يتسابق المرشحون في انتخابات مجلس الشعب في دعايتهم الانتخابية علي الانفاق.. سواء كان ذلك في شكل لافتات، أو من خلال هدايا ومزايا مادية تقدم لأهالي الدائرة، أو في شكل مساعدات مالية شهرية أو اعانات غذائية، ويركز كل مرشح في الانفاق علي الدائرة التي سيخوض عنها الانتخابات في شكل دعوة خفية لضمان الأصوات، وتأتي محصلة الانفاق حسب قدرة المرشحين المالية علي مناطق دون غيرها.. في حين ان مصر لديها العديد من المشروعات الخيرية، كالمستشفيات والمدارس وغيرها من المشروعات التي يعود نفعها علي المواطنين كافة. »أخبار اليوم« طرحت فكرة أن يتم توجيه جزء من مبلغ الدعاية الانتخابية والذي حددته اللجنة العليا للانتخابات ب002 ألف جنيه لكل مرشح إلي المشروعات القومية مثل مستشفي الأورام الجديدة التي يتم إنشاؤه في محافظة 6 أكتوبر، أو غيره من المشروعات التي تخدم أبناء المجتمع بشكل دائم ومستمر.. علي ألا يخصم ما يتبرع به المرشح من مبلغ الدعاية الانتخابية. ولاقت الفكرة التي طرحتها »أخبار اليوم« قبولا وتأييدا من جانب »النخبة« في المجتمع، والذين رحبوا بها، وأكدوا علي أن دور المرشحين خدمة المجتمع ككل، دون ان تقتصر خدماتهم علي دوائرهم، لأنهم سيصبحون نوابا عن الشعب بأكمله، وليس عن أهالي دوائرهم فقط، وقال د. يحيي الجمل أستاذ القانون الدستوري: ان تطبيق »الفكرة« يتطلب توعية الناخبين بأن قيام المرشحين بالتبرع لتلك المشروعات سوف يعود عليهم بالنفع بشكل دائم، وأن ذلك أفضل لهم بكثير من ان يحصل الناخب علي 001 جنيه مقابل صوته في الانتخابات. رشاوي انتخابية وأكد د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع ان أغلب المرشحين لا يهمهم انفاق أموالهم علي الأعمال الخيرية، وإنما يخصصونها لشراء الأصوات.. فيما يعرف بالرشاوي الانتخابية، وقال ان تطبيق تلك »الفكرة« سيوضح من منهم يهتم بالمواطنين، ومن يسعي للحصانة لتحقيق مكاسب خاصة. رجال الأعمال ويري د. حمدي السيد نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب ان التبرع للمشروعات الخيرية من أموال المرشحين يعود بنفع أكبر علي المواطنين كافة، وهو أجدي للمجتمع من قيام مرشح ما بإنفاق 8 ملايين جنيه علي دعايته الانتخابية في دائرته، وقال ان التبرع لإنشاء المستشفيات والمدارس واجب وطني علي المرشحين في انتخابات مجلس الشعب وخاصة رجال الأعمال منهم والقادرين علي الانفاق. تغيير الثقافة وأشار د. صبري الشبراوي عضو مجلس الشوري وخبير التنمية البشرية إلي أن تطبيق »الفكرة« يحتاج إلي تغيير الثقافة العامة للمصريين في التبرع، والابتعاد به عن الدعاية، وقال ان عمل الخير لا يقتصر علي »مائدة رحمن« يقيمها الفرد لهدف ما، وإنما يجب أن تكون أعمال الخير دائمة، مؤكدا علي ان النظم المتقدمة في العالم منحت من يتبرعون للمشروعات القومية والخيرية حوافز لتشجيعهم علي الاستمرار في التبرع.. منها خصم قيمة ما يتبرعون به من جملة الضرائب المستحقة عليهم، وقال »د.الشبراوي« ان التبرع كذلك لتطوير البحث العلمي وتنمية عقول البشر من أعمال الخير التي تعد مشروعا قوميا يجب الانتباه إليه لأنها الوحيدة القادرة علي تحقيق التنمية في أي مجتمع. نائب الأمة وطالبت ابتسام حبيب عضو مجلس الشعب الناخبين والمرشحين بالخروج من اطار الفرد إلي اطار الجماعة، حتي يعم النفع الدائم علي جميع المواطنين جراء قبول الناخب لفكرة أن يقوم المرشح بانفاق جزء من أموال دعايته الاتنخابية علي مشروع قومي.. بدلا من حصولهم علي نفع وقتي سواء كان ماديا أو عينيا، وقالت ان الفكرة التي طرحتها »أخبار اليوم« تكرس مبدأ ان عضو البرلمان يعد نائبا عن الأمة كلها وليس عن دائرته فقط. المناطق الفقيرة وقالت د. سعاد صالح الداعية الاسلامية ان تخصيص جزء من أموال الدعاية الانتخابية للمرشحين للانفاق علي عمل الخير يمكن أن يصل إلي الانفاق علي سكان المناطق الفقيرة، واقترحت أن يكون ذلك من خلال صندوق يتبع مشيخة الأزهر.. علي ان تتولي الانفاق من حصيلته علي تطوير، وتحسين حياة سكان العشوائيات، وتوفير فرص عمل للشباب. المشروعات الصغيرة وشددت د. يمن الحماقي وكيل اللجنة الاقتصادية بمجلس الشوري علي ضرورة اقناع المرشحين بأهمية الانفاق من أموال دعايتهم علي المشروعات القومية الخدمية، وقالت ان لضمان جدية التبرع لتلك المشروعات يمكن ان تقوم الأحزاب القادرة بجمع تبرعات من مرشحيها وتقديمها لتلك المشروعات مع الاعلان أن هذا الحزب قد تبرع جميع مرشحيه لمشروع ما، واقترحت ان يتم إنشاء صندوق يذهب إليه جزء من أموال الدعاية الانتخابية للمرشحين، وتخصص للانفاق علي المشروعات الصغيرة، والمتناهية الصغر بهدف دفع عملية الانتاج.