ايام قليلة وتنتهي مدة الحبس الاحتياطي للرئيس المخلوع ويصبح من حقه ان يخرج طليقا كما خرج قبله وزير البترول الاسبق سامح فهمي وغيره من قيادات الحزب الوطني المنحل، كل هذا والثوار في عالم آخر تلهيهم خلافاتهم واختلافاتهم السياسية، فهذا يخون ذاك وذلك يشكك في نوايا الآخر، والشعب غارق في مشاكل الحياة اليومية، لا يمكنه حتي الوصول إلي مقر عمله هذا اذا كان ممن يحرصون علي العمل والاوضاع تشتعل هنا وهناك لاسباب غير منطقية، فالملاحظ لحالة الشارع المصري يلمس بوضوح حالة من الفوضي الممنهجة وغير المنطقية، حرائق وهنا وهناك، وجمهور كرة يحطم الاستاد، وقطع طريق، وحالات تسمم بالمئات، وغيرها من افعال وردود فعل، بعضها غريب في طبيعته، وبعضها مبالغ في رد فعله، فلا شك ان ما تعانيه المدن الجامعية من اهمال ليس بأمر جديد، ولكن تسمم 560 طالبا لا يمكن اعتباره مجرد حادث، ايضا لا شك ان حادث علي الطريق الزراعي لم ولن يكون الاول من نوعه، فقد اعتاد المصريون علي تحذير المسافرين من مخاطر الطريق الزراعي وكثرة حوادثه، ولكن غير الطبيعي هو ان يقطع الأهالي الطريق، وغيرها وغيرها من أحداث ملابساتها غير مفهومة، تصب جميعها في اتجاه واحد هو اشاعة الفوضي ونشر الخلاف إلي حد يصعب معه التركيز علي القضايا الحقيقية في البلاد، ويتوه وسط هذا كله متابعة ما قد ينتهي به الحال لمن حكم مصر 30 سنة نشر فيها الفساد، ودمر كرامة المصريين في كل مكان وجعلهم يقبعون في غياهب الفقر والجهل و الامراض!. تري هل ستفيق النخبة من غفوتها؟.. وهل سنري صحوة سياسية حقيقية ونسمع عن تصرف منطقي يعيد للثورة هيبتها، ويقضي علي امال الفاسدين في العودة إلي حكم البلاد والعباد؟.