في النهاية فوجئت بالذين ساعدتهم ينقلبون ضدي بلا سبب واحد يرضي الله أو يرضي ضميرهم ورأيت الذين قدمت لهم قلبي بإخلاص ينهشون هذا القلب ويكسرونه.. بكيت دموعاً ساخنة من عيني ومن قلبي وأنا أجد النكران والعقوق والشر والإيذاء بدلاً من الشكر والتقدير كلمات من مقال الكاتب الصحفي محمود صلاح »خلاص.. كل حاجة حلوة« وبقدر تأثري بالمقال وحساسية الكاتب ورهافته كان تقديري لكل ما جاء بها فمن منا لم يقابل في حياته نكرانا وعقوقا وظلما وقهرا من كل من أحسنا إليهم سواء كانوا أصدقاء أم أقرب الأقربين وعلينا ألا نأمل بغير ذلك فهذه هي الحياة من يكون معك اليوم فهو مع غيرك غدا ومن مدحك بالأمس يذمك اليوم ومن قدمت له الخير يصبح أول من يتنكر لك وليت الأمر يقف عند هذا الحد ولايمتد للنيل منا بالسباب والقذف المرصع بأفظع وأقذر الألفاظ ويتملكنا اليأس والإحباط والندم علي كل ما ماقدمت أيدينا من حب ورحمة وإيثار وعطاء وتفان قوبل بالإساءة والتصدي لايهم إذا كنا طيبين أم أشرارا فالشر قادر علي الدفاع عن نفسه ومواجهة مثيله أما الطيبة فدائماً يداس أصحابها بدون شفقة أو مراعاة لأي شيء قدموه لأن الشر والتآمر والأنانية لها أناس يختلفون عن القادرين علي العطاء والتسامح فهم يطيقون الحزن الذي يصيبهم رغم مافعلوا وقدموا ويتحملون حجم المعاناة التي وصلوا إليها نتيجة الوهم الذي عاشوه يحسنون الظن بمن لايستحقون فقد عميت أعينهم وغشي علي قلوبهم وصمت آذانهم فلم يسمعوا أو يروا أو يحسوا بحقيقة من حولهم حتي يأخذوا حذرهم ويتعاملوا بمالا يقدرون عليه ولايستطيعون غشا ونفاقا يتحملون الحزن وجرح القلوب الغائرة التي لاتلتئم من كثرة الطعنات واللعنات واللكمات وضياع الأحباب والحب وإذا كنت تتساءل سيدي عن كيفية أن تجعل كلماتك فرحاً وأنت تعيش وسط مأتم كبير فأنت بلاشك تستطيع أن تخرج من أحزانك وأن تتمسك بحبال الأمل البعيدة لإمكانية أن تجد وتري الحب والإخلاص والمودة من جديد بالإنسانية التي بداخل المعذبين تجعلهم رغم كل شيء بسيطي المعشر.. عذبي اللسان وتسمو روحهم بالخير يبحثون عن الفرح في ذاكرتهم وذكرياتهم أو في معني رقيق وكلمة طيبة نطقوا بها أو سمعوها ولابد واجدون.. أما أن نظل نبكي ونتألم ونتأسي ونحترق من أجل الغدر والنكران فهذا هو الهلاك بعينه علينا أن نتمسك بقوله عز وجل إن بعد العسر يسرا ومن الإيمان إن نصبر ونحتسب ونقول للبلاء الحمدلله ونمضي في طريق إنكار الذات نترك ونتجاهل من ينهشون ويعتدون ويغتصبون ويستحلون ويستغلون طيبتنا وتسامحنا إلي آفاق أرحب يكون الخير فيها أقرب إلينا من حبل الوريد ونطفئ الغضب الذي يعترينا بأن نتجه إلي الله بمزيد من الحب والرضا والصبر وهو سلاح القوة كما وصفه الرسول([) وقد يظن بعض الضعفاء أن الصبر ضعف وتخاذل يمكنهم من خلاله سحقنا.. لكن الحق كل الحق أن القوة بعينها لمن يتحلي به وهو صاحب الصدر الأوسع والحنان الأشمل والعطاء اللا متناهي.