خلال رحلة حياتنا قد تصادفنا لحظات فرح ولكنها للأسف قليلة وأخري حزينة وهي الغالبة، قد نفارق أحبه ونقابل أخرين تختفي وجوه وتظهر أخري، تقابلنا لحظات فشل وأخري نجاح، وقد يتملكنا اليأس والاحباط والزهد في الحياة وأخري قد يسيطر علينا شعور هائل بالرضا والأمل والاقبال علي الحياة! ومع النجاح والفشل والحزن والفرح والضيق والفرج والحب والكراهية والأمل والاحباط والتخبط والادراك تستمر مسيرة الحياة إلي ما قدره الله وشاءه؟ وفي هذه الرحلة قد نتقابل مع أناس قلوبهم بيضاء منيرة، وآخرين قلوبهم سوداء تملؤها الكراهية والحقد والحسد يكرهونك دونما سبب واضح ولكنها طبيعتهم وقد يؤذونك ويعرقلون مسيرتك وهؤلاء موجودون في كل الرحلة منذ الطفولة وحتي الشيخوخة تتغير الوجوه ولكن تتشابه الأقوال والافعال في كل الاحوال. أما أصحاب القلوب الوضيئة أناس يحبونك دون سبب ويقفون بجوارك يدعمونك ويساندونك حتي دون سابق معرفة وهؤلاء يبعثهم الله إليك في وقت الضيق وقت ان نظن أنه لا أمل ولارجاء في البشر، وقت ان نظن ان الخير قد إندثر ولم يتبق إلا الشر والحقد والدسائس والكيد للإيقاع بالاخرين. وتمتليء ذاكرتي بقائمة سوداء لأناس طمس الله علي قلوبهم، ونزع من قلوبهم الرحمة أناس يحملون قلوبا ميتة لاحياة فيها تتأجج نارا لايطفئها إلا التشفي والاستمتاع بالألام واحزان الاخرين والعياذ بالله. كما تعج ذاكرتي باسماء أشخاص لم يتغير أحساسي وشعوري تجاههم لأنهم بالفعل تعالوا فوق الضغائن والصغائر و تغلبوا علي طبيعتهم البشرية ومدوا أيديهم لإقالة عثرة الكثير ومعاونتهم في محنهم حتي يستيدوا قدرتهم علي مواصلة حياتهم المتعثرة! ومع كل ما نعيشه من فرح أو تعاسة، إحباط أو فشل أونجاح، يأس أو أمل فالحياة مستمرة لإنها مشيئة الله إلي أن ينهيها الله وعلينا تحمل قدرنا وماكتبه الله لنا حتي نلاقي الاحبة الذين فقدناهم ونرتاح من هذا العناء «وإنا لله وإنا إليه راجعون».