات لقطر وعمل بالتدريس وقد كلفه سمو الشيخ خليفة بن حمد بالاشراف ورعاية اولاده في المدرسة وفي البيت فكان مديراً لأول مدرسة ابتدائية في قطر وكان مديراً لأول مدرسة إعدادية في قطر وكان الوالد يدرس تاريخ وجغرافيا وعلوم التربية الوطنية وكان سمو الشيخ خليفة حريصاً أشد الحرص علي حصول أبنائه علي أعلي الشهادات العملية وتحصيل العلوم وكان الوالد يقوم بالتدريس لسمو الأمير في المدرسة وفي البيت وأعطاه سمو الشيخ خليفة الحرية فظل معهم حتي أنهوا الثانوية العامة من قطر. كان يقوم بالتدريس لسمو الشيخ حمد وأخيه سمو الشيخ عبد العزيز بن خليفة وابن عمهم سمو الشيخ حمد بن جاسم ولحق بهم بعد ذلك سمو الشيخ عبد الله بن خليفة أخوهم الثالث فكان الوالد معهم حتي اخذوا ثانوية عامة واتجه الشيخ حمد لكلية سانت هيرست بانجلترا وعبد العزيز درس الاقتصاد في أمريكا وظل الوالد حتي المرحلة الجامعية يتابع دراستهم ويسافر لهم في الخارج وكان مرافقاً لهم حتي في الصيف. الشيخ خليفة كان يطمئن ان الوالد مشرف علي أولاده حتي تخرجوا والشيخ حمد اصبح نائب الامير وشقوا حياتهم. كان الوالد يشد عليهم أحيانا وكانوا يتعاملون مثل كل الطلاب معاملة عادية ولايوجد أي تمييز لهم وهذا ماجعلهم ملتزمين ومتفوقين في دراستهم. خلال وجود الوالد في الدوحة قام بتأليف العديدمن الكتب هناك من الاعدادي حتي في الثانوي وكتب الكتب الخاصة بمادة التربية الوطنية والوالد صمم أول طابع بريد في قطر وأول عملة في قطر وقد ظل سمو الامير يود والدي ويسأل عليه باستمرار ويهنئه في المناسبات والأعياد. وكشف الدكتور صلاح أنه رافق سمو الامير من الصف الثالث الابتدائي بنفس الفصل ونفس المقعد وكنا ملتزمين جدا وكنا نطلع رحلات وكنت أرافقهم إلي البيت وأكون معهم في الأعياد. أما زوجة الدكتور صلاح فقالت لم ألمس وفاء بهذا الشكل فسمو الامير لديه مسئوليات جسام وغير معقول ان يترك مسئولياته ويأتي إلينا هذا شئ نادر الحدوث وقالت إن سمو الشيخة هند مديرة مكتب سمو الأمير إنسانة تمتاز بالبساطة والود وقالت انها قدمت لسموه قهوة تركي وقهوة عربي وتمراً وشايا مصريا وعصيرا وأنها كانت تتمني ان تقدم واجب الغذاء لسموه لكن أخبرونا انه لا وقت لتناول الطعام. رافق سمو الأمير في زيارته سعادة عبد الله بن خليفة العطية وزير الدولة للشئون الخارجية وسعادة عبد الله بن حمد العطية وزير المالية والبترول وسفير قطر في القاهرة وسمو الأميرة هند بنت حمد مديرة مكتب سمو الأمير.