كل ، وصلي ، وحب ، ثلاث كلمات تحمل معاني : المتعة ، والتأمل، والسعادة ، تدور حولها رواية الكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت، التي حققت شهرة عالمية في عالم الكتابة ، وتربعت علي عرش اعلي الروايات مبيعا لهذا العام ، وترجمت إلي العديد من لغات العالم ، خاصة بعد تحويلها إلي فيلم سينمائي بطولة جوليا روبرتس ، الذي يعرض حاليا في معظم دور العرض السينمائية في العالم في نفس الوقت بما فيها مصر . هذه الرواية هي احدث قصة في حياة الكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت، التي تحدثت فيها عن رحلتها الشخصية ومعاناتها مع زوجها للحصول علي الطلاق، حيث قدمت فيها تصويراً للرحلة التي قضتها في السفر في محاولة لاكتشاف ذاتها من خلال تنفيذها لثلاثة أفعال هي "الأكل" و"الصلاة" و"الحب". سافرت إلي روما للتمتع بالأكل، وإلي الهند لتكتشف أمر "الصلاة"، وإلي بالي للبحث عن الحب تقول مؤلفة الرواية في سطور روايتها الأكثر اثارة للجدل والقراءة في نفس الوقت: أن يكون لديك قلب محطم من الحب لهو شيء رائع ، لان هذا يعني أنك علي الأقل حاولت أن تنجح في شيء. - من الأفضل أن تعيش حياتك بصورة غير جيدة تماماً بدلاً من أن تحاول تقليد حياة شخص آخر بطريقة جيدة تماماً. - لا تعتذر عندما تبكي لأنه بدون البكاء نصبح آليين. - يعتقد المرء أن توءم الروح هو الشخص الأنسب له وهذا ما يريده الجميع. ولكن توءم الروح الحقيقي ليس سوي مرآتك التي تريك كل ما يعيقك عن الاستمتاع بالحياة،الشخص الذي يلفت انتباهك إلي نفسك لكي تغيري حياتك هو أنت والكاتبة تري أنها وجدت ضالتها التي ظلت تبحث عنها من فكرة سيطرت عليها وهي البحث عن ذاتها بعد أن استحالت حياتها مع زوجها ، وعلي مدي عام كامل سافرت بطلة الرواية وهي الكاتبة أيضا إلي ايطاليا، الهند وبالي في اندونيسيا . أما لماذا اختارت ليز ايطاليا فذلك كما تقول في روايتها ، لأنها تعشق اللغة الايطالية و لن تتعلمها إلا من مصدرها، ولذلك قررت في ايطاليا الانغماس في الملذات و ليست تعني هنا الجنس بل ملذات الطعام ! نعم الطعام الايطالي من البيتزا والمعجنات والمعكرونة والاسباجتي ! لدرجة أن وزنها ازداد بشكل مفرط ، وكونت صداقات مع المكان و البشر و لم تحرم نفسها من البوظة الصباحية ! و كانت ايطاليا الجزء المرتبط بالقسم الأول من عنوان كتابها "طعام"! أما قسم "الصلاة" فقد كان الفترة المتعبة بل المرهقة للتوصل إلي السلام الداخلي و إتقان التأمل و الصمت و الاستماع إلي الآخرين و التصالح مع الماضي لقبول الحاضر و الاستعداد لمواجهة المستقبل سواء إذا كان مجهولا أو مخططا له علي حد سواء ! و في معبد ناء في الريف في قرية هندية ما اعتكفت اليزابيث أو ليز كما تسمي نفسها و قد تعرفت إلي المكان من خلال مرشدة روحية التقطها في نيويورك. و لم يذهب سعيها و ترقبها أدراج الرياح بل توصلت إلي ما أتت إليه وفقدت طبعا وزن البيتزا و الأسباجتي ! وأنجزت "الصلاة" في مكان ضم اغرب نوعية من البشر قد تصادفها في حياتك! أما اختيارها لبالي فكان بسبب زيارة ماضية إلي اندونيسيا حيث التقت عرافا عجوزا وعدها بان يعلمها التأمل الصحيح مقابل أن تعلمه هي الانجليزية ! وفي بالي التقت بالحب الحقيقي في حياتها . ليس "طعام صلاة حب" أدب رحلات، بقدر ما هي رحلة البحث عن الذات في ثلاث مراحل في حياة الكاتبة وهي أقسام الرواية الثلاثة التي دارت حول السعي نحو السعادة الداخلية والتأمل والتوازن، إنها رحلة البحث عن الشفاء والسلام النفسي .