ظلت السيرة الذاتية للكاتبة الأمريكية إليزابيث جيلبرت Eat ..love.. pray تتصدر قوائم أفضل الكتب مبيعا فى الولاياتالمتحدة والعالم، لاسيما بعد ترجمتها للعديد من اللغات ومن بينها اللغة العربية «طعام.. صلاة.. حب امرأة تبحث عن كل شىء»، حتى بيعت منها أكثر من 4 ملايين نسخة حول العالم، وقبل عام أصدرت جيلبرت كتابها الثانى الذى لاقى هو الآخر نجاحا واسعا ويعتبر جزءا ثانيا لسيرتها الذاتية وهو Committed «ارتباط»، وإن لم يلق نفس الضجة التى حققها كتابها الأول، الذى تم تحويله إلى فيلم سينمائى من إنتاج هذا العام جسدته نجمة هوليوود جوليا روبرتس. مع اقتراب عرض الفيلم، منتصف الشهر الجارى، شهد الكتاب انتعاشة جديدة على مستوى المبيعات سجلته المكتبات الكبرى، ومن المتوقع أن ترتفع المبيعات أكثر مع بدء عرض الفيلم الذى تم تصوير مشاهده فى أماكن أحداثه الواقعية كما وردت فى الكتاب وهى إيطاليا والهند وإندونيسيا. قبل أن تجسد جوليا روبرتس دور إليزابيث جيلبرت فى فيلمها الجديد، كانت قد أكدت أن «طعام.. صلاة.. حب»، الذى صدرت طبعته الأولى عام 2006، هو هديتها المفضلة إلى صديقاتها، إيمانا منها بأهمية هذا الكتاب الذى يدون رحلة شاقة لسيدة قررت البحث عن ذاتها بعد تجربة طلاق قاسية تركتها امرأة محطمة حسب تعبيرها، وما لبثت أن زادت هذه الحالة بعد علاقة فاشلة ثانية، وكما تعبر عنها فى الكتاب «تركتنى تلك الخسارات المتتالية فريسة للحزن وشعرت بأنى هشة وضعيفة وكأن عمرى 7 آلاف سنة»، فقررت أن تخوض رحلة من البحث عن ذاتها وأعدت العدة لذلك وقررت قضاء عام كامل فى كل من إيطاليا والهند وفى بالى الإندونيسية، فتقول «ما أردته فى الواقع هو أن أستكشف بعمق ناحية معينة من ذاتى فى إطار تلك البلدان، فى مكان أعتاد تقليديا على إتقان ذاك الشىء، أردت استكشاف فن المتعة فى إيطاليا، وفن التأمل فى الهند، وفى إندونيسيا فن الموازنة بين الاثنين»، لأنه حسب ما كانت تظن «لم يكن الوقت مناسبا للبحث عن الرومانسية، ومع الوقت تعقيد حياتى المعقدة أصلا، إنه جاء وقت البحث عن الشفاء والسلام اللذين لا يأتيان إلا من الوحدة». استعرض الكتاب رحلتها فى إيطاليا فى 36 حكاية عن السعى إلى السعادة الداخلية الذى عبر عن الجزء الأول من رحلتها وهو «طعام»، وخرجت هذه الحكايات شهية بمذاق الطعام الإيطالى الذى انغمست الكاتبة فى تناوله حتى ازداد وزنها بشكل مفرط، وكونت هناك صداقات كثيرة، ولم تنس يوما البوظة الصباحية بالفستق الرائعة، أما قسم «الصلاة» فهو الشق المرهق فى رحلة إليزابيث أو «ليز» لما فيه من دأب وسعى للوصول للنفس إلى مرحلة سلام وتصالح مع الماضى استعدادا للمستقبل الغامض، وكان هذا الجهاد النفسى والمغامرة الروحانية فى معبد ناءٍ فى الريف الهندى الفقير، وفقدت طبعا فى هذه الفترة الوزن الزائد الذى جنته من تناول «البيتزا» و«السباجتى» فى إيطاليا. أما اختيارها لبالى فكان بسبب زيارة سابقة لها إلى إندونيسيا حيث التقت عرافا عجوزا وعدها أن يعلمها التأمل الصحيح شرط أن تعلمه اللغة الإنجليزية فى تبادل للخبرات الإنسانية والمعرفية ظهر جليا فى الكتاب، والمفاجأة أنه خلال هذه الرحلة وجدت الحب حيث التقت هناك حبيبها الجديد الذى جعلها تتيقن من أولوياتها فى اختيار شريك الحياة. رغم المقومات الفنية الرفيعة للفيلم الجديد، الذى قام بإخراجه ريان ميرفى، إلا أن الفيلم يواجه مسبقا تحديا صعبا لا يمكن تجاهله، وهو المقارنة بينه وبين النجاح المدوى لكتاب إليزابيث جيلبرت الذى يقوم عليه الفيلم.