تحولت الديمقراطية وحقوق الانسان الي كلمة حق يراد بها باطل في ضوء الاتهامات الأمريكية والأوروبية للعديد من الدول بالتطرف والتعصب واضطهاد الاقليات والاستبداد.. وإعتاد الغرب ان يلعب دور حامي حمي الفضيلة والشرف في المحافل الدولية بل واحترف اصدار التقارير التي تتهم الدول الأخري بالتخلف وانتهاك حقوق المعارضين والمرأة، وحتي الشواذ!! والحقيقة ان كل تلك التقارير والاتهامات والانذارات هي مجرد وسائل للتدخل في شئون الدول الاخري وستار للمصالح الأجنبية او بمعني اخر "بيزنس" يتيح لمن يمارسونه حق الانتفاع بمباديء الديمقراطية وحقوق الانسان لحساباتهم الذاتية ومن أجل خدمة مصالحهم المشروعة وغير المشروعة. الغرب يفخر دائما بكونه خالق الديمقراطية ومبدعها ورائدها ومصدرها للشعوب الهمجية غير المتحضرة ولكنهم في الحقيقة هم اول من ينتهكون كل القوانيين الدولية ويدوسون بالاقدام علي الديمقراطية وحقوق الانسان في كل زمان ومكان. فالولاياتالمتحدةالامريكية مثلاً وهي دولة عظمي تزعم انها تحمي الديمقراطية وتحافظ علي حقوق الانسان , قامت علي جثث ملايين الضحايا من الهنود الحمر..فقد حدثت عمليات إبادة جماعية لأهالي القارة الأميركية الأصليين استمرت أكثر من 150 عاماً! وأسفرت تلك العمليات القذرة عن إبادة أكثر من 80 مليوناً من الهند الحمر! وفي عام 1730 أصدر البرلمان الأمريكي للبروتستانت الأطهار تشريعا يبيح إبادة الهنود الحمر بل وصدر قرارا بتقديم مكافأة مقدارها 100 دولار مقابل كل فروة مسلوخة من رأس هندي أحمر، و50 دولار مقابل فروة رأس امرأه أو فروة رأس طفًل. ولم يمت الهنود بالشكل المطلوب لذلك أمر القائد الأمريكي جفري أهرست في عام 1763 برمي "بطانيات" كانت تستخدم في مصحات علاج الجدري إلي الهنود الحمر بهدف نشر المرض بينهم مما أدي إلي انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من الهنود، في حرب جرثومية مبكرة جدا.. وحتي الآن في عصرنا الحديث لايزال التمييز العنصري ظاهراً في الولاياتالمتحدةالامريكية فقد اكدت التقارير الدولية ان الولاياتالمتحدة رغم انها أحد أهم أدعياء حقوق الإنسان في العالم، الا انها لم تغلق اكثر سجون العالم قذارة ووحشية وهو معتقل جوانتانامو الذي شهد ابشع انتهاكات حقوق الانسان وسجن أبو غريب في العراق ..ولم تنضم امريكا لأهم معاهدة متعلقة بالحقوق الانسانية وهي معاهدة حقوق الطفل، التي تعد من أهم وثائق حقوق الإنسان". واعلنت لجنة حقوق الطفل في منظمة الأممالمتحدة أن الولاياتالمتحدة أحد أكبر المنتجين والمروجين لفساد الأطفال. وذكر تقرير اخر أنه منذ عام 2001 إلي الآن لقي 334 شخصًا مصرعهم؛إثر تعرضهم للأدوات المولدة للصدمة الكهربائية من رجال الشرطة الأمريكية أثناء تعذيبهم في السجون!! اما في الدول الاوروبية فالحادثة المروعة لمقتل مروة الشربيني في المانيا جاءت لتؤكد علي الفكرة ذاتها فقد قتلت مروة طعنا بالسكين في قاعة المحكمة علي يد رجل عنصري أثناء إدلائها بشهادتها في القضية التي اتهمته فيها بإهانتها بعبارات عنصرية لأنها كانت امرأه محجبة ومسلمة!! وهناك القوانين الفرنسية التي لا حصر لها والتي تتفنن في تضييق الخناق علي حرية العبادة للمسلمين بالإضافة الي منع الحجاب في المدارس والجامعات, الي جانب العنصرية وإضطهاد المهاجرين غير الفرنسيين وخاصة الأفارقة.. ووجهت مؤسسة حقوقية اتهامات للاتحاد الأوروبي بأنه لا يفي بالتزاماته بحماية حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة بل وغض البصر عن الانتهاكات والمذابح التي ترتكبها اسرائيل بحق الاطفال والمدنيين الابرياء واستخدام الاسلحة المحرمة دولياً في حربها عليهم.. والغريب ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل علقت علي هذه الجرائم بقولها ان إسرائيل كانت تدافع عن نفسها في حربها الاخيرة علي اهالي قطاع غزة العزل!! وكانت فضيحة الرسومات المسيئة للرسول محمد صلي الله عليه وسلم علي يد رسام الكاريكاتير الدنماركي كيرت فيسترجارد من اكثر الافعال عنصرية ضد المسلمين وديانتهم ورسولهم!! ولكن الفعل الاكثر عنصرية كان اعادة نشر هذه الصور المسيئة بعدما نشرتها صحيفة يولاندس بوستن الدانماركية بعد أقل من أسبوعين فقد قامت الصحيفة النرويجية Magazinet والصحيفة الألمانية دي فيلت والصحيفة الفرنسية France Soir وصحف أخري في أوروبا بإعادة نشر هذه الصور الكاريكاتيرية العنصرية بهدف جرح مشاعر المسلمين في العالم!! اما فضائح سجن ابو غريب في العراق التي لا حصر لها فقد اثارت غضب واشمئزاز العالم فقد تعرضت السجينات الامنيات الي عمليات اغتصاب واذلال متنوعة بواسطة الجيش الامريكي مما دفع ببعض اللواتي اطلق سراحهن الي الانتحار بسبب ما تعرضن له من تعذيب وحشي وانتهاك لأدميتهن بوسائل عديدة مثل الصعق بالكهرباء واستئصال وبتر اعضاء الجسم وقتلهم في النهاية!! وقد أظهرت جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني في العراق وافغانستان ومذابح اسرائيل ضد الفلسطينيين الوجه القبيح لهذه الدول التي تزعم انها ديمقراطية!! ومن لا يصدق ذلك فلينظر الي الفضيحة الاخيرة في افغانستان والتي كشفت عن تجارة افراد قوات الاطلنطي في المخدرات والبعض الاخر منهم شكل فرقاً لتقطيع اطراف واصابع الضحايا الافغان للذكري!! باختصار، لا يمكن لمن يرتكبون هذه الجرائم ان يزعموا احترامهم لحقوق الانسان بعد كل ما فعلوه.وكم من الجرائم ترتكب باسمك ايتها الديمقراطية!